دموع الأسمر (صحيفة الديار)
حديث الساعة في مدينة طرابلس هذه الايام هو الامن الغذائي، بعد تفاقم الفلتان الذي يسود مختلف انواع المواد الغذائية غير المطابقة لادنى المواصفات الصحية، وبات الغش والفساد متغلغلا في محلات ومؤسسات متعددة، همها الوحيد الثراء السريع على حساب صحة المواطنين.
وتشير مصادر بلدية الى ان المجلس البلدي تنبه للواقع الغذائي في مدينة طرابلس وضواحيها، بعد تسرب معلومات عما يحصل من غش في العديد من المحلات التجارية، عدا عن تسمم مواطنين جراء تناولهم مواد غذائية فاسدة.
وشددت البلدية على ان صحة الناس خط أحمر، معلنة حملة ميدانية متواصلة " دون هوادة أو محاباة لضمان سلامة الغذاء وحماية المواطنين من أي مواد فاسدة أو ملوثة".
آخر نتائج الحملات، ضبط محل لبيع الفراريج في جبل محسن، ومداهمة معمل لانتاج زيوت للقلي وللاكل في البداوي، بلصق ماركات مختلفة عليها، وتوزيعها في اسواق طرابلس والشمال.
واوضحت المصادر البلدية ان مراقبي الدائرة الصحية في بلدية طرابلس، نفذوا مداهمة نوعية استهدفت معملا لإنتاج زيوت القلي والطعام، في محلة سقي البداوي، بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة ومؤازرة شرطة بلدية طرابلس.
وكشف النقاب عن معمل يسوق إنتاجه في مختلف المناطق اللبنانية وخارج لبنان ، حيث تبين انه يستخدم اسماء عدة ماركات مختلفة من الزيوت غير المستوفية لادنى شروط النظافة والسلامة العامة ، مع ضبط مخالفات واضحة في أساليب التحضير والتوضيب داخل المعمل.
وجرى رفع الملف إلى الجهات المعنية لاستكمال الإجراءات القانونية.
وفي هذا السياق، داهمت ايضا الدائرة الصحية في البلدية محلات لبيع الدجاج في محلة جبل محسن، وضبطت 500 كيلوغرام من الدجاج الفاسد المعد للبيع، وتبين أنه غير صالح للاستهلاك البشري، ويشكل خطرا مباشرا على صحة المواطنين. كما داهمت محلات في المدينة لبيع الالبان والاجبان منتهية الصلاحية، وفاسدة وتهدد الصحة والسلامة العامة باستهتار فاضح.
فقد بات الامن الغذائي في المدينة تحت المجهر البلدي والامني، بمتابعة متواصلة، نظرا لما كشفته المداهمات المفاجئة من مخاطر صحية تطال صحة المواطنين، لا سيما انكشاف معمل الزيوت الذي يوزع في مختلف المناطق اللبنانية على انها زيوت للطعام فاخرة، او زيوت للقلي، فيما هي تشكل خطرا مباشرا على الصحة العامة باستهتار من اصحاب المعمل.
وتتحدث مصادر مطلعة في المدينة، ان هذه الحملات يجب ان تستمر دون توقف، حيث تتسرب معلومات عن معامل اخرى منتشرة في طرابلس وضواحيها، وامتدادا الى مناطق في عكار والكورة وزغرتا تنتج مواد غذائية مزورة، وسلعا استهلاكية كمواد تنظيف وغيرها، بملصقات ماركات موثوقة مزورة وتباع في الاسواق ،وخاصة لدى "السوبرماركات" ، وتخالف ادنى المواصفات الصحية.
وترى اوساط محلية، أن تفشي هذه الظاهرة المهددة للصحة والسلامة العامة، تأتي في مرحلة غياب الرقابة الصارمة لاجهزة الدولة، او لغض نظر الدوائر المعنية، مما شجع الذين فقدوا الضمير على امتهان الغش والتزوير، غير مبالين بما تتسببه هذه المواد الغذائية من تسمم وامراض قاتلة. وتقول هذه الاوساط ان خطوات الدائرة الصحية في بلدية طرابلس، بمشاركة وزارة الاقتصاد وقوى الامن الداخلي وشرطة البلدية، شكلت بادرة ارتاح لها المواطنون، على أمل أن تتواصل وتدقق في كافة المحلات و"السوبرماركات" وغيرها، لضبط السلع والمواد الغذائية، والحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تطال سلامة وصحة المواطنين ، سواء في الشمال او المناطق اللبنانية الاخرى.