اوراق خاصة

الأمين العام الشهيد السيد صفي الدين عمود الطوفان وقلب المقاومة..

post-img

عدنان عبدالله الجنيد/ كاتب يمني

القلب الروحي والعهد الأبدي

من دير قانون النهر، حيث الأرض تحفظ إرث الشهداء والجبال تحفظ أنفاس الأبطال، خرج السيد هاشم صفي الدين كالسيف المسلول، يحمل عبء الأمة ورايات الشهداء.

في وصيته الأخيرة كتب موجهًا حديثه إلى الإمام المهدي (عج):

"لم يبقَ من العمر إلا صبابة؛ فهل تراني أمضي من دون أن أراك… ألستَ الرحمة الواسعة التي تسعُ المحبين كما جاء عن أجدادك… أم تراني يائسًا فلا أبلغ سناك؟!"

هذه الكلمات أصبحت ميثاقًا روحيًا وعقليًا يوجّه كل خطوة ميدانية، وكل قرار سياسي ولوجستي، فيتحول الوفاء بالوصية إلى قاعدة استراتيجية تحكم المقاومة على الصعيدين العسكري والاجتماعي.

كما يؤكد القرآن الكريم:

"وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" (النور: 55)

ليصبح الوفاء بالوصية جزءًا من الالتزام بالوعد الإلهي بالنصر.

العقل الاستراتيجي والمخطط اللوجستي:

السيد هاشم لم يكن مجرد قائد ميداني، هو مهندس عمليات المقاومة النوعية ومخططها الاستراتيجي.

 أدار الدعم اللوجستي لعملة "الطوفان الأقصى"، ونسّق بين الفصائل في دول التحالف، مطبقًا مفهوم "الردع غير المتكافئ" الذي يمكّن المقاومة من مواجهة القوى الكبرى بأسلحة محدودة وذكاء عالٍ.

في وصيته كتب:

"إن كنت من أهل الفوز ما عساي أقول لأجدادك إن سألوا حالك، وإن كنت من أهل الخزي ما عساه ينفعني إن حرمت من لقائك."

كل خطة لوجستية كانت انعكاسًا لهذا العهد: الوفاء بالأمة والدماء، وتحويل كل قرار إلى استراتيجية مستدامة على المدى الطويل.

القوة الاجتماعية والاقتصادية مكوّن استراتيجي

المقاومة عند السيد هاشم لم تكن سلاحًا فحسب، هو مشروع حضاري متكامل. أشرف على إعادة إعمار الضاحية الجنوبية وبناء المستشفيات وإطلاق المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وإدارة 75 مؤسسة استراتيجية.

كما أكد في وصيته:

"ألست الرحمة الواسعة التي تسعُ المحبين كما جاء عن أجدادك…"

كل مشروع حضاري كان امتدادًا للوصية، يربط القوة العسكرية بالقوة الاجتماعية، ويحوّل المقاومة إلى نموذج عالمي للقوة الذكية تجمع بين الدفاع العسكري والدعم المدني.

المحور السياسي ودور القيادة

السياسة بالنسبة إليه كانت امتدادًا للمعركة، والاستراتيجية امتدادًا للإيمان. كل قرار سياسي كان مرتبطًا بتقدير ميداني محكم، وكل تحرك عسكري محسوب بدقة.

في وصيته جاء:

"لم يبقَ من العمر إلا صبابة؛ فهل تراني أمضي من دون أن أراك…"

هكذا أصبح كل دعم للفصائل وتعزيز التنسيق الإقليمي مرتبطًا بالوصية، موضحًا أن الالتزام بالعهد هو أساس القوة والقدرة على مواجهة التحديات.

الربط بالتاريخ والمقاومات العالمية

استراتيجيات هاشم صفي الدين ليست محلية فقط، هذا امتداد لتاريخ طويل من مقاومة القوى الكبرى: مقاومة فيتنام ضد الاحتلال، مقاومة الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي وحروب العصابات في أمريكا اللاتينية.

هذا الربط يظهر أن الالتزام بالوصية لا يقتصر على الجانب الروحي، بل يمتد ليكون نموذجًا عالميًا لاستراتيجية الردع غير المتكافئ والوفاء بالعهود في مواجهة القوى الاستعمارية.

الذكرى الأولى.. العهد باقٍ والمسار مستمر

في الذكرى الأولى لاستشهاده، يظل السيد هاشم رمز الوحدة وعقل الطوفان وقلب المقاومة الذي لا ينكسر.

عهد الأحرار بعدم تسليم السلاح ليس شعارًا، بل ميثاقًا حيًا يربط الدماء بالشرف والعقيدة، مستندًا إلى قوله في الوصية:

"إن كنت من أهل الفوز ما عساي أقول لأجدادك إن سألوا حالك…"

ويؤكد القرآن الكريم مكانة الشهداء:

 "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (آل عمران: 169)

كل خطة وضعها تظل دليلًا للمقاومين، وكل كلمة من وصيته تعطي الأجيال جرعة إيمان وعزيمة لا تنكسر، وتحوّل الوفاء بالوصية إلى استراتيجية عالمية للمقاومة والصمود.

عهد الأحرار وشعب الإيمان والحكمة

في هذه الذكرى الأولى، يجدد الأحرار عهدهم بالتمسك بوصية السيد هاشم صفي الدين:

"ألست الرحمة الواسعة التي تسع المحبين كما جاء عن أجدادك… أم تراني يائسًا فلا أبلغ سناك."

وتردد صدى كلماته في وجدان مجاهدي اليمن، حين خاطب السيد عبدالملك الحوثي:

"يا أخي، كونوا على العهد، واجعلوا من السلاح ميراثًا للأجيال القادمة، وحصنًا لا يُقهر."

ورد مجاهدو اليمن:

"سيدي الشهيد، لقد سمعناك ونحن على العهد باقون، لن نحيد عن طريقك، ولن نخذل وصيتك، سنحمل السلاح والروح معًا، وسنظل درعًا لأرضنا ومقدساتنا."

ويختم القرآن الكريم:

"إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ" (التوبة: 111)

هذا العهد ليس كلمات فقط، بل هو ميثاق حي يربط الدماء بالشرف والقرار بالعزيمة والإيمان بالعمل، ويحوّل وصية السيد هاشم إلى نموذج عالمي للوفاء والاستراتيجية، مؤكدًا:

السلاح باقٍ ولن يُسلم.

المقاومة مستمرة بلا انكسار.

الوصية هي نبراس الأمة وقاعدة الوحدة والعزم.

سلام على كل قلب نبض بالمقاومة، وعلى كل يد رفعت راية القدس، وعلى كل مجاهد يردد عهد الأحرار:

"نحن على العهد باقون، وسنمضي في طريقك أيها السيد الهاشمي إلى أن يرفع الله راية الحق، ويزول الكيان الصهيوني عن أرض فلسطين وكل أرض محتلة."

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد