أوراق سياسية

قمة الدوحة: أعمال "إسرائيل" العدائية تهدّد آفاق السلام والتعايش

post-img

اختتمت القمة العربية الإسلامية الطارئة أعمالها في العاصمة القطرية الدوحة، بإصدار بيان ختامي، الاثنين، أكد على "الدعم المطلق" لدولة قطر وأمنها واستقرارها وسيادتها، والوقوف صفا واحدًا إلى جانبها في مواجهة العدوان "الإسرائيلي" الذي استهدف وفد حركة حماس للمفاوضات التي تستضيفها الدوحة لوقف حرب الإبادة الجماعية في غزّة.

وأدان البيان بشدة العدوان "الإسرائيلي"  في الدوحة، واعتبره "اعتداء على مكان محايد للوساطة، من شأنه تقويض جهود صنع السلام الدولية"، مضيفًا أن الممارسات العدائية المستمرة من قبل "إسرائيل" تهدّدان جهود تطبيع العلاقات مع الدول العربية.

وأشار البيان إلى أن "الاعتداء "الإسرائيلي"  على قطر، واستمرار أعمال "إسرائيل" العدائية، بما في ذلك الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتجويع، والحصار، والأنشطة الاستيطانية، والسياسات التوسعية، يُهدّد آفاق السلام والتعايش في المنطقة، ويهدّد كلّ ما تم تحقيقه في مسار تطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، بما في ذلك الاتفاقيات الحالية والمستقبلية".

كما أكد البيان التضامن المطلق مع قطر، والوقوف إلى جانبها في ما تتّخذه من خطوات للرد على الهجوم، مشددًا على دعم جهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف العدوان على قطاع غزّة.

وشدد المشاركون على رفض أي "محاولات "إسرائيلية" لتهجير الفلسطينيين تحت أي ذريعة"، مؤكدين على أهمية الأمن الجماعي والمصير المشترك للدول العربية والإسلامية، و"رفض القمة لمخطّطات "إسرائيل" الرامية إلى فرض واقع جديد في المنطقة".

وقبل صدور البيان افتتح أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، القمة محذرًا من أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد تحويل المنطقة العربية إلى منطقة نفوذ "إسرائيلية"، لافتًا إلى أن الأخير أعلن، منذ أيام، أنّ "الدولة الفلسطينية لن تقوم"، مشيرًا إلى أن بلاده ستقوم بكلّ ما يلزم، في اتّخاذ خطوة عملية وحازمة، بحسب ما يتيح لها القانون الدولي.

من جهته، اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ الاعتداء "الإسرائيلي"  على الدوحة "فاق كلّ الحدود"، مضيفًا أنّ "الهجوم على الآمنين والمفاوضين هو خسة وجبن، والتباهي به يعكس مستوى من السقوط الأخلاقي".

بدوره، قال رئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، إنّ "الاعتداء على الدوحة تصعيد، يبعث برسالة سلبية للتوصل إلى حلول سلمية"، معتبرًا أن "ما يجري في غزّة والضفّة الغربية لم يعد انتهاكًا للقوانين الدولية بل تعدّاها إلى معاناة غير مسبوقة ".

من جانبه، قال الرئيس المصري إن الاعتداء "الإسرائيلي"  على قطر يشكّل تهديدًا للأمن القومي العربي والإسلامي، لافتًا إلى أنّ حكومة الاحتلال تجاوزت كلّ الخطوط الحمر بعد هذا الاعتداء.

وفي مداخلته، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الأمّة الإسلامية تملك من القدرة والإمكانات ما يحبط أطماع "إسرائيل" التوسعية، وأنّ الأخيرة " لن تتوقف إلا إذا ووجهت برد فعل صارم، لافتًا إلى ضرورة ممارسة ضغوط اقتصادية على "إسرائيل"، حيث إنها "أثبتت فعاليتها".

إلى ذلك، نبّه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى ضرورة التعرف إلى "التهديد المقبل"، حيث "يقوم هذا الكيان بمهاجمة دولنا، وليس هناك دولة عربية أو إسلامية خارج استهداف إسرائيل".

أما رئيس وزراء باكستان شهباز شريف أكد على وجوب توقف "المذبحة التي تتعرض لها غزّة"، داعيًا إلى تعليق عضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال، في الرسالة التي ألقاها وزير خارجيته أحمد عطاف، إنّ "الاعتداء على قطر هو اعتداء على كلّ الدول العربية"، معتبرًا أن "خطورة الظرف الراهن في المنطقة لا يمكن وصفها، ونحن أمام مرحلة فاصلة".

وكان الاحتلال "الإسرائيلي"  قد شنّ في الـ9 من الشهر الجاري، عدوانًا على العاصمة القطرية الدوحة، محاولًا استهداف الوفد القيادي المفاوض من حركة حماس، لكنّ الحركة أكّدت، في بيان لها، في اليوم نفسه، فشل الاحتلال "الإسرائيلي"  في اغتيال الوفد المفاوض في قطر.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد