منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزّة قبل عام، التزمت المؤسسات والفعاليات الرسمية المصرية حرفيًا بتعليمات نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، معتمدةً سياسة صمّ الأذان تجاه ما ترتكبه القوات الإسرائيلية من مجازر وفظائع في حقّ أهل القطاع الفلسطيني المحاصر.
مع تصعيد العدوان الصهيوني على لبنان أخيرًا، ليس مستغربًا أن يسير هؤلاء على الدرب نفسه!في هذا السياق، أعلن القائمون على الدورة السابعة من «مهرجان الجونة السينمائي» أنّهم ماضون في إقامته في موعده المقرّر، بين 24 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي و1 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من دون إبداء أي نية للتأجيل في ظلّ الحرب الصهيونية المسعورة على لبنان وقطاع غزة.
قرار ينسجم طبعًا مع قناعات مؤسّس المهرجان، رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، الذي يهزأ من دعوات مقاطعة إسرائيل، ويرى أنّ دور السينما هو «التعبير عن الإنسانية بتجرّد»، وفقًا لما أكّده في مؤتمر صحافي خاص بالحدث يوم الأحد الماضي. وزاد ساويرس من الشعر بيتًا، قائلًا بالعامية المصرية: «يعني اللي يتقتل على الجانب ده أو يتقتل على الجانب ده، نحزن على وفاته بغض النظر عن مين المخطئ ومين المصاب، إحنا عايزين المهرجان يبقى متميّز من الناحية دي»!
كلام ساويرس الداعي إلى المساواة بين القاتل والمقتول بحجّة «الإنسانية»، عرّضه لموجة عارمة من الانتقادات، دفعته إلى محاولة حذف تصريحاته من عدد من المواقع الإخبارية المصرية.
لم يمضِ وقت طويل، حتى واجهت يسرا موقفًا مشابهًا بسبب تصريحات مرتبطة بلبنان. فقد وصفت عضو اللجنة الاستشارية العليا لـ «الجونة» العدوان الصهيوني على الأراضي اللبنانية بأنّها «أحداث غير متوقعة» لا تمنع المضي قدمًا بالخطط الموضوعة! ولم يشفع للممثلة المصرية ارتداء اللون الأسود وكلمات الدعم التي وجهتها إلى غزة ولبنان لدى الجمهور، فيما ردّ عليها كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينهم مشاهير ومؤثّرون افتراضيون كالممثلة اللبنانية رولا حمادة التي أكدت عبر حسابها على إكس أنّها تود لفت نظر يسرا إلى أنّ ما يجري في لبنان ليس «أحداثًا»، إنّما «حربٌ يشنها كيان الاحتلال الصهيوني على بلدنا»!