أوراق إعلامية

ترامب يعلنها حربًا على الكتب

post-img

رضا صوايا/ جريدة الأخبار

تشن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربًا لا هوادة فيها ضد كل ما يخالف السياسة الرسمية التي اعتمدتها إدارته بموجب قرارات تنفيذية وقّعها فور تسلّمه السلطة. تستهدف هذه الحرب السياسات الجندرية وحصرها بالاعتراف بجنسين فقط، ذكرًا وأنثى، إضافة إلى تقييد حقوق وحريات المتحولين جنسيًا كحظر مشاركة الفتيات والنساء المتحولات في الأحداث الرياضية النسائية في المدارس والكليات، ومنع المتحولين من الانخراط في الجيش.

في هذا السياق، باشر المسؤولون في المدارس التي تديرها وزارة الدفاع الأميركية التي توفّر التعليم لعشرات الآلاف من أبناء الجنود الأميركيين، إجراء «مراجعة الامتثال» لكتب المكتبة ومراقبة مدى توافق السياسة الجديدة المعتمدة فيها مع «أيديولوجية النوع الاجتماعي أو مواضيع أيديولوجية المساواة التمييزية» وفقًا لمذكّرة أرسلتها وزارة الدفاع إلى الأهل. وبموجب هذا الإجراء، قُيِّد وصول الطلاب إلى المكتبة لمدة أسبوع إلى حين الانتهاء من المراجعة.

رقابة أسفرت عن إزالة الكتب التي يُعتقد أنّها تنتهك الأوامر التنفيذية للرئيس التي تستهدف الأشخاص المتحولين جنسيًا وما يسمّى «التلقين الراديكالي» لأطفال المدارس من رفوف المكتبة. وكشف نصّ المذكرة على أنّ الكتب نُقلت «إلى المجموعة المهنية للتقييم مع تقييد الوصول إليها على الموظفين المحترفين».

من الكتب التي شملها الحظر والمراقبة كتاب مصوّر للأطفال (بين عامَي 4 إلى 8 سنوات) يحمل عنوان No Truth Without Ruth يتناول حياة روث بادر جينسبيرج القاضية في المحكمة العليا الأميركية ودربها الشاقة نحو القمة، ومواجهتها للتمييز كامرأة. يظهر الكتاب كيف أنّ نضالها «من أجل المساواة كمحامية، ترك بصمة في التاريخ الأميركي، عبر تغيير الطريقة التي يتعامل بها القانون مع حقوق المرأة وإظهار للناس أنّ الظلم الذي تتعرض له النساء يؤثر سلبًا في الرجال والأطفال أيضًا».

كذلك خضع كتاب Freckleface Strawberry للممثلة الأميركية جوليان مور للمراجعة، وهو كتاب موجه للأطفال الذين تراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات، ويتحدث عن فتاة تكره النمش لكنها تتعلم كيف تتعايش معه.

خطوة لاقت استهجان الممثلة الحائزة أوسكار في العام 2015، كونها «خريجة مدرسة كانت تديرها وزارة الدفاع، ووالدها من قدامى المحاربين في فيتنام وقضى حياته المهنية في الجيش الأميركي» على حد تعبيرها. وأضافت: «إنه لأمر مزعج بالنسبة إليّ أن أدرك أنّ أطفالًا مثلي، نشأوا مع أحد الوالدين في الخدمة العسكرية ويرتادون مدرسة (وزارة الدفاع)، لن يتمكّنوا من الوصول إلى كتاب كتبه شخص تشبه تجربته الحياتية إلى حد كبير تجربتهم الشخصية. ولا يسعني إلا أن أتساءل عن الموضوع الإشكالي في هذا الكتاب المصوَّر الذي حظّرته الحكومة الأميركية».

بحسب مذكرة لوزارة الدفاع الأميركية اطلعت عليها صحيفة «واشنطن بوست»، تتضمّن «القائمة فصولًا محددة من الكتب، أو كتبًا كاملة، حُذفت على الفور، مع عدم التأكد من إعادتها في انتظار مراجعة الامتثال.

من بين المواد المقيدة حديثًا فصل في كتاب علم نفس لطلاب المدارس الثانوية المتقدمة حول النوع والجنس، ودرس لطلاب الصف الخامس حول كيفية تأثير الهجرة في الولايات المتحدة، وكتاب Becoming Nicole، وهو عمل غير خيالي عن عائلة تقبل ابنتها المتحولة جنسيًا». وتشمل القائمة المحظورة أيضًا «مجموعة من المواد التعليمية التي تم إنشاؤها لطلاب الصف السادس في مناسبة شهر التاريخ الأسود وسيرة ذاتية لألبرت كاشير، وهو رجل متحول خدم في جيش الاتحاد أثناء الحرب الأهلية» وفقًا للصحيفة.

كما رأى وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في حديث إلى مجموعة من موظفي البنتاغون بأنّ التركيز على التنوع في وزارة الدفاع أمر مدمّر، لافتًا إلى أنّ «العبارة الأكثر غباءً في التاريخ العسكري هي: «تنوعنا هو قوتنا». أعتقد أن قوتنا هي وحدتنا».

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد