لكنها قبل كل شي معركة الضمير، أن يقول الإنسان: «لا» في معركة كسر إرادة مقاومة شريفة حرة هبّت إلى إسناد ونصرة شعب كامل يُباد على بُعد خطوتين من الهضاب العاملية، من الجليل حتى النقب مرورًا بغزة العزّة والكرامة، والغرب الفاجر يريد تثبيت المعادلة القائلة باستحقاق من لا يملكون تكنولوجيا القتل لموتهم بأبشع الصور في صراع دارويني لا تحكمه ذرة من الضمير أو الأخلاق.
هم ثلة من المدنيين والمقاومين افتدوا فلسطين بعيونهم وأكبادهم وأصابعهم ولهم أسوة بتراثهم الكربلائي الموغل في أحزانهم في الفداء والتضحية والإيثار وشعاره الشهير: «خذ حتى ترضى». نتابع في «كلمات» كيف تفاعلت الأقلام الغيورة والمحبة في الشارع اللبناني والعربي مع العملية الغادرة التي نفذها العدو وما كتبوه على مواقع التواصل الاجتماعي. أما الشامتون بمصاب أبناء جلدتهم وحماة ثغورهم، فأبلغ ما يُقال فيهم ما كتبه المفكر اللبناني أحمد بيضون على صفحته: «يَلومُ واحِدُنا نَفْسَهُ على انتِمائهِ والشامِتينَ اليومَ إلى بِلادٍ واحدة. يَشْعُرُ واحِدُنا بالعارِ إذ يتَبَيَّنُ لهُ أنّهُ مُواطِنٌ لِهَذا القَدْرِ من النذالة»…
1- الفجوة التقنية والأمنية والعسكرية بين إسرائيل وخصومها في المنطقة - بمن فيهم حزب الله - ليست سرًا. السرّ هو ذاك الصغير في دواخل بعض المتابعين الذي يتكشّف شامتًا، لحظة يُصاب المئات في سياق حربهم المفتوحة مع الكيان الاستعماري الذي يستبيح قلب هذه المنطقة، فيما الصغير يكتب منشوره.
ربيع بركات ــ أكاديمي وصحافي لبناني
■ ■ ■
2- من حقنا أن نحلم أننا أفضل مما نحن عليه فعلًا، أن مشاعرنا الإنسانية يقظة، وأن الطائفية الحقودة في لبنان وسواه - على سبيل المثال - أو الأنانية وحب الغلبة، وسواها من آفات الإنسان ليست طاغية، ولا حتى متغلّبة على ما يُفترض أن يكون عليه هذا الإنسان: متعاطفًا مع سواه في النكبات، متفهّمًا، مستعدًا للمساعدة عند الحاجة ومهما بلغت حاله من بؤس، وأنّ ذلك لا يعني التكتم على الأخطاء والانحرافات وما يشابهها، ولا التخلي عن مخالفة من يشاء المرء مخالفته في الرأي والموقف، ومعهما امتلاك الشجاعة لإعلان ذلك بوضوح ونقاء. فمن دون هذه «القيم» الجوهرية، نتحول إلى مهرِّجين بل وإلى صراصير تعتاش على القذارة.
نُبرز الجميل وحتى لو كان ومضة. نلتقطه ونغلِّبه على سواه، ونحن في الوقت نفسه نعرف سواه ذاك، ولسنا بسذّج. تريدون الإفلات من شرط التخلّف والانحطاط؟؟ ابدأوا بتبنّي القيم تلك، وراقبوا غرائزكم، واكبحوها، وحلّلوا عقدكم النفسية.
نهلة الشهال ــ أستاذة وباحثة لبنانية
■ ■ ■
3- إنّ هجومًا كالذي صار في لبنان، عادة ما يكون جزءًا من هجوم شامل، يريد به الطرف المهاجم إخراج آلاف من عناصر الطرف المدافع من المعركة وإشغالهم بجراحهم في لحظة الاجتياح… لكنّ العدو، حتى الآن، ترك هذا الهجوم منفردًا، وقائمًا بذاته، وهذا نفسه يدعو إلى التأمل: هل ما زال العدو أيضًا يتفادى أن يكون البادئ بالحرب الشاملة؟ هل العدو يعاني من نقص في الأعداد واختلاف في القيادة جعله يحرق ورقة مهمة كهذا الهجوم السيبراني من دون أن يستفيد منه في لحظة بدء حرب شاملة في الشمال؟ يعني هل فعل ذلك ارتباكًا واضطرارًا لا حيلة واختيارًا؟ أم هل يريد العدو أن يربك المقاومة اللبنانية نفسيًا ويقلل من ثقتها في من تتعامل معهم من مورّديها ويقلل من ثقة جمهورها في كفاءتها؟ في كل الأحوال، لا يجب أن يحصل العدو على ما يريد… ستتعافى المقاومة اللبنانية من هذا الهجوم كما تعافت من الكثير قبله، وإذا اندلعت الحرب الشاملة، فإن القدرات الإستراتيجية الاستنزافية والاستغراقية للمقاومة اللبنانية وحلفائها أكبر من قدرة العدو على تحمّل حرب طويلة حتى وهو يمتلك مثل هذه الحيل التقنية... رحم الله الشهداء، وشفى الجرحى، وصبَّر الأهل، وأدرك ثارات الطيبين جميعهم… وإن الثأر لمدرك قريبًا إن شاء الله…
تميم البرغوثي ــ شاعر فلسطيني
■ ■ ■
4- اليوم لن تعرف شيئًا. غدًا، ستسمع اسم شخص فقَدَ عينًا، يدًا، أو ساقًا. شخصًا تعرفه منذ سنين، لا يعني لك شيئًا اليوم أو ربّما يعني لك العالم بأسره. هذه بلاد الفقْد، وعليك أن تودّع أجزاءً منك طوال حياتك، ذاكرتك وقلبك وحتى غدك. من الآن فصاعدًا، وهذه أقولها كمن يبصق الكلمات كمن يبصق طعم الدم إثر فاجعة؛ كنت أعرف أن العالم ناقص منذ أن كنت صغيرًا، ولكنّي الآن فقط أيقنت ذلك. العالم بأسره متواطئٌ وناقص، أقولها وأنا أتخيّل شخصًا غريبًا أو قريبًا ينظر إلى العالم غدًا بفراغ عينه المفقودة ويشعر بأنّ العالم كامل من دونه. لا، العالم هو الناقص وأنت وحدك الذي ترى، وقد رأيت.
باسل الأمين ــ شاعر لبناني
■ ■ ■
5- وصلت البشرية مرحلة جديدة لا تتشارك فيها في قيمها وأخلاقياتها ولا يبدو لحياة الأضعف قيمة ولا لحياة بقية الكائنات ولا قدسية للأرض والطبيعة وتتفنن في الإبادة وطغيان القوة واستخدام التكنولوجيا والعلم لسحق الآخرين وإسرائيل خير نموذج لذلك وأميركا وذلك القتل الهمجي السهل بتكنولوجيا القتل.
ظبية خميس ــ شاعرة وكاتبة قصص إماراتية
■ ■ ■
6- استهداف اليوم هو عيّنة بسيطة عن المستقبل الذي ينتظر الإنسانية فيما لو نجحت هذه المافيا الكونية في بسط سيطرتها على الكوكب وفي إحكام استحواذها على الطفرات غير المسبوقة المتحققة والوشيكة التحقق في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا... لن تكفي وقتها اللقطات المتخيلة في بعض أفلام الخيال العلمي كتحويل ملايين من البشر إلى نفايات مثلًا، كي تفي المشهد حقه. «الزمن المتبقي» يشارف على النفاد... ومن الآن فصاعدًا بات على الملكوت أن يصل ولو على شكل كارثة.
ربيع شلهوب ــ شاعر لبناني
■ ■ ■
7- جاء دوره ليدخل غرفة العمليات، رفض رفضًا قاطعًا وقال لن أدخل قبل أن يدخل كل رفاقي، انهمرت دموعه وأردف: «عيونهم انطفأت أو تكاد وأنا ما زلت أرى، وما جراحي أمام جراحهم وألمي أمام آلامهم». دخل في نوبة بكاء حادة ولم يدخل إلى غرفة العمليات حتى خلتْ غرفة الانتظار من الجرحى... لله دركم من أي طينة أنتم؟ من أي معدن أنتم؟ من أي موطن أنتم؟ من مملكة الحب أم من إمارة الوفاء أم من ولاية الإيثار أم من المدينة الفاضلة؟ ما أروع قلوبكم وما أثمن ألبابكم، وما أغلى ثغوركم وما أبهى عزمكم وحزمكم وبأسكم وما أعذب حنانكم وتواضعكم... ما أطهركم وأنقاكم…
هاشم نور الدين ــ طبيب لبناني
■ ■ ■
8- ما حدث ليس هينًا لأنه كسر أعرافًا وقواعد لم تُكسر حتى في الحرب الباردة. تفخيخ أجهزة مدنية بهذا الشكل يشبه تسميم مياه الشرب. العالم سيزداد انقسامًا بحدة وستتفكك سلاسل التوريد المتشابكة وسيصبح هناك فصل واضح ما بين الصناعة الغربية والصناعة الصينية والروسية. قدرنا أن ندفع الثمن ونكون في واجهة التغيرات الكبرى في العالم، لأنّ من يقف قبالتنا هم وحوش يحملون معتقدات ترجع إلى ما قبل الحضارة والإنسانية.
إياد زيعور |ــ أستاذ جامعي لبناني
■ ■ ■
9- هذا المساء مشوّشٌ، كما قلوبنا جميعًا.
اذهبي يا طيور إلى أمي وأبي، قبّلي قلبيهما عني إلى أن أتمكّن من لمسهما، والاعتذار عن غيابي عنهما في وقتٍ حالك كهذا.
عزة طويل ــ روائية لبنانية
■ ■ ■
10- شو همّهُن عينَيكْ
لَو زارهُن بالغَدر أيلول العَما؟
ما زالهن إيدَيكْ:
شي باستُن إمّك ضوي قلب السما…
الأرض منّا كْتاب وِتْشلّعْ:
وْإمّك وعمرك صفحتَين تْنَينْ
حِكّن ع إيدَيها سَوا الرمشَينْ
وْشدّ النظَر لِبعيدْ… وِتْطلّعْ:
ما كلّ إصبع من صَبيعا عَينْ!
يا جْنوب لِشْبابيكْ:
اللّي فْتحتها صَوب الوجع كلّا
كلّ اللّي شَمتو فِيكْ:
ما بْيعرفو الله!
جرمانوس جرمانوس ــ شاعر لبناني
■ ■ ■
11- ليس هناك رصيد لإنسانيتك حتى تخشى استهلاكه. تعاطَفْ تعاطَفْ مع كل قضية تستدعي التعاطُف. دع قلبكَ ينقبض من وجع الآخرين، خصّص بعض الدموع للبكاء على غير حزنك الشخصيّ، وبعض الهواجس للتحسّر على الظلم الذي صار في كل مكان. الأمر مجاني وسهل، ولا يتطلب إلا التنقيب قليلًا تحت قشرة قلبك السطحية، وقد يضمن لك ألا تتحوّل إلى وحش في عالم وحشي كهذا العالم.
أصالة لمع ــ شاعرة لبنانية
■ ■ ■
12- يا رجل، أنت لستَ بحاجة إلى ذرائع جديدة - مثل التفوق التكنولوجي والسيبراني وما شابه- لتبرّر أن الهزيمة مكتوبة في لوحنا المحفوظ ولتقف مع الصهاينة.
أنت تصهينت من زمان، وصار ذلك يسري في دمك ونقيّ عظمك. وهذه قصة تحوّل يمكن أن تُروى كي تُفهَم وتُفسَّر من دون أن تُبرَّر، بالطبع. فهي في جميع الأحوال أشنع وأحقر وأحطّ من أن تُبرَّر.
أنت نسيت، ولا تستطيع ألّا تنسى، أنّ عددًا من «حروب المستضعَفين» كان قد هزم أعتى المستعمِرين في الجزائر وفيتنام ولبنان وسواها كثير.
ولديك الآن حاجة ألحّ من الملحة، إذ يتوقف عليها مصيرك، لأن تنسى أنّ هذا الكيان الاستعماري الذي لم يستطع بعد عام كامل، هزيمة حارة اسمها غزة ولن يستطيع، لا يقوى على الوقوف بذاته، ويحتاج كل هذا الحضور المباشر والدائم لخالقيه ضواري الإمبريالية، ودعم كل هذه «الشلعة» التي تعرفها من كلاب الحراسة أبناء جلدتك، كما يحتاج إلى قلمك الوسخ كي يسارع إلى إقناعنا أننا قمة التخلف ولا حياة لنا إلا ببيع أرضنا وأرواحنا إلى الصهاينة، مع أنّ الحدث، على دقة تخطيطه الهائلة المفهومة في ضوء تفوّق قوى الأعداء، يتكشّف على أنه ليس فيه أي أعجوبة علمية او تكنولوجية لا تُطال، لكنّ وضيعًا مثلك من طبيعته أن يعملق أشياء الأعداء.
ثائر ديب ــ طبيب ومترجم سوري
■ ■ ■
13- منذ سنة تقريبًا، نشطت حملات المقاطعة (كانت نشيطة جدًا منذ سنوات... عشر أو أكثر ولكن منذ سنة أصبحت أكثر شعبيّة وتداولًا). فمنذ سنة، نشطت المقاطعة. هبّ المنبهرون بالغرب والمبررون لإسرائيل وجوقة أبواق المهاجمين لكل من لا يريد إسرائيل... هبّوا كلّهم للاستهزاء بالمقاطعة والمقاطعين. برّروا أسبابهم بأنّ المقاطعة انعزال عن منتجات الغرب وجودتها. حتى إنّ من بينهم من ذهب بصغر عقله إلى السخرية السخيفة بضرورة تناول وشراء المزيد من السلع المقاطعة من أجل التنكيد على حملات المقاطعة.
البارحة واليوم، اعتدت إسرائيل علينا من جديد. هجومٌ إرهابي غير مسبوق طال أجهزة تخابر في لبنان... أدى الهجوم إلى آلاف الجرحى. على ماذا تمحور صغر العقل والسخرية السخيفة؟
على أنّ لبنان يستورد التكنولوجيا بدل تصنيعها محليًا... «ما عرفتكم»... ألم تشربوا ستاربكس بأمه وأبيه طوال العام من أجل الحفاظ على «ڤيترين» لبنان الغرب؟ تريدون الآن تكنولوجيا محليّة؟ وتريدون أيضًا أن تؤخذوا على محمل الجد في كلامكم وتحليلاتكم وسخافاتكم غير الموثوقة والممتلئة بالأخطاء التاريخية والثقافية والاجتماعية؟ حقًا؟ يا للسخافة التي لا تُخفى ولو لبست أثواب الألقاب والمناصب كلها!
يا لوضاعة أولئك الإعلاميين والأكاديميين المتموّلين من الغرب ليعايروا أهل البلد المنهك والمسفوك دمه بعدم إنتاجهم تكنولوجيا متقدّمة! يا لدناءة المتكلّمين عن «التفوّق الإسرائيلي» ... كيف يوصف هذا الإرهاب بالتفوّق؟
وبعد.
يقولون إنّ المعركة اليوم غير متكافئة وهذا تبريرهم الجديد للاستمرار بالخضوع.
متى كانت متكافئة يا جهلة؟
أريج أبو حرب ــ كاتبة لبنانية
■ ■ ■
14- صباحٌ ثقيلٌ
غبارٌ يمزّق وجه السماءِ
ودمْ
مساميرُ تجرح حلقي
شظايا رفاقٍ كأنّي أعرفهم كلّهمْ
أقولُ كلامًا غريبًا لنفسي
عن الصّبرِ
والحزنِ
والجرحِ كيف يصير خناجر
والغضبِ المستمرّ
وكمْ
أقولُ لطَيفِ حبيبي
لنا حكمةُ الحقل يرمي إذا داهمته الحرائقُ
غيثَ البذورِ
يخبّئها تحت سطح الرمادِ
لتشرق بعد انقشاع الألمْ
لنا رغم هذي الجراحِ الخلودُ
وللسّارقين العدمْ
علي الرفاعي ــ شاعر لبناني
■ ■ ■
خذ عيني لأرى عبرها الكون أوسع... مرّنها كي تصير ثاقبة وأشجع... خذها هي لك. لا شيء مهم أراه في هذا السجن المؤبد. خذ يدي... لتحمل السلاح وتكمل الكفاح وتدافع عني... خذها هي لك. لا شيء هنا غير لقاء مزيف يليه وداع مزيف. وعناق غير مؤكد.
خذ أصابعي تضغط بها على الزناد خذ قدمي تمشي بي نحو البلاد. خذ دمي لا حاجة لي به بعد الحب الأخير..
خذه ليسكن في شرايينك هذا المشرّد.
لوركا سبيتي ـــ شاعرة وإعلامية لبنانية
■ ■ ■
15- يا دامي العينين، ما للحزن من وطنٍ
فيغضب مثلنا ويشمّر!
يا أكحل الحدقات، وحدكَ مثل وحديَ،
لا سوانا في المعارك أسمر!!
لم يبقَ في وجه البلاد خليّةٌ
عربيّةٌ، كلّ الوجوه تفلتروا!
سيمرّ من مرّوا وجرحكَ ساهرٌ
ويجفُّ من جفّوا وسيفك أخضرُ
فانحتْ - على وقع الرصاص- بجلدنا
نعشَ الأساطير التي لا تقهرُ!
واكتبْ لكلّ الطاعنين بكِبرهم:
كنّا البلاد... لأن تيهكَ أكبر!
حنان فرفور ـــ شاعرة لبنانية
16- نحن لا نواجه «إسرائيل» فقط، نحن نواجه العالم بأسره. وعملية الأمس ليست عادية أبدًا. هل تعلمون معنى تفخيخ بطارية «بيجر»؟ (الظاهر أنّه الاحتمال الأرجح تقنيًا). هذا يعني أن سلاسل التوريد الصناعي عالميًا لم تعد آمنة. وأن الدول الكبرى (وليس الدول العادية الصغيرة) ستتدارس معنى هذا الأمر مليًا، وأن بروتوكولات الأمان في سلاسل التوريد ستتغير.
«إسرائيل» - ومن ورائها الغرب - لعبت يوم أمس واحدة من أكبر أوراقها، إن لم تكن ورقتها الأكبر. وهي قبلت تحمل تبعات تغيير نظام التوريد بكل ما يحمله من تعقيدات في العقود القادمة من أجل هدف فكّ الارتباط بين الجبهة اللبنانية وجبهة غزة. إلى هذه الدرجة هي موجوعة. وإلى هذه الدرجة تنظر بخطر إلى جبهة الإسناد في لبنان. فالمسألة ليست مسألة «كم صاروخ» نرمي عليها يوميًا. المسألة مسألة أن نموذج «حزب الله» و«حماس» بوحدتهما يأخذون منطقتنا والعالم إلى مستوى مختلف من المواجهة والوعي بالمواجهة. على أي حال، سُنّة الحرب اختصرها في قوله تعالى: «تقاتلون وتُقتلون». نعم بالأمس قُتلنا وهذه سُنة الحرب، لكننا في أول الطريق إلى وعد الله، «فاستبشروا ببيعكم» يا أهل المقاومة.
بشار اللقيس ــ كاتب لبناني
■ ■ ■
17- ما تقوم به إسرائيل في غزة، منذ ما يزيد على أحد عشر شهرًا، ليس حربًا. هذه إبادة جماعية، تفتقر إلى أدنى مكونات الأخلاق والحسّ الإنساني. كذلك الأمر بخصوص تفجير أجهزة «البيجر» واللاسلكي في لبنان. فلا يمكن وصف ما حدث سوى أنه دلالة دامغة على طبيعة هذا الكيان الإجرامية، ورغبته في القتل. هذا كيان متوحّش مسعور صنعته الإمبريالية المتوحّشة الراغبة في إخضاع المنطقة لسرقة مقدراتها وثرواتها.
فخري صالح ــ باحث وكاتب فلسطيني
■ ■ ■
18- ما حدث في اليومين الأخيرين مرعب ويجب أن يكون مفزعًا. ليس لتقاطعه مع كل الحرب الدائرة وأطرافها وجغرافيتها فقط، ولكن لأنّه يمثل ذروة التحكم الجهنمي بنا كأفراد ومجموعات عن طريق التكنولوجيا والشاشات الذكية. النظام العالمي الذي تحكمه مجموعة من اللصوص والقتلة يعطينا الدرس الأول في طريقة تحكّمه بنا وبكبسة زر. نظام وضعنا جميعًا أمام مفرمة التكنولوجيا ويتفرج علينا نفرم كل بدوره وحسب ترتيبه. ما يحدث هو مسلسل رعب للبشرية بأكملها.
رجاء غانم ــ كاتبة فلسطينية
***
19- كان يوم أمس أشبه بكابوس من طراز الخيال العلمي...
لكنه لم يزد الشباب إلا يقينًا أن الطريق صواب وأن العدو على حافة الجنون...
وكل جريح فيهم يهمس لنفسه لكن العالم سيسمعه عمّا قريب:
سأصبح أيسرَ إن اضطر الأمر...
وسأصوّب على عدوي بعين واحدة إن شئت...
فالعدو قد يخترع كوابيس وحشية تشبهه لكنه يفشل كما كل مرة في ثنينا عن متابعة المسير...
الرحمة لأرواح الشهداء والشفاء التام للجرحى... ومنهم أعزاء وأحباب...
حوراء حوماني ــ كاتبة لبنانية
■ ■ ■
20- «أوطى» الكائنات هم الشامتون بمصاب المقاومين، هم لم يرتقوا ليكونوا بمصاف الخصوم أو حتى التدني إلى درك العمالة، هم كائنات هلامية تافهة سخيفة عديمة القيمة للدرجة التي لا حاجة لأحد بأن يستأجرها، نفايات بشرية حرام فيها حتى هذه الكلمات.
محمد ماجد العتابي ــ ناشر كويتي
■ ■ ■
21- الحرب سجال، فلتكن الدماء التي سالت وقودًا للغضب لا الخوف. ولتفتح أبواب جهنم على الذين أطفأوا عيون شبابنا، قبل أن يفجروا الحلوى بأطفالنا، أو يقتلونا بفرشاة أسنان ملغمة.
علي شمس الدين ــ فنان تشكيلي لبناني
■ ■ ■
22- نحن أمام صراع طويل مع هذا الكيان، فيه محطات وحروب ودروب ومعارك بين الحروب، فيه انتصارات وإخفاقات، فيه إستراتيجيات وتكتيكات. التضحيات كثيرة، والدماء غزيرة وعزيزة، وقوافل من الشهداء والجرحى. الآلام ثقيلة، والجراح مريرة، في خضم صراع الإرادات وحرب العقول وامتلاك الأدوات والوسائل التقنية الحديثة، الحاجة الأساسية إلى نفس طويل وصبر متين، ولغة الوحدة وروح المعنوية والإيمان الثابت في فحوى الصراع.
لم تعد إسرائيل كيانًا محتلًا، إنما تخطّت كل ذلك لتتحول إلى وحش غادر يتغذى من منظومة دولية يتخطى كل القوانين الدولية والقواعد والأعراف، كيان إجرامي وعنصري متوحش. يقوم بالإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة، والقتل الجماعي في لبنان.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى.
زاهر العريضي ــ مخرج وشاعر لبناني