محمد باقر ياسين / خاص موقع أوراق
منذ معاودة الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على فلسطين المحتلة وقطاع غزة، وعودة إسناد اليمن لإخوانهم في غزة، عاودت الولايات المتحدة الأمريكية شنّ غاراتها العدوانية على اليمن من جديد، ضد أهدافٍ، جلّها مدنية، مرتكبةً المجازر بحق المدنيين العُزل، وآخرها مجزرة ميناء رأس عيسى التي راح ضحيتها العشرات بين شهيدٍ وجريح.
نفّذ الطيران الحربي الأميركي، في ساعات متأخرة من مساء أمس (الخميس 17-04-2025)، 14 غارة مستهدفًا ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غربي اليمن، ما أسفر عن 74 شهيدًا و171 جريحا في حصيلة غير نهائية صادرة عن وزارة الصحة والبيئة. ومن بين الشهداء عدد من العاملين في الميناء، وعدد من أفراد الدفاع المدني الذين كانوا يحاولون إنقاذ الضحايا.
هذه الغارات الأمريكية الغاشمة والمتواصلة على اليمن بلغت إلى يومنا هذا قرابة الـ 914 غارة جوية، أدت إلى تدمير بنى تحتية مدنية، وإلى قتل المدنيين العزل، آخرهم شهداء ميناء رأس عيسى.
في هذا السياق، أكدت حكومة "التغيير والبناء" التابعة لحركة "أنصار الله" أن الاستهداف الأميركي لميناء رأس عيسى النفطي "جريمة حرب جديدة متكاملة الأركان، كون الميناء منشأة مدنية وليست عسكرية، ولن تمرّ من دون رد". ورأت أن: "هذا العدوان هو استمرار لمسلسل الإجرام الأميركي الهادف إلى دعم الكيان الصهيوني وتمكينه من مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني"؛ مشددةً على أن: "موقف الجمهورية اليمنية في مناصرة أبناء الشعب الفلسطيني ثابت وراسخ ومبدئي، وستستمر في عملياتنا الإسنادية".
جراء هذه الجرائم الأمريكية المتكاملة بحق اليمن وشعبها، لم ينكفأ اليمنيون عن مناصرة أخوتهم في فلسطين المحتلة، ولم يثنيهم عن ضرب الأهداف العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية من سفن وحاملات طائرات وإسقاط ما تيّسر من المسيّرات المعادية في الأجواء اليمنية، بالإضافة إلى ضرب المنشآت والمواقع العسكرية الإسرائيلية.
من يعرف أهل اليمن جيدًا يدرك تمامًا أنهم ليسوا أهل الخضوع، ولا أهل التراجع عن المواقف والمبادىء. وتشهد لهم الكثير من الجولات والاعتداءات التي تعرضوا لها، خلال السنوات الماضية إلى يومنا هذا، والتي أثبتت التجربة بأنّ أهل اليمن بعد كل مجزرة هم أثبت وأرسخ وأقوى من قبل. لذلك؛ هذه المجاجز الأمريكية ستفشل بتحقيق أهدافها التي تتأمل أن تحصل عليها.