اندلع، يوم الجمعة المنصرم، حريق كبير في مسجد قرطبة التاريخي، في إسبانيا، حيث امتدت ألسنة اللهب بسرعة من سطح المبنى.
قالت مصادر من مجلس الكاتدرائية لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي"، إن عدة فرق من عناصر الإطفاء هرعت إلى الموقع وتمكنت من تطويق النيران. وأفادت المصادر بأن النيران اندلعت داخل مصلى يقع في أروقة "المنصور"/ والذي كان يستخدم مخزنًا لمعدات التشغيل الخاصة.
طال الحريق أروقة الزيارات الخاصة بالحاجب المنصور، وما تزال أسباب الحريق الذي طال المسجد التاريخي مجهولة.
مسجد قرطبة
شيد الأمير عبد الرحمن الداخل (صقر قريش) مسجد قرطبة، خلال عهد إمارته على الأندلس، ما بين عامي (138-172 هـ). وتحول مسجد قرطبة خلال عصر الخلافة الأموية في الأندلس إلى جامعة كبرى يقصدها طلاب العلم من سائر أنحاء أوروبا. وظل بحوزة المسلمين حتى سقوط مدينة قرطبة على يد ملك قشتالة فرناندو الثالث في العام 633 هـ.
يذكر أن مسجد قرطبة بناه الأمويون بعد الفتح الإسلامي لإسبانيا، في القرن الثامن الميلادي، على موقع كاتدرائية مسيحية، وعندما استعاد المسيحيون السيطرة على قرطبة في القرن الـ13 أقاموا كاتدرائية وسط المسجد.
كما يعد مسجد كاتدرائية قرطبة أحد أبرز المعالم التاريخية في إسبانيا، ويصنف ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويقصده للزيارة قرابة مليونين ونصف مليون زائر سنويا.
أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدا، في تاريخ الفن المعماري، أن الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة كلها، كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، حيث يتسق مع شكله الأساسي.