أوراق ثقافية

فلسطين... «بوصلة» الشباب العربي

post-img

 

يارا عبود/ جريدة الأخبار

رغم المرحلة الصعبة والإبادة المستمرّة في غزة، أطلقت صحيفة «اليمامة الجديدة» فريق «البوصلة» التطوعي، الذي يرمي إلى بذل جهود منظمة ومستمرة تساند القضية الفلسطينية، عبر استثمار طاقات شبابية.

تلتزم صحيفة «اليمامة الجديدة»، التي أطلقت الفريق وتتبناه، بنشر إنتاجاته وتغطية أنشطته على صفحاتها، تأكيدًا على دور الإعلام الوطني الحر في دعم المبادرات المخلصة، وتثبيت حضور الرواية الفلسطينية في زمن التشويه.

فريق «البوصلة»

فريق تطوعي يسعى إلى خلق جهود إبداعية منظمة ومستمرة تساند القضية الفلسطينية، عبر استثمار طاقات شبابية. «ولأننا أحوج من أي وقت مضى، إلى التكاتف والوحدة؛ لمواجهة ما يمكننا مواجهته من واقع مظلم، أطلقت «البوصلة» بعتاد شبابي يوجه طاقاته الإبداعية نحو فلسطين» وفقًا لما تقوله لنا زهراء غريب وتُضيف أنه ستُنشر نتاجات الفريق في صفحات «صحيفة اليمامة» لأنّ «الفريق لا يزال جديدًا، وهناك إجراءات تنظيمية نقوم بها».

أما بخصوص طريقة نشر مواد «البوصلة»، ستُنشر أعمال الأعضاء (أسماء الأعضاء مع الإشارة إلى فريق «البوصلة»). وكل المواد ستكون متوافرة على منصات «اليمامة الجديدة». كما سيكون للفريق بصمة وحضور على الأرض في فعاليات ترتبط بالقضية عبر مشاركات أو تغطيات إعلامية. هنا تُستثمر طاقات الشباب في دعم القضية الفلسطينية (الكتابة الأدبية أو الصحافية، الفن، التمثيل، التصوير، المونتاج، الترجمة...). يسعى الفريق إلى التواصل والتشبيك مع مختلف المؤسسات المعنية بدعم القضية الفلسطينية، لبناء شراكات أو تعاونات مستقبلية لتعزيز عمل الفريق وعطائه، مع التأكيد الكامل على الحفاظ على حقوق الأعمال والإنجاز.

لا يقتصر فريق «البوصلة» على منطقة جغرافية معينة، بل يسعى إلى ضمّ طاقات عربية من مختلف الدول، ضمن رؤية شاملة لتأسيس «جبهة إبداعية واعية وفاعلة، تضمّ كتّابًا وصحافيين وفنانين ومترجمين ومصمّمين وناشطين، يعملون كلٌّ بحسب إمكاناته في سبيل إبقاء فلسطين حيّة في الوجدان العربي» بحسب غريب. كما لن يقتصر عطاء الفريق على الفضاء الرقمي، بل سيكون حاضرًا على الأرض في فعاليات وأنشطة ترتبط بدعم القضية الفلسطينية.

يأتي تأسيس الفريق في لحظة فارقة تمر بها القضية الفلسطينية، وسط ما وصفه القائمون على المبادرة بـ«مرحلة قلب الحقائق وتزييف الوعي»، التي تهدف إلى حرف الاتجاه عن جوهر الصراع. ويهدف فريق «البوصلة» إلى دعم النضال الفلسطيني عبر إنتاج معرفي وثقافي مقاوم، يسلّط الضوء على واقع فلسطين، ويقدّم الرواية الفلسطينية بلغة حديثة وجذابة، خصوصًا عبر الفضاء الرقمي ووسائل الإعلام البديلة. يطمح الفريق أن يكون منصة عربية جامعة، تفتح الأبواب أمام كل من يحمل في قلبه فلسطين ويريد أن يعبّر عنها، سواء بالكلمة أو الصورة أو الصوت أو الحركة فرسالة البوصلة: «فلسطين أولًا وأبدًا» كما جاء في البيان التأسيسي للفريق.

منبر عربي مقاوِم

لصحيفة «اليمامة الجديدة» التي تبنّت دعم فريق «البوصلة» قصة مُلهمة أيضًا، فالصحيفة الإلكترونية، كان لها نشاط فاعل في الفضاء الرقمي، ومبادرات فاعلة على الأرض داخل قطاع غزة، وكانت تتجه نحو المزيد من التطوير «لكن الحرب جاءت فدمرت كل شيء. رغم ذلك فإن الزملاء العاملين فيها أصروا رغم الصعوبات على الاستمرار في أداء الرسالة وإيصال صوت غزة» وفقًا لمسؤولة العلاقات العامة وشؤون الخليج العربي في الصحيفة، زهراء غريب وصاحبة فكرة «البوصلة».

ولدت الصحيفة من غزة، من قلب الألم، حاملة رسالتها الثقافية والإنسانية، لتكون مرآة للمشهد العربي، وعدسةً تلتقط نبض الإبداع في فلسطين وكل أرجاء الوطن العربي. لكن هذه الرسالة لم تكن سهلة. فقد خاض فريق العمل في غزة أصعب المعارك؛ لا معارك الكلمة فقط، بل معارك البقاء، في ظل قصفٍ لا يرحم، وحصارٍ خانق، وفقدان لكل مقومات العمل الصحافي والثقافي من كهرباء واتصال وأمان.

«لقد فقدنا معداتنا، مكاتبنا، أرشيفنا، وحتى مساحات الكتابة. بعضنا فقد بيته، وبعضنا فقد أحبّته، وبعضنا لا يزال يُناضل من خيمة نزوح أو مستشفى ميداني، لكننا لم نفقد الإيمان بدورنا، ولم نتخلّ عن التزامنا الأخلاقي والثقافي تجاه وطننا وقرّائنا»، هذا ما أكدته الصحافية والكاتبة زهراء غريب في حديثها معنا. ومن هنا كانت فكرة «البوصلة».

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد