اوراق مختارة

الفيلسوف الروسي دوغين: "مقتل" زعيم حزب الله بداية نهاية العالم

post-img

إنّ الوفاة المؤكدة لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله هي ضربة لبنية المقاومة في الشرق الأوسط برمتها. إن القوى الأكثر تطرفًا في معاداة إسرائيل في الشرق الأوسط تسمى عمومًا بالمقاومة، فهي تشمل في المقام الأول اليمنيين (حركة أنصار الله)، والقوات السورية بقيادة بشار الأسد، والحركة الفلسطينية ككل (حماس في المقام الأول)، والجماعات الأكثر تطرفًا، من القوات العراقية.

لقد تطورت المقاومة، في الشرق الأوسط ،تحت التأثير الكبير لجمهورية إيران الإسلامية التي كانت داعمها الرئيسي. وكان الراحل حسن نصر الله، بصفته زعيمًا لحزب الله، يمثل طليعة المقاومة المناهضة لإسرائيل في العالم الإسلامي بأكمله. ولذلك؛ الضربات التي وجهتها إسرائيل لحزب الله في الأسابيع الأخيرة، والتي أدت في نهاية المطاف إلى قتل زعيمه، هي ضربة قوية للمقاومة في الشرق الأوسط برمتها.

كذلك بالنظر إلى حادث تحطم المروحية الغريب الذي وقع، مؤخرًا، والذي أدى إلى وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وهو مؤيد نشط للمقاومة في الشرق الأوسط، تثير العديد من الأسئلة.

إذ إنّ إسرائيل، بفضل دعم الغرب الجماعي واستخدام أحدث وسائله التكنولوجية (وكانوا وما يزالون روادًا في مجال التقنيات الرقمية)، تعمل بشكل فعال للغاية ودقيق ومتناغم. ومن الصعب جدًا أن نتخيل كيف يمكن للمرء الرد على ذلك. ولا سيما بالنظر إلى أن العديد من الأشخاص من مختلف البلدان الذين هم في طليعة عمليات التكنولوجيا الفائقة يمكن أن يتحولوا في أي لحظة إلى مواطنين إسرائيليين ويتوجهون إلى إسرائيل مع رموزهم وتقنياتهم. أي إن إسرائيل تعتمد على شبكة ضخمة من مؤيديها، وهم الأشخاص الذين يشتركون في مبادئ الصهيونية السياسية والدينية في جميع دول العالم. وهذه ميزة كبيرة لإسرائيل كهيكل شبكي، وليس مجرد دولة.

لقد كان هذا الهيكل الصهيوني الذي أخضع سكان غزة للإبادة الجماعية. وهي الآن وجهت الضربة الإرهابية نفسها إلى لبنان، حيث حققت مقتل زعيم حزب الله، الزعيم الروحي والسياسي الكاريزمي للمقاومة في الشرق الأوسط.

اسمحوا لي أن أذكركم أنه، في وقت سابق، في يناير/ كانون الأول 2020، قُتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وهو أيضًا أحد قادة المقاومة في الشرق الأوسط، بطريقة مماثلة. لكن تدمير من تعتبره المقاومة في العالم الآن شهيدًا - السيد حسن نصر الله - هو حقًا أمر غير مسبوق.

من خلال القيام بذلك، تضع إسرائيل لنفسها هدف إنشاء دولة عظيمة. ويتم ذلك تحسبا لمجيء وانضمام الموشياخ، والذي سيخضع جميع دول وشعوب العالم لإسرائيل - في الفهم المسيحي والمسلم، هذا هو المسيح الدجال-. ويمكن للمرء أن يتخيل ما يدور في أذهان الصهاينة اليمينيين المتطرفين اليوم، والذين يرون نجاحاتهم. ولا يمكنهم تفسير ذلك بأي طريقة أخرى غير قربهم من موشياخ، زالذي أصبح انضمامه مشروطًا بالتصرفات الحالية لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليميني المتطرف.

اليوم، تم بالفعل إزالة جميع العقبات التي تحول دون تفجير المسجد الأقصى في القدس. وفي المستقبل القريب جدًا، يمكن لليمين الإسرائيلي المتطرف، والذي يتمتع بمزاج منتصر، أن يفعل ذلك، وبعد ذلك سيبدأون في بناء الهيكل الثالث على جبل الهيكل في القدس. والغرب الجماعي يدعم كل هذا، فيسمح بالتدمير الشامل للأبرياء الذين يقفون في طريق "إسرائيل العظمى". بما في ذلك مهاجمتهم بأي وسيلة تقنية.

هذه مسألة خطيرة. ولم تعد هذه مجرد حرب في الشرق الأوسط. وفي الواقع، وجود المقاومة في الشرق الأوسط أصبح موضع تساؤل. فزعماء العالم الشيعي في حيرة من أمرهم، لكن السّنة في حيرة أكبر الذين لا يملكون إلا أن يتفاعلوا مع ما حدث. فمن ناحية، لا يستطيع السّنة التعبير عن تضامنهم مع إسرائيل، لأن ذلك يشكل خيانة كاملة حتى ولو لمحة عن التضامن الإسلامي. ومن ناحية أخرى، الفعالية العسكرية وجمود السياسة الصهيونية اليمينية التي تنتهجها إسرائيل تضعهم في موقف صعب للغاية، لأنه ليس من الواضح ما الذي يمكن أن يعارضه الإسرائيليون. مع الأخذ بالحسبان أن الصواريخ الإسرائيلية تهاجم أينما تريد، وأن الصواريخ والطائرات من دون طيار التابعة لخصومها تتوقف بشكل فعال عند حدود "القبة الحديدية" للدفاع الجوي الإسرائيلي. .. ربما سيكون هناك الآن غزو بري إسرائيلي للبنان وما وراءه.

من أجل إقامة "إسرائيل الكبرى" من البحر إلى البحر. ومهما بدت مشاريع نتنياهو ووزراءه الأكثر يمينية، سموتريش وبن غفير، طوباوية ومتطرفة، فإنها تُنفذ الآن أمام أعيننا.

إن مثل هذا العدو الحديدي لا يمكن مواجهته إلا بقوة مماثلة في القوة والعتاد والإصرار على كسر كل القوانين الممكنة وتجاوز أي خطوط حمراء.

وما إذا كانت هناك مثل هذه القوة، سنرى قريبًا.

صحيفة: بيرفي روسكي

 رابط المقال:

https://tsargrad.tv/articles/dugin-nazval-veshhi-svoimi-imenami-ubijstvo-lidera-hezbolly-nachalo-konca-sveta_1060627

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد