للمرة الأولى منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لمس الفرح الخجول أطفال غزة. مع إستمرار آلة القتل التي يمارسها العدو الاسرائيلي على العزّل في فلسطين المحتلة، أثلجت الصواريخ الايرانية التي أطلقت مساء أول أمس على المستوطنات الاسرائيلية قلوب الغزيين قليلًا ورفعت معنوياتهم بعدما تركهم العالم وصمت أمام المجازر.
منذ اعلان ايران عن إطلاق الصواريخ ردًّا على إغتيال العدو لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لـ«حركة حماس»، والسيد الشهيد الامين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ونائب قائد «الحرس الثوري الايراني» عباس للفروشان، إنقلبت الصورة في غزة. فقد وثق الناشطون بهواتفهم فيديوهات وصور سقوط الصواريخ على المستوطنات الاسرائيلية، ونقلوا تفاعل الغزييّن مع الحدث المهم. شاهد سكّان مخيم جباليا تلك الصواريخ بالعين المجرّدة، معبّرين على طريقتهم الخاصة عن سعادتهم المجبولة بالألم. وضعوا الموسيقى الفلسطينية ورقصوا فرحين بإستهداف العدو. بهذه الخطوة، تصدّر خبر غزة الفضاء الافتراضي، بعدما خفّ وهجه في الفترة الاخيرة على إثر إندلاع الحرب الاسرائيلية على لبنان. فكان الوجع واحدًا وإختلطت الدماء بين غزة وبيروت.
في هذا السياق، خصص أنس الشريف مراسل قناة «الجزيرة» في غزة، صفحته على منصة X للكشف عن مظاهر الفرح التي عمّت غزة، قائلًا «لأول مرّة منذ بدء العدوان على غزة أرى الفرحة في عيون الناس، إبتهاجًا بصواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي تحلّق في سماء فلسطين». وأضاف المراسل الذي ينقل صورة المجازر في غزة بكل صلابة، «في جريح طلع يرقص من الفرحة». في إشارة إلى إختلاط مشاعر الألم والسعادة معًا، بعد عام كامل من الابادة وسط صمت العالم أمام الترسانة الاسرائيلية.
لم يكن الشريف الوحيد الذي تابع فرحة أهل غزة، بل كذلك خرج عبدالرحمن بطاح المعروف بإسم عبود، بفيديوهات لرقص أطفال غزة على وقع الزفة والتصفيق الحارّ. عبود الذي يعرف منذ إندلاع الابادة بفيديوهاته التي تسخر من العدو، كان أمس سعيدًا بالصواريخ، قائلًا «فرحتنا بزفت العروس تل أبيب». نقل عبود صوت الغزيين بأسلوبه العفوي الذي لمس قلب المتابعين.
من جانبه، نشر الصحافي والناشط على صفحات السوشال ميديا صالح الجعفراوي فيديو للصواريخ معلقًا «الآن كل مدن الداخل المحتل تحت مرمى صواريخ المقاومة». نشر صالح فيديو سقوط الصواريخ وسط إبتسامة عريضة زيّنت وجهه المتعب. على مدار عام كامل، يواصل صالح عمله الاعلامي في غزة، ويتابع نقل صورة الجرائم التي يرتكبها العدو في غزة وراح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى. وتعرّض صالح للتضييق والتهديد من قبل العدو، ولكنه لم يسلّم كاميرته.