انتقد موظفو المتحف البريطاني السماح لسفارة الكيان الإسرائيلي باستضافة حفل يحتفي بقيام "دولة الاحتلال". ووفقًا لصحيفة ذا آرت نيوزبيبر، يوم الاثنين الفائت، وقّع الموظفون عريضة تعبّر عن قلقهم من أن المتحف يظهر بصورة الداعم لــــ"إسرائيل"، وهذا قد يضر بعمل أمناء المتاحف إذا قررت المؤسسات الأجنبية عدم الشراكة مع المتحف. كما أكد موظفون آخرون أن استضافة هذا الحدث ينتهك ميثاق نزاهة المتحف.
شلال من الأزرق والأبيض
أُقيم الحفل في 13 مايو/أيار، وشاركت فيه سفيرة الاحتلال في المملكة المتحدة تسيبي حوتوفلي والنائبة عن حزب العمال ماريا إيغل. كما حضر الحفل زعيم حزب المحافظين كيمي بادنوخ وزعيم حزب الإصلاح البريطاني نايجل فاراج. وكان حفلًا من تقديم الكوميدي البريطاني جيمي كار. ونُقل عن إيغل قولها في خطابها: "لقد وقفت المملكة المتحدة إلى جانب إسرائيل، إذ أجرى سلاح الجو الملكي البريطاني رحلات استطلاعية فوق شرق البحر الأبيض المتوسط دعمًا لجهود إنقاذ الرهائن". وبعد أيام من الحفل، أفاد موقع ميدل إيست آي بأنه لم يُعلَن الحفل، وطُلب من موظفي المتحف المغادرة مبكرًا.
ذكرت مجلة هايبر إليرجيك الفنية أنه، مساء 13 مايو/أيار، اكتست الجدران الداخلية للفناء الكبير في المتحف البريطاني بشلال من اللونين الأزرق والأبيض. بينما خارج البوابة الأمامية للمتحف مباشرة، وخلف صفوف من حواجز الشرطة وضباط يرتدون سترات نيون، تجمهر الناشطون المتضامنون مع الفلسطينيين وهم يرتدون الكوفيات ويحملون لافتات بألوان علم فلسطين تذكيرًا بالنكبة، عندما طرد المستوطنون في العام 1948 زهاء 750 ألف فلسطيني من ديارهم نهائيًا.
ردّ المتحف البريطاني
من جانبه، سوّغ المتحف البريطاني لـ"ذا آرت نيوزبيبر" الحفل بأنه "كان تجاريًا في جوهره، فهو يختلف عن الأنشطة أو الفعاليات التي ينظّمها المتحف أو يستضيفها بنفسه". وأضاف أن: "جميع القرارات المتعلقة بالفعاليات التجارية تُتخذ على أساس غير سياسي"، وأنه: "نحن ندرك تمامًا المشاعر الجياشة، ونحترم حق الناس في التعبير عن آرائهم. يمكننا جميعًا أن نتفق على أن فقدان الأرواح من جميع الأطراف أمر محزن للغاية". كذلك، قال كبير مسؤولي الإعلام في المتحف البريطاني كونور واتسون لـ"هايبر إليرجيك" إن الفعالية لم تُقم بالشراكة مع المتحف. وأوضح أنه: "المتحف، يعمل أيضًا مكانًا تجاريًا، وهناك فرق بين الفعاليات التي يستضيفها المتحف بنشاط، وتلك التي تُقام هنا على أساس تجاري"، مضيفًا بدوره أن القرارات المتعلقة بالفعاليات التجارية الخاصة تُتخذ "على أساس غير سياسي"، بحسبه.
احتفال بـــ"دولة" الإبادة
لكن قالت الأمينة السابقة للفن الإسلامي وفن الشرق الأوسط المعاصر في المتحف البريطاني فينيشيا بورتر لـ"ذا آرت نيوزبيبر": "من غير الممكن ألا يكون مدير المتحف ورئيس مجلس أمنائه على علم بهذا الحدث، ولا أنهما لم يفهما تداعياته تمامًا". وشدّدت الناشطة في منظمة الحرية والمساواة في بريطانيا مارا آدم، في بيان، على أنه: "من غير المقبول أن تستضيف مؤسسة عامة بريطانية مثل المتحف البريطاني حدثًا للاحتفال بإسرائيل، وهي الدولة التي ترتكب حاليًا جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة".