أوراق ثقافية

أقدم سلفي في العالم.. اكتشاف أثري مدهش!

post-img

عثر فريق بحثي، من جامعة "كومبلوتنسي" في مدريد، على حصاة يبلغ طولها 20 سم، تميزت بشكلها غير المألوف، في موقع كهف سان لازارو في وسط إسبانيا.

شارك في البحث كذلك المعهد الجيولوجي والتعديني الإسباني وجامعة "سلامنكا" وخبراء الطب الشرعي في الشرطة الوطنية الإسبانية. وتميزت الحصاة بشكلها غير العادي الذي يشبه وجها ممدودا بثلاثة تجويفات طبيعية تشبه العينين والفم.

كشف التحليل المجهري الإلكتروني والمطيافية متعددة الأطياف أن الصبغة الحمراء المصنوعة من أكاسيد الحديد والطين قد وضعت عمدا على الحصاة. كما أكد الخبراء فإن بصمة الإصبع ليست مجرد بقعة عشوائية، بل هي أثر لطرف إصبع مغموس بأحمر المغرة.

أشار الباحثون إلى أن "هذه الحصاة قد تكون مثالا على ظاهرة "باريدوليا الوجهية" حيث رأى إنسان نياندرتال وجها في الحجر، وقام بتعزيز ملامحه باستخدام المغرة".

لم تُظهر الحصاة أي علامات تدل على استخدامها كأداة، مما يشير إلى قيمتها الرمزية. وقد جُلبت الحصاة من نهر إريسما، بينما لم يعثر على أصباغ مغرة في الكهف أو محيطه، مما يدل على جلب المادة الملونة من مكان بعيد.

يعود تاريخ الطبقة الرسوبية التي عُثر فيها على الحصاة إلى ما بين 43500 و42100 عام، أي إلى العصر النياندرتالي المتأخر في شبه الجزيرة الأيبيرية، أي قبل ظهور الإنسان العاقل في المنطقة بحوالي 41000 عام.

يؤكد الاكتشاف قدرة إنسان نياندرتال على التفكير المجرد والإبداعي، ويعد أول دليل على ارتباط بصمة إصبع نياندرتال بتمثيل وجهي محتمل، ويدحض تصورا عن إنسان نياندرتال ككائن بدائي، ويظهر قدرته على إدراك الوجوه في الأشياء غير الحية.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد