في هذا السياق، ألقت الطائرات المعادية خلال اليومين الأخيرين منشورات في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصًا في البقاع، تدعو عبرها المدنيين إلى الخروج من المناطق المستهدفة. كما أرسل العدو، صورة مشابهة لهذه المناشير على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، لم تبخل المجموعات الإخبارية، «المحايدة» من جهة والداعمة للمقاومة من جهة أخرى، في الترويج لها والمساعدة على تداولها على نطاق واسع.
لكن اللافت في هذه المنشورات الورقية والإلكترونية أنّها تضمّنت رمز الاستجابة السريع (QR Code) للدخول إلى موقع «المنقذ» الذي يشرح المعلومة عبر تصويره من خلال كاميرا الهاتف الذكي.
في هذا السياق، لا بد من الإشارة أنّه لجزء واسع من اللبنانيين تجربة تجارية في استعمال الـ QR Code في أيام السلم، إلا أنّ شريحة أخرى، خصوصًا في المناطق الريفية، ليست لها خبرة كافية في هذا المجال.
من جهة أخرى، تفتقد غالبية الشريحتين للوعي السيبراني حول المخاطر التي يمكن أن يتعرّضوا لها من لحظة الدخول إلى موقع «المنقذ». هنا، يشرح الخبير السيبراني رالف بيضون إمكان تعرّض جميع محتويات الهاتف الذكي إلى الخرق عبر هذه الوسائل، بدءًا من الصور والمكالمات، وصولًا إلى مشاركة الموقع .
بالرغم من عدم معرفة المدى الذي بلغه تطوّر قدرات العدو التكنولوجية الحقيقية، إلا أنّ بيضون حذّر من أنّ العدو يحاول بجميع الطرائق إيجاد مدخل إلى هواتف اللبنانيين، داعيًا إلى ضرورة الانتباه من جميع الروابط، إن لناحية المجموعات الإخبارية في شبكات التواصل الاجتماعي، أو التطبيقات العادية التي نستخدمها يوميًا لطلب المواد الاستهلاكية، والطعام، والثياب.