زكية الديراني/جريدة الأخبار
على وقع أغنية «عيشالك» للمغنية اليسا، أعلن التيكتوكر الإسباني "الإسرائيلي" مايكل عن زيارته لبيروت، متنقلًا بحريّة في ساحة الشهداء وبعض المناطق الأخرى.
خرج مايكل عبر فيديو بثه على تطبيق تيك توك مباشرةً من ساحة الشهداء وخلفه العلم اللبناني، طارحًا حزّورة على متابعيه: «احزروا أين أنا؟»، ليواصل: «لبنان يرحّب بجميع الطوائف، من مسلمين ومسيحيين وأرمن». في هذا السياق، يضع الناشط المغمور على صفحته على انستغرام، علم إسبانيا، لكنه صهيوني الجنسية والهوى.
في البروفايل على صفحته، كتب اسمه بثلاث لغات العربية والعبرية والإنكليزية (Miquel | | مايكل)، ودعا التيكتوكر إلى السلام بين لبنان والكيان العبري لـ «أنّنا جيران» على حد تعبيره. ولم ينس أن يقوم بواجبه على أكمل وجه ويهاجم المقاومة، داعيًا في إحدى الصور التي التقطها خلال زيارته إلى لبنان، إلى خروج إيران و«حزب الله» من لبنان!
من الروشة إلى بيبلوس
هكذا، قام التيكتوكر بجولة لبنانية شملت غالبية المناطق السياحية. وبحسب تاريخ الصور التي نشرها، زار «المتحف الوطني» في بيروت، واصفًا إياه بأنه «مكان يحفظ التاريخ العريق والمتنوع للمنطقة». ثم انتقل إلى مدينة جبيل وتنقّل في شوارعها الأثرية، ولم ينس أن يعرّج على صخرة الروشة، ويتناول الطعام في منطقة الأشرفية.
أكمل زيارته المستفزة بشكر صديقيه اللبنانيين أحمد وليال، على حُسن استضافتهما له، قائلًا: «لقد استمتعتُ كثيرًا بهذه الرحلة إلى إسرائيل ولبنان! والله. سأعود قريبًا إن شاء الله. مع أنّ لبنان منع دخولي لكوني إسرائيليًا. (...) أتمنى أن يعمّ السلام إسرائيل وفلسطين ولبنان لنبدأ بإضفاء طابع إنساني على الشرق الأوسط».
جولة استمرّت ستة أيام
استمرت جولة مايكل قرابة الستة أيام، معبّرًا عن سعادته منذ لحظة وصوله إلى مطار بيروت، ثم غادر إلى قبرص وبعهدها إلى الكيان العبري، الذي كان محطته الأخيرة. هناك، أعلن أنه في «منزله الثاني» على حد تعبيره. ثم نشر مجموعة تعليقات، معتبرًا فيها أنّ أوجه شبه تجمع بين بيروت وتل أبيب.
لا يمكن فصل الزيارة العلنية للناشط الإسرائيلي إلى بيروت، عن المناخ الإعلامي والسياسي المهيمن الذي يروّج للتطبيع في المنطقة العربية، أكان من ناحية التصريحات السياسية العلنية أو الدعوات المبطّنة إلى التطبيع، أو البروباغندا العلنية التي تتبناها بعض القنوات اللبنانية والعربية والتي تعزّزت إبان الحرب التي شنها العدو على لبنان واستمرار حرب الإبادة في غزة.
ليست المرة الأولى التي يتجوّل فيه إسرائيلي في لبنان، بل تلفت المعلومات لنا إلى أنّ الإسرائيليين يتغلغلون في بعض المناطق اللبنانية، ويجلسون في المقاهي ويتباهون بزيارتهم علنًا. وفي الحرب الأخيرة على لبنان، رحّلت السلطات يهوشاع تارتكوفسكي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية الذي نزل في أحد فنادق بيروت وزار الضاحية الجنوبية، فضلًا عن أسماء أخرى لم تُكشف في الإعلام.
نرجيلة في الشام
أما سوريًا، فحدّث ولا حرج. مع سقوط نظام بشار الأسد وتسلّم أحمد الشرع الحكم، نشرت قناة i24news الإسرائيلية تحقيقًا مصوّرًا من قلب العاصمة السورية، مستطلعًا آراء الناس بعد سقوط الأسد.
قبل مدة، نشر الصحافي الصهيوني إيتاي أنغل صورته وهو يدخّن النرجيلة في أحد مقاهي دمشق القديمة. وأعلن أنه سيعرض الوثائقي الذي صوّره بعنوان «مرحبًا بكم في سوريا» على القناة 12 الإسرائيلية.
في السياق نفسه، أثارت فيديوهات مايكل جدلًا على الفضاء الافتراضي، وكشفت التعليقات عن حجم الفوضى التي تعمّ البلاد من الناحيتين الأمنية والسياسية. وأشارت إلى أنّه بدل ترحيب اللبنانيين بـ «صديقهما» الناشط الإسرائيلي، كان عليهما أن يأخذانه إلى المناطق التي دمّرها «جيشه» في حربه الأخيرة على لبنان. ثم يُسار به إلى التحقيق.
أسئلة كثيرة تطرحها زيارة التيكتوكر الإسرائيلي إلى لبنان: كيف دخل؟ ومَن هما ليال وأحمد المتعاملان معه؟ والأهم أين السلطات مما يحصل من هذه الخروقات الأمنية الخطيرة التي تبدو في نهاية سلّم الأولويات في «لبنان الجديد»؟