آية مصري (لبنان الكبير)
لم تكن أجواء الجلسة الحكومية التي انعقدت اليوم في قصر بعبدا برئاسة الرئيس جوزاف عون هادئة أو إيجابية، خاصةً في ظل تسارع الأحداث التي بدأت منذ ساعات الصباح الأولى. إذ كان لافتًا الكتاب الذي وجّهه “حزب الله” إلى الرؤساء الثلاثة، والذي شدّد من خلاله على أنه غير معنيّ إطلاقًا بالخضوع للابتزاز العدواني أو الاستدراج نحو تفاوضٍ سياسيٍّ مع "إسرائيل"، معتبرًا أن لا مصلحة وطنية في ذلك.
وصحيح أن الرئيس جوزاف عون كان قد أكّد خلال الأيام الماضية عدّة مرات أنه لا مجال أمام لبنان إلا التفاوض مع عدوه، إلا أن كتاب الحزب أعاد البلاد إلى نقطة الصفر، وسرعان ما جاء الردّ "الإسرائيلي" واسع النطاق مستهدفًا الجنوب مرة جديدة بشكل متواصل، وسط عودة موجة الإنذارات التي أطلقها الناطق باسمهم أفيخاي أدرعي.
وفي حين كان الأساس في الجلسة الحكومية مناقشة بند المغترب اللبناني لحلّ معضلة الاستحقاق النيابي المقبل، والاستماع إلى تقرير الجيش اللبناني الثاني من ناحية حصرية السلاح غير الشرعي، إلا أن الأجواء الميدانية الصاخبة لم تغب عن الجلسة، خاصةً وأنها انعقدت في ظل تحليقٍ مكثّفٍ للمسيّرات "الإسرائيلية" في سماء بيروت وضواحيها على علوٍّ منخفض جدًا.
ولمعرفة تفاصيل الجلسة، أشار وزير الإعلام بول مرقص إلى أن الرئيس عون أوضح أن طرح خيار التفاوض يرتكز على القناعة بضرورة إعادة الاستقرار إلى الجنوب، وأن خيار الحرب لن يؤدي إلى نتيجة.
وأكدت مصادر نيابية مطّلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي طلب من الحكومة موقفًا من بيان حزب الله، بالإضافة إلى طلبه من وزراء الثنائي توضيح موقفهم من البيان الوزاري، كما طلب موقفًا من الاعتداءات "الإسرائيلية"، لكنّه لم يلقَ أيّ ردّ فعل على ذلك الطلب”.
أما في ما يخصّ إلغاء المادّة 112، ليتمكّن المغترب اللبناني من التصويت لـ128 نائبًا بشكل مستمر، فوفق معلومات موقع “لبنان الكبير”، وخلال هذا الطرح، دار نقاش مطوّل بين الوزراء انتهى بإقرار الحكومة قانونًا معجّلًا يعلّق هذه المادّة ويمدّد مهلة تسجيل المغتربين إلى آخر السنة.
وعن عرض قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، التقرير الثاني المتعلّق بخطة حصرية السلاح غير الشرعي، فبحسب معلومات “لبنان الكبير”، تم عرض التقرير المتعلّق بالجيش من دون أي ملاحظات مهمّة أو إبداء رأي.