شن الإعلامي السعودي داود الشريان هجومًا لاذعًا على الإعلامي اللبناني نديم قطيش مدير قناة سكاي نيوز عربية والإعلامي المصري عماد الدين أديب، في ضوء تصريحاتهما المتكررة والمتماهية مع الرواية الإسرائيلية، والتي وصفت بالمستفزة وتجاوزت سقف الخطاب العبري.
هجوم الإعلامي السعودي الذي يحظى بشعبية واسعة في المملكة وفي دول الخليج، انضم إلى قائمة الأصوات التي استهجنت النهج الذي تتبعه بعض المؤسسات الإعلامية الخليجية، وشنها هجومًا واسعًا على المقاومة، وتبنيها خطابًا عبريًا، لم تصله حتى بعض الأصوات في تل أبيب، على حد وصف بعض المعلقين.
في سلسلة تغريدات على صفحته الرسمية في موقع إكس، (تويتر سابقًا)، قال داود الشريان: “مؤسف أن يصل نديم قطيش، وعماد الدين أديب، إلى هذا المستوى من التقدير من بعض حكومات الخليج، رغم أن الناس لا تطيق خطابهما ولا ترى فيهما تمثيلا للرأي العام. دعم أمثالهما صلف ومعاندة لنبض الناس”.
انتقد الإعلامي السعودي بعض دول الخليج ومنحها منصة للإعلاميين، من قبيل نديم قطيش وعماد الدين أديب، ورأى أن “إعلام بعض دول الخليج يتزين بالآخرين وينسى نفسه، يهمش أبناءه ويستورد وجوها بلا حضور، وكأن التأثير يشترى بالاستعارة. من لا يثق بكفاءاته، سيظل تابعا لا صانعا. وأضاف داود الشريان أن “التنوع مطلوب ومهم، لكن لا صوت يخالفهما، وهما أحيانًا يزاودان على الإعلام العبري في الخطاب”.
كتب في تغريدة لاحقة، أنه “بين دول مجلس التعاون، جسور ثابتة في السياسة والاقتصاد، غير أن الجسر الإعلامي هش لا يعكس روح الشراكة”. وأضاف أن إعلام الخليج له وجه يجمّل العلن، وآخر ينازع في الخفاء، يقتات على بقايا عداوات وتنافسات طواها الزمن. وشدد قائلًا: “مصالح الحاضر ومخاطر المستقبل أكبر من أن تدار بعقلية عقد الماضي”.
في تغريدة لاحقة، كتب الإعلامي السعودي: “تحولت بعض القنوات الإخبارية إلى جلسات مغلقة يديرها مدير القناة ويحاور فيها مذيعوها بعضهم بعضا، يسمونها نقاشا، حوار دائري يكتفي بذاته، حتى صارت تمارس ما يشبه العادة السرية الإعلامية، إشباع للذات تحت وهم الحوار. وجاء التعليق بعد أن نزل نديم قطيش مدير قناة سكاي نيوز عربية، التي تمولها أبوظبي، مهاجما حماس وزعيمها خليل الحية.
ظهر نديم قطيش وهو مدير القناة ليتحدث في عنوان بارز، عن خطاب حماس، واعتبره أخطر من أنقاض الحرب وأكبر خسارة. واعتبر النقاد أنه في العرف الإعلامي عندما ينزل مدير القناة متحدثا في برنامج إخباري، فهو لا يعبر عن رأيه، بل عن توجه القناة ومموليها.
استهجن كثيرون الخطاب الهجومي الذي أبرزه نديم قطيش وكيله الاتهامات لمسؤول في حركة حماس الفلسطينية. واستهجنت أطراف سعودية الخطاب المعادي لفلسطين، خصوصا وأن التماهي مع التصريحات الإسرائيلية من إعلام خليجي، يفسر على أنه دعم لحكومة تل أبيب التي تجاوز وزير محسوب على نتنياهو الحدود مع الرياض وكال لها اتهامات غير مقبولة، ووصف سكانها براكبي الجمال. ورد داود الشريان على الجدل مؤكدًا: “السعودية تدرك أن قوتها الحقيقية تكمن في مكانتها المعنوية وثقلها السياسي وتمارس هذا الوعي بثقة وهدوء”.
وأضاف قائلًا: “الرياض تدرك قيمة التاريخ والجغرافيا التي تملكها ولن تفرط بموقعها ولا بحقوق الفلسطينيين والعرب خصومها يعلمون ذلك جيدًا، ما يكتب ضدها مكايدة سياسية من الذين لا يعرفون تقاليد آل سعود في الحكم والادارة”.
يعد داود الشريان من الإعلاميين السعوديين الذين يحظون باحترام واسع في المنطقة، خصوصا لنجاح برنامج اجتماعي كان يقدمه على القنوات السعودية، كما تولّى منصب الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون في السعودية خلال الفترة من نوفمبر 2017 وحتى 2019، وتقلد عددًا من المناصب خلال مسيرته المهنية منها نائب مدير عام قناة العربية، ومدير عام مجموعة إم بي سي، ورئيس تحرير موقع العربية نت.