أوراق إعلامية

وسائل التواصل الاجتماعي وصورة الإنسان عن ذاته

post-img

يارا حسين/ العربي الجديد

في السنوات الأخيرة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وتيك توك، جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد، إذ توفر فضاءً واسعًا للتواصل وتبادل المعلومات والتعبير عن الذات. في المقابل، هناك جانب سلبي لا يمكن تجاهله خاصة بالنسبة للمراهقين، وتحديدًا في ما يتعلق بتكوين صورة سلبية عن الجسم. فما هي سلبيات وإيجابيات منصات التواصل الاجتماعي؟

التنمر الإلكتروني على منصات التواصل الاجتماعي

كما هو الحال مع أنواع التنمر، يمكن أن يستهدف التنمر الإلكتروني مظهر الشخص ويؤدي إلى تقليل احترام الذات وصورة الجسم. وعلى الرغم من أن التنمر قد يحدث خارج نطاق وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن التعامل معه قد يكون أصعب، لأن مجهولين يمارسونه، إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تتيح للمتنمرين الوصول إلى الضحايا بسهولة طوال اليوم.

معايير جمال غير واقعية

تعرض وسائل التواصل الاجتماعي معايير جمال غير حقيقية، غالبًا ما تتضمن صورًا معدلة أو فلاتر. هذه الصور لا تعبر عن مظهرهم العادي. وحين تُقارن هذه الصور الخالية من العيوب بالصور الطبيعية للشخص، قد تجعله يشعر بالنقص وعدم الرضا عن شكله وجسمه الطبيعي لأنه ليس جذابًا بما يكفي.

ترويج العادات الضارة

قد يُشجع محتوى وسائل التواصل الاجتماعي على تدني صورة الذات، إذ وجدت دراسة عن تيك توك وثقافة الحمية الغذائية أن محتوى تيك توك الشائع غالبًا ما يروج لعادات غذائية غير صحية، فيُصوّر الأجسام النحيفة على أنها مثالية، مستغلًا مخاوف المتابعين بشأن أجسامهم. ووجد البحث أن المراهقين أكثر تأثرًا بهذا المحتوى الذي يحمل عواقب وخيمة على أرض الواقع، فالترويج للنحافة وعدم تناول الطعام يمكن أن يُؤدي إلى تطور اضطرابات الأكل وإلى تكوين صورة سلبية عن الجسم، وخاصة لدى الشباب المعرضين لهذه السلوكيات.

لكن، في المقابل، هناك آثار إيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على صورة الجسم، تتمثّل في ما يلي:

تقديم الدعم والمساندة

تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي وسيلةً رائعةً للتواصل مع الآخرين وطلب الدعم والمساعدة عند مواجهة أي مشكلة، سواءٌ كانت مرتبطة بصورة الجسم أو أي مشكلة أخرى، فيمكن عبرها البحث عن مجموعات الدعم والتشجيع، أو الانضمام إلى المنتديات التي تُؤثّر إيجابًا على السلوك والحياة، أو الحصول على المشورة والنصيحة مع الحفاظ على سرية الهوية، إضافة إلى البحث عن جهات وطرق مساعدة للصحة النفسية.

تقبل الذات

تساعد وسائل التواصل الاجتماعي في تقبل الذات، فرؤية أشخاص يعيشون ويستمتعون ويحتفلون بأجسادهم على طبيعتها تساعد على الشعور براحة أكبر والرضا عن شكل الجسم. فمثلًا، تتيح هذه المنصات لأي شخص أن يكون صانع محتوى في مجال عرض الأزياء من دون الالتزام بمعايير جمالية محددة، وهذا يُسهّل على الناس متابعة مجموعة متنوعة من عارضي الأزياء عبر الإنترنت من جميع الأحجام والأعراق والقدرات والأجناس والخلفيات، من دون أن يكون حكرًا فقط على الذين ينطبق عليهم معيار الجمال السائد.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد