أوراق ثقافية

الفن يقود العصيان على ترامب

post-img

لأكثر من 14 عامًا وأميركا تدعم الاحتجاجات في مختلف أنحاء العالم، خصوصًا العالم العربي، وتصدر بيانات الاستنكار والعقوبات على الأنظمة بذريعة دفعها للاستجابة لشعوبها.

اليوم صار على «العم سام» أن يلتزم بأوامره وينزل عند إرادة شعبه، الذي خرج إلى الشارع في أكثر من 1400 موقع أميركي مختلف، تحت شعار «ارفعوا أيديكم». شارك في هذه التظاهرات نحو 5.2 مليون شخص بحسب منظمة «أنديفيزيبل» الأميركية، وأكثر من 100 ألف منهم في مانهاتن وحدها. ربما استعاد هؤلاء الشخصية الأيقونية ترافيس بيكل في فيلم Taxi Driver الذي يسعى لتخليص نيويورك من الرذيلة وهو الغارق فيها.

لايلون ماسك حصّة

اليوم، يشارك ملايين الأميركيين يشاركون في حفلة الخلاص هذه للاحتجاج على سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومسؤول وزارة الكفاءة الحكومية إيلون ماسك، المتعلقة بخفض الإنفاق الحكومي وتفكيك الوكالات الفدرالية وتسريح الموظفين التي يبدو أن آثارها لن تطال العالم الخارجي. كما حرصت أميركا في حروبها خلال السنوات الماضية، لكن هذه المرة تطال مجمل الطبقات والكيانات الأميركية منها الثقافية والفنية.

هكذا وجد العاملون في مجال الثقافة والإنتاج الفني أن مصلحتهم لم تعد موجودة لدى ترامب وماسك، وأنه لم يعد بالإمكان السكوت أكثر عن «المجنونين» في كل إجراء يتخذانه ضد الصناعة الثقافية من متاحف ومؤسسات ثقافية ودور تعليم فنون ممولة من قبل تلك الوكالات وتؤثر على مصادر دخل العديد من العاملين في المجال. ومع تعرض حرية تنظيم المعارض الفنية والدعم الفني الحكومي للتهديد، خرج الفنانون من استديوهاتهم وورشاتهم إلى الشارع للحفاظ على صوتهم وقيمهم، لكنهم في الوقت نفسه حرصوا على إضفاء هوية للاحتجاجات وشعارات شكّلت مثار اهتمام كبرى وسائل الإعلام والوكالات الإخبارية بما في ذلك «سي. إن. إن»، و«أسوشيتد برس»، ووكالة الأنباء الأميركية، ووكالة «إيه. بي. سي»، وصحيفة «نيويورك تايمز».

قلوب مرفوعة

تداولت هذه المنابر صورًا للافتات القلوب المرفوعة خلال إحدى التظاهرات في مانهاتن، وقد حرص الفنانون الذين يقودون الحراك على جعل اللافتات مع من يرفعها لوحةً فنية متحركة توصل الرسالة مع التأكيد على رفض العنف أو حمل أي نوع من أنواع السلاح لعدم منح أي قوة حكومية فرصة ممارسة العنف ضد المتظاهرين. أمر يعيد إلى الأذهان حركة «الهيبيز» في ستينات وسبعينات القرن الماضي التي كانت علامة فارقة في الحركة الثقافية الأميركية والعالمية.

ارفعوا أيديكم عن غزة... واليمن

يؤكد الفنانون الموجودون ضمن ائتلاف من المجموعات التقدمية بدء التحضيرات على حراك جديد في 19 نيسان (أبريل)، في جزء من الحركة السياسية الشعبية 50501، وهي اختصار لعبارة «خمسين احتجاجًا في خمسين ولاية كحركة واحدة». وشارك عدد من الفنانين في تظاهرات «ارفعوا ايديكم» التي سرعان ما أخذت أشكالًا متعددة لترفع عناوين سياسية واقتصادية وثقافية، فكان اسم فلسطين وغزة واليمن موجودًا في لافتات «ارفعوا أيديكم عن غزة.. ارفعوا أيديكم عن اليمن" إلى جانب أخرى كتب عليها «ارفعوا أيديكم عن الديمقراطية» أو «ارفعوا أيديكم عن الفقراء» في تزاوج نادر بين القضايا الاجتماعية والحقوقية المحلية والدولية.

المحتجون الحملة هم بمثابة تضامن شامل مع الحركة الديمقراطية والعمالية والحقوق الأساسية لكل الأميركيين، ضد التحالف بين السلطة السياسية والمال الفاحش، بما يُعيد إنتاج التمييز والتهميش، ويضرب حقوق الأقليات والمهاجرين والمجتمعات المهمشة، تمامًا كما تفعل إسرائيل في الأراضي المحتلة، ما يفسر حضور القضية الفلسطينية بقوة في الشعارات المرفوعة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد