في لحظة من الخلود، ارتقى الشهيد القائد "يحيى السنوار" ليحفر اسمه بحروف من نور في سجل العظماء الذين ضحوا بدمائهم من أجل القدس والأقصى.
كان وما يزال السنوار رمزًا للصمود والمقاومة، رجل وقف في وجه الظلم والجبروت، متحديًا العدو الصهيوني بكل ما أوتي من قوة وإيمان، لم ينحنِ ولم يتراجع، بل ظل ثابتًا على مبادئه وقضيته حتى اللحظة الأخيرة.
عاش السنوار عمرًا قصيرًا، لكنه كان عمرًا حافلًا بالنضال والتضحية، منذ نعومة أظافره، انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية، حيث نذر حياته للدفاع عن وطنه وشعبه ومقدساته.
خلال مسيرته الجهادية، خاض السنوار معارك شرسة ضد العدو الصهيوني، قاد كتائب القسام في معركة العصف المأكول ، حيث وجه ضربات موجعة للجيش الإسرائيلي وأجبره على التراجع.
لم يكن السنوار مجرد قائد عسكري، بل كان أيضًا مفكرًا واستراتيجيًا بارعًا كان يؤمن بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، ودعا دائمًا إلى الوحدة الوطنية بين جميع الفصائل الفلسطينية.
في لحظات فارقة من الصراع التاريخي بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، ارتقى الشهيد القائد "يحيى السنوار" ليترك وراءه فراغًا كبيرًا في صفوف المقاومة الفلسطينية، ولكنه في الوقت نفسه أرسل زلزالًا هز أركان "إسرائيل".
كان السنوار أكثر من مجرد قائد عسكري، لقد كان رمزًا للصمود والتحدي الفلسطيني، لقد ألهم أجيالًا من الفلسطينيين بمواقفه الجريئة وإيمانه بنصر المقاومة.
لطالما حذر السنوار "إسرائيل" من مغبة المساس بالمقدسات الإسلامية في القدس، وكان قتله بمثابة إعلان حرب على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، لكن "إسرائيل" في غطرستها المعتادة، لم تدرك أن استشهاد السنوار لن يضعف المقاومة بل سيقويها، لقد حفز دمه الطاهر عزيمة المجاهدين، وأيقظت روح التحدي في قلوب الفلسطينيين، وفي كل قلوب الأحرار في جميع أنحاء العالم.
قاتل السنوار العدو الصهيوني بكل بسالة حتى الرمق الأخير، لكن "إسرائيل" لم تستطع أن تمحو روحه أو تكسر إرادته، فقد ترك السنوار خلفه إرثًا من الشجاعة والتضحية سيبقى مصدر إلهام للأجيال القادمة.
رحل السنوار عنا جسديًا، لكن روحه ستبقى حية في قلوبنا وعقولنا، إنه شهيد على طريق القدس، رمز للصمود والتحدي الفلسطيني.
لقد أثبتت الأحداث التالية لاستشهاد السنوار بما لا يدع مجالًا للشك أن "إسرائي"ل أصبحت الآن أكثر عرضة للخطر من أي وقت مضى، فقد انتهكت سيادتها وتناقصت صورتها الدولية، وأصبح جيشها محاصرًا بخوف دائم من انتفاضة فلسطينية شاملة.
لم يكن استشهاد السنوار مجرد خسارة للشعب الفلسطيني، بل كان أيضًا تحذيرًا لــــ"إسرائيل" بأن نهايتها باتت وشيكة فكلما ارتقى من قادة المقاومة شهيدًا اقتربت "إسرائيل" من حافة الهاوية.
لن يهدأ الشعب الفلسطيني حتى تتحرر فلسطين من نهرها إلى بحرها، وحتى ترفع رايات النصر فوق مآذن القدس ومآذن الأقصى، واستشهاد السنوار ليس سوى حافز إضافي على تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره.
لذلك؛ ترقبوا يا أعداءنا ما سيأتي بعد استشهاد السنوار، فزلزال "إسرائيل" آتٍ لا محالة، ودم الشهيد القائد لن يذهب سدى..سنكمل المسيرة من بعدك أيها المقدام، وسنحمل الراية حتى تتحرر فلسطين ويرتفع علمها خفاقًا فوق مآذن القدس ومآذن الأقصى.
#اتحاد_كاتبات_اليمن