اختتم مهرجان روتردام للفيلم العربي فعاليات دورته الخامسة والعشرين بحفل ختامي احتفى بصنّاع السينما في العالم العربي، وسط حضور لافت من الفنانين والمخرجين والنقاد العرب والأوروبيين، حيث كُرّمت الإنجازات الفنية وأعلنت الجوائز التي عكست تنوع التجارب والرؤى السينمائية الشابة في العالم العربي.
كان من أبرز الجوائز التي خطفت الأنظار في هذه الدورة جائزة أفضل سيناريو، والتي حصدتها المخرجة الفلسطينية ليلى عباس عن فيلمها «شكراً لأنك تحلم معنا!»، تأكيدًا على حضور السينما الفلسطينية بقوة وعمق إنساني في ساحة الفن العربي.
أعلنت لجنة التحكيم فوز فيلم «ولا عزاء للسيدات» للمخرج المصري محمود زين بجائزة أفضل فيلم قصير، نظرًا لقوة موضوعه وجرأته في المعالجة. وتقاسمت جائزة أفضل مخرج كل من المخرجة الفلسطينية مها الحاج عن فيلمها «ما بعد»، والمخرجان المغربيان أيوب ليوسفي وزهوة راجي عن فيلمهما «شيخة»، بينما نال الفيلم الفلسطيني «ولدت مشهورًا» للمخرج لؤي عواد تنويهًا خاصًا لما يقدمه من معالجة إنسانية متميزة.
أما في مسابقة الفيلم الوثائقي، فقد حصل فيلم «أمك» للمخرجة المغربية سميرة المزغيباتي على جائزة أفضل فيلم وثائقي، نظرًا لحساسيته في تناول الموضوع وعمقه الإنساني، في حين فاز المخرج اللبناني كريم قاسم بجائزة أفضل إخراج عن فيلمه «موندوف» الذي تناول بأسلوب فني متقن قضايا الهجرة والهوية. كما منحت اللجنة تنويهًا خاصًا لفيلم «خط التماس» للمخرجة اللبنانية سيلفي باليوت.
في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، حصلت الفنانة رولا دخيل الله على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم السعودي «سلمى وقمر»، بينما فاز الفنان اللبناني جورج خباز بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم السوري -اللبناني «يونان»، وهو الفيلم الذي نال أيضًا جائزة أفضل فيلم لما قدمه من لغة سينمائية عالية وطرح إنساني عميق. وحصد المخرج المصري محمد حمدي جائزة أفضل تصوير سينمائي عن فيلمه «معطرًا بالنعناع». كما منحت لجنة التحكيم تنويهًا خاصًا للفيلم السعودي «سلمى وقمر» تقديرًا لجودته الفنية.
الدورة الخامسة والعشرون من مهرجان روتردام للفيلم العربي تميزت أيضًا بالتأكيد على دور المرأة في السينما، حيث خصّص المهرجان برامجه للاحتفاء بالنساء الرائدات في الفن السابع، وكرّم رموزًا فنية خالدة مثل أم كلثوم، مسلطًا الضوء على بصمات النساء في تاريخ السينما العربية. وكان من اللافت حضور العديد من النجمات العربيات، منهن النجمة هنا شيحة، والفنانة سلوى محمد علي، والنجمة أمل عرفة، والنجمة التونسية درة زروق التي عُرض فيلمها «وين صرنا»، والفنانة السعودية فاطمة البنوي، والممثلة التونسية عفاف بن حمود، والمخرجة والممثلة المغربية زكية الطاهري.
كما تميز المهرجان هذا العام بتقديمه 37 فيلمًا ضمن برامجه المتنوعة التي عُرضت في صالات السينما، إلى جانب عرض 32 فيلمًا قصيرًا عبر الإنترنت، بهدف توسيع الوصول للجمهور العربي والهولندي المهتم بالسينما العربية، خاصة في ظل تزايد الاهتمام الأوروبي بالإنتاج السينمائي العربي الحديث.
كذلك؛ شهد المهرجان تكريمًا خاصًا للفنانة المصرية ليلى علوي، التي عبّرت عن سعادتها بالتكريم قائلة: «أنا سعيدة جدًا بهذا التكريم من مهرجان روتردام للفيلم العربي، فهو يحتل مكانة مهمة في قلبي، خاصة وأنه يأتي بعد سنوات طويلة من العطاء، وكل الشكر لإدارة المهرجان وكل مَن ساندني في مشواري الفني». وقد عُقدت لها جلسة ماستر كلاس ناقشت خلالها تجربتها الطويلة في الفن، كما عُرض فيلمها الشهير «سمع هس» من إخراج المخرج الكبير شريف عرفة ضمن فعاليات المهرجان.
أما لجان التحكيم فقد تكونت من أسماء بارزة في مجال الفن والإنتاج السينمائي من العالم العربي وأوروبا، حيث ضمّت لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة النجمة السورية أمل عرفة، والمخرج والمنتج المغربي خليل بنكيران، والنجمة السعودية فاطمة البنوي، فيما ضمّت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة الفنانة المصرية سلوى محمد علي، والمخرج السوري أحمد الحاج، والمخرجة السعودية رزان الصغير، بينما تألفت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية من المخرجة الهولندية إليزبيث فرانيا، والمنتج العراقي د. حكمت البيضاني، والمخرجة والممثلة المغربية زكية الطاهري.