حمزة البشتاوي/ كاتب وإعلامي
منذ مصادقة المجلس الأمني الوزاري المصغر على خطة نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة، أصيب "أيال زامير" بصدمة قد تؤدي لاحقًا إلى إستقالته أو إقالته، قبل البدء عمليًا في تنفيذ هذه الخطة المبنية على استراتيجية عسكرية فاشلة، وأهداف غير قابلة للتحقق.
تشمل خطة نتنياهو:
1- إجبار مليون فلسطيني على النزوح جنوبًا، ما يفاقم من الكارثة الإنسانية التي يعيشونها بسبب حرب الإبادة والتجويع.
2- إنشاء منطقة عازلة وإحكام السيطرة العسكرية والأمنية على قطاع غزة كاملاً.
3- إنشاء إدارة محلية تابعة للاحتلال على ما تبقى من دمار وسكان.
4- مشاركة نحو 50 ألف جندي، في العمليات التي ستستمر لعدة أشهر، في أدنى التقديرات، من أجل السيطرة على مدينة غزة.
كما يخشى جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ هذه الخطة بسبب عجز الوحدات القتالية والإنهاك والتآكل في صفوفها، وارتفاع عدد الخسائر البشرية والمادية، إضافة إلى ارتفاع عدد الجنود المنتحرين والمصابين بإعاقات عقلية ونفسية، وتوقف عدد كبير عن أداء الخدمة الاحتياطية بأرقام غير مسبوقة.
لهذه الأسباب وغيرها يقترح أيال زامير خطة مغايرة؛ وتشمل ما يلي:
1- تقطيع أوصال قطاع غزة بمزيد من المحاور، إضافة إلى محاور فيلادلفيا ونتساريم وموراج، وإغلاق هذه المحاور من جهة الشرق حتى شاطئ البحر.
2- فرض حصار مشدّد على مدينة غزة، ومخيمات المنطقة الوسطى ومواصي خان يونس.
3- تنفيذ عمليات اقتحام بناء على قاعدة "أضرب وأهرب".
4- العمل بالتوازي ما بين الضغط العسكري والعمل السياسي للوصول إلى صفقة تنقذ الأسرى والجيش من الفشل المطلق.
هذا؛ ويقول أيال زامير إن عملية السيطرة على قطاع غزة، من فوق الأرض وتحت الأرض، قد تستغرق سنوات، ولذلك يقترح هذه الخطة وأساسها تشديد الحصار والاعتماد على سلاح الجو.
لكنّ الحرب على قطاع غزة تجاوزت مسألة الرد على عملية "طوفان الأقصى"؛ وأصبحت تحمل في أبعادها محاولة لإعادة رسم الجغرافيا السياسية بطريقة تمهد لمشاريع ضخمة، مثل الممر الاقتصادي وتصفية القضية الفلسطينية، عبر مشاريع التهجير والاستيطان. وهذا ما يتفق عليه المستويان السياسي والعسكري والأمني في كيان الاحتلال، على الرغم من وجود خلافات تتعلق بترتيب الأولويات.
إذ يضع نتنياهو شرط القضاء على المقاومة أولًا، ثم تحرير الأسرى الإسرائيليين، بينما يطرح أيال زامير إعادة الأسرى أولًا. وهذه الخلافات لن تمنع من السير بخطة نتنياهو. وهناك تقدير بأن عملية عسكرية متدحرجة، تضمن السيطرة من بعد من دون تكبد خسائر كبيرة، مع أنها ستكون نسخة ثانية من "مركبات جدعون"، ولكن بكلفة أكبر ونتائج أقل.
هذا التقدير قد يدفع الأمور نحو صفقة قابلة للتنفيذ بعيدًا عن خطة نتنياهو وشروطه وأوهامه.