خاص موقع "أوراق"/ عدنان عبدالله الجنيد
كاتب وباحث يمني
تعتمد قوى الاستكبار العالمي على استراتيجيتين أساسيتين في الحروب؛ وهما: الاستراتيجية الأولى الحرب النفسية. تعتمد هذه الإستراتيجية على التضليل الإعلامي وتزيف الحقائق واستغلال غياب وعي الشعوب تحت أسم مواثيق الأمم المتحدة والدولية والمنظمات العالمية والديمقراطية؛ وأتت بحاملات الطائرات والبوارج الحربية إلى البحار والمحيطات تحت عنوان محاربة الإرهاب مصحوبًا بالترويج الإعلامي في التخويف والترهيب فاستطاعت صناعة الهزيمة النفسية لدى الأنظمة الحاكمة وفرض الهيمنة على الشعوب واِستعبادهم ونهب ثرواتهم وإثارة الحروب الطائفية وتموينها وصناعات الحركات التكفيرية والإرهابية لتنفيذ مخططاتها.....
إنّ عملية "طوفان الأقصى" وجبهات الإسناد هزمت دول قوى الاستكبار العالمي في غزة والبحر الأحمر، وكسر حاجز الخوف عند الشعوب؛ فقد تولّدت صحوة الشعوب وكشف زيف إدعاء دول الاستكبار العالمي في حماية حقوق الإنسان وأصبحت هذه الاستراتيجية فاشلة وغير مقبولة بعد عملية "طوفان الأقصى".
الإستراتيجية الثانية وهي الإمبراطورية العثمانية؛ إذ بعد هزيمة دول قوى الاستكبار العالمي في الاستراتيجية الأولى لجأت إلى الاستراتيجية الثانية من أجل المحافظة على نفوذها ونهبها لثروات الشعوب عن طريق الإمبراطورية العثمانية وإعادة تقسيمها عن طريق مرتزقهم رجب طيبدوغان الذي يعمل على تدوير الاحتلال الصهيوني، ويجعل الماسونية تدخل إلى المنطقة العربية عبر البوابة التركية تحت مظلة إسلامية وتحقيق أطماع الاستكبار العالمي في سوريا ومصر ودول الخليج ثم غرب آسيا (الشرق الأوسط) كاملًا ثم التقسيم والتهجير، حيث نفذت تنفيذ هذه الاستراتيجية في سوريا، وبعدها أتت تصريحات ترامب.
مفهوم هذه التصريحات:
هي عبارة عن دعوة مارقة أطلقها ترامب في اِستعلاء مقترن بجنون البقر وتخاريف نهاية العمر، وهذه التصريحات مرفوضة جملةً وتفصيلا من العالم أجمع.
مضمون هذه التصريحات:
تصريحات فرعون العصر ترامب، مع وزيره نتنياهو والسحرة المطبعين من حكّام العرب، وكأنّه ملك العالم يريد تهجير مليوني إنسان من موطنهم الأصلي غزة إلى مواطن متفرقة،.. ما أشبة هذه الليلة بالبارحة، فرعون العصر يريد اِستعباد الشعوب في غرب اسيا، كما استضعف فرعون مصر من قبل بني إسرائيل، وأن يخرجهم من أرضهم، ويخاطبهم وكأنّهم عبيد له.. واليوم فرعون العصر يخاطب الأنظمة المطبّعة وكأنّها عبيد له.. هذا التخاطب ليس وليدة اللحظة؛ بل ناتج عن الذل والهوان والخنوع والإنحراف عن الولاية الإلهية التي أثبتها عملية "طوفان الأقصى".
أهداف هذه التصريحات :
تحمل هذه التصريحات أهدافًا ذات وجهين لعملة واحدة.
الوجه الأول: أذا تحققت يعني استعباد غرب آسيا والسيطرة على العالم.
الوجه الثاني : تحقيق الأهداف الآتية:
١- بعد انقلاب السحر على الساحر، في عملية "طوفان الأقصى"، ألحقت الهزيمة النفسية بجيش الاحتلال أتت هذه التصريحات من أجل تقليل الهزيمة والفشل الإسرائيلي والمحافظة على النفوذ الحالي في غرب آسيا.
٢- التقليل من أنتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، وخاصة في تقديم تلك العروض العسكرية، وبذلك المستوى من التنظيم والروحية المعنوية العالية، وكأنهم يعيشون في مدن راقية مثل باريس ولندن وليس من تحت الركام، وهذا هو السبب الرئيس في إصدار هذه التصريحات .
٣- التهرب من تكاليف إعادة دخول الأموال أو إعاقتها، ورمي تكاليف إعمارها على دول المحور.
٤- محاولة ترامب التهرب من فتح باب الاغتيالات التي نفذت خلال رئاسته الأولى، ومنها اغتيال الشهيداء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس والرئيس صالح الصماد وقادة المقاومة وحرب الإبادة في غزة.
٥- جلب المزيد من الأموال من دول الخليج، وتعويض خسائر الحريق في أمريكا.
٦- خلق حالٍ من الفوضى والتوتر في المنطقة لإبعاد الأنظار عن الفوضى والتوتر في أمريكا.
٧- اِستخدام القوة الاقتصادية في محاربة العالم بدلًا من العسكرية، وغيرها من الأهداف.
صحوة الشعوب العربية في إفشال التصريحات :
تعتمد الشعوب العربية على ركيزتين أساسيتين في إفشال هذه التصريحات؛ وهما:
الركيزة الأولى: التكليف الإلهي الملتزمة به دول محور المقاومة، وهذا ما أكده الشهيد الأقدس سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله - رضوان الله عليه- بقوله: "نحن أداة تكليف إلهي، تكليف أن نقاتل نقاتل، ولو وقفت الدنيا كلها في وجوهنا، ليس مجرد بوش، وترامب، والذي خلف ترامب الذي جلب ترامب كله، وإسرائيل والصهاينة وبعض حكام العرب،ما نخاف من أحد، وإذا كان تكليفنا أن نواجه نواجه، ونتطلع أمامنا، ونقول لكل ما هو أمامنا لا يخوفنا ولا يقلقنا ولا يرعبنا"... كل مجاهدي دول المحور نهجهم هذا التكليف الإلهي، ولن يتخلوا عن إسناد غزة ومناصرتها.
لذلك التكليف الإلهي سيهزمهم؛ لأن الذي لم يتحقق بالقنابل والصواريخ لن يتحقق بالتصريحات والنفوذ، والذي لم يؤخذ بالحرب لن يؤخذ بالسلم.. وهذه التصريحات سوف تتلاشى وتتبخر وتفشل كما فشلت في كوريا الشمالية في ولاية ترامب الأولى.
الركيزة الثانية :
الوعي الذي وصلت إليه الشعوب العربية،وكسر حاجز الخوف، والهزيمة النفسية، وتصيحيح الإنحراف الثقافي في أوساط الشعوب هو أثر من آثار طوفان الأقصى. وما دام هذا الوعي يتنامى والحرية الأمريكية تعني العبودية، وديمقراطيتها تعني الاستبداد، فقد ولّى عهد الاستكبار ولا عودة إليه. أن منبع هذا الوعي هو غزة التي انتصرت عسكريًا على مدى خمسة عشر شهرًا كفيلة بتفجير مشروع نهضوي ثوري تحريري، في أوساط الشعوب في غرب آسيا، وخاصة الأكراد وكل الشعوب سوف تستمد قوتها من غزة.. وهذه التصريحات مرفوضة من شعوب العالم أجمع، وحتى السحرة المطبعون رفضوها.
موقف السحرة المطبعون من هذه التصريحات:
صحوة الشعوب كفيلة بأن يؤمن على يدها سحرة فرعون العصر الأنظمة المطبّعة، وهي سنة إلهية مؤكدة مثل ما أمن سحرة فرعون مصر سوف يؤمن سحرة فرعون العصر.
وما النصر إلا من عند الله.