استُشهد الطفل المنشد حسن عياد (14 عامًا)، أحد أبرز الأصوات الفنية الناشئة في قطاع غزة، في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيم النصيرات للاجئين، وذلك ضمن موجة عدوان عنيف شنّته قوات الاحتلال منذ يوم الاثنين، وأسفرت عن استشهاد عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال، وسط حصار خانق يتسبب بالمجاعة والموت البطيء.
اشتهر حسن بأغانيه المؤثرة التي تصف واقع الحياة والموت في غزة خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل، وكان كثيرًا ما يغني برفقة والده علاء عياد، بصوت شجيّ يعكس الألم الجماعي.
كلمات تسبق الشهادة
في أحد المقاطع المصوّرة التي لاقت انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل، أنشد حسن بصوته الحزين: “غزة بتموت… عمياء بعيون أمريكا. بالطيران دُقّ طعم الموت… غارة من البر والبحر. قفلوا المعابر، الناس بتموت من الجوع. اشهدوا يا عالم، شو عملوا فينا.”
والد الشهيد: “كان قلبي وروحي وابني الوحيد”
في حديث مؤلم للصحافي الفلسطيني عيسى صيام، قال والد الشهيد: “حسن كان قلبي، روحي، ابني… ابني الوحيد.” وأضاف “ماذا أقول لكم عن حسن؟ حسن هو كل شيء… أطلب من الجميع الدعاء له بالرحمة.”
كتب الصحافي الغزّي محمود بسام كتب على منصة “إكس”: “استُشهد حسن قبل قليل في غارة جوية إسرائيلية، ليرتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 60 منذ فجر اليوم.” وتابع: “الطفل الذي غنّى للموت، أصبح الآن من بين من رثاهم… كان وداعه نبيلا ككلماته.”
مجزرة جديدة في مخيم البريج
هذا؛ وأعلنت وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء أن غارات الاحتلال استهدفت مدرسة تحوّلت إلى مركز إيواء في مخيم البريج وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 22 فلسطينيًا بينهم عدد كبير من الأطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين. ورأت حركة “حماس” المجزرة “جريمة حرب بشعة”، مؤكدة أن ما جرى يستدعي محاكمة قادة الاحتلال بصفة مجرمي حرب أمام المحاكم الدولية.
أرقام صادمة: أكثر من 16 ألف طفل شهيد
ذكرت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مجازر أدّت إلى استشهاد ما لا يقل عن 16,278 طفلًا، بمعدّل شهيد كل 40 دقيقة. كما سُجّلت وفاة 57 طفلًا بسبب الجوع الناتج عن الحصار الإسرائيلي الكامل المفروض على القطاع.
يُضاف ذلك إلى حصيلة تجاوزت 185 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود خلال 578 يومًا من العدوان والحصار، في ظل تهجير قسري لأغلب سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم المليونين.
دعوات إسرائيلية للإبادة والتهجير
في ظل استعدادات إسرائيلية لإطلاق عملية عسكرية كبرى تحت اسم “عجلات جدعون”، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إنه يتخيّل “غزة مدمّرة بالكامل وخالية من سكانها الفلسطينيين.” وأشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يعارض هذه العملية، التي يُتوقع أن تبدأ بعد زيارته المرتقبة للمنطقة.
غزة: أخطر مكان في العالم للأطفال
وصفت منظمة “يونيسف” قطاع غزة بأنه “أخطر مكان في العالم على الأطفال”، فيما أدرج الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل على “قائمة العار” للدول التي تقتل الأطفال في النزاعات المسلحة. وكشف مسح ميداني أُجري عام 2024 على أكثر من 500 طفل غزي أن الغالبية العظمى منهم يعتقدون أن استشهادهم وشيك، بينما قال قرابة النصف إنهم يتمنون الموت، في انعكاس مأساوي لحجم المعاناة النفسية التي يعيشها أطفال غزة تحت النار والحصار.