نشرت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) جدلًا، بعد إعلانها عن لقاء جمع وزير الخارجية في الحكومة السورية الجديدة أسعد حسن الشيباني بوفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس.
مع نشرها لقطات من احتفال الانطلاقة الجديدة تحت عنوان «سانا نقطة تحول»، في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق، أثار خبر نشرته «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا) جدلًا، بعد إعلانها عن لقاء جمع وزير الخارجية في الحكومة السورية الجديدة أسعد حسن الشيباني بوفد إسرائيلي في العاصمة الفرنسية باريس، لمناقشة ملفات مرتبطة بـ«تعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري».
تُعدّ هذه المرة الأولى التي تنشر فيها الوكالة الرسمية خبرًا عن لقاء معلن مع وفد إسرائيلي من دون إرفاق صفة «العدو» أو «المحتل» كما جرت العادة، ما فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول تغيّر الخطاب الرسمي السوري إزاء "إسرائيل" واحتمالات التطبيع، على الرغم من استمرار الاحتلال الإسرائيلي للجولان وتوغله في الأراضي السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ردود الفعل الشعبية على الخبر جاءت متباينة. فيما رأى بعضهم أن اللقاء «عار على الدبلوماسية السورية وفضيحة سياسية وأخلاقية»، خصوصًا أن المشارك الإسرائيلي هو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، المعروف بدوره البارز في الحرب على غزة، اعتبر آخرون أن «الخطوة تعكس واقعية سياسية» وأن التعامل مع إسرائيل بات أمرًا حتميًا في ظل التوازنات الإقليمية الجديدة.
يكشف هذا التحول العلني في لغة الإعلام الرسمي عن مسار بدأ يتضح منذ أشهر، بعدما كشفت «الأخبار» عن تعليمات داخلية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تقضي بعدم إلزامية وصف إسرائيل بـ«العدو»، والاكتفاء بالتعامل معها كـ«دولة مجاورة». لكنّ الانتقال من التعليمات الداخلية إلى إعلان رسمي عبر «سانا» يمثل نقطة تحوّل نوعية في السياسة الإعلامية، وربما السياسية للدولة السورية.
في المحصلة، بات واضحًا أن المسألة لم تعد مجرّد انزلاق لغوي أو خبر عابر، بل مؤشر على تبدّل في أولويات الخطاب السوري، يطرح أسئلة كبيرة عن مستقبل العلاقة مع "إسرائيل"، ومصير القضية الوطنية في بلد يواجه تحديات الاحتلال والانقسام ومشاريع التقسيم. فهل هذه هي نقطة التحول المذكورة في الإطلاق الجديد؟