بعد مئة يوم من ولاية دونالد ترامب الرئاسية الثانية، انكب على تنفيذ تهديداته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية ضد المؤسسات الإعلامية حين توعد باستخدام الحكومة الفيدرالية سلاحا ضد الصحافيين الذين يعتبرهم أعداءه. وهاجم بصفتيه الشخصية والرسمية مصداقية واستقلالية واستدامة وسائل الإعلام في الولايات المتحدة في العالم.
كما كرّر أمام حشد من مؤيديه في ميشيغان، بمناسبة مرور مئة يوم على عودته إلى البيت الأبيض، أول من أمس الثلاثاء، وصفه لوسائل الإعلام بـ"الكاذبة". في هذه المناسبة، قال مدير مكتب أميركا الشمالية في منظمة مراسلون بلا حدود كلايتون ويمرز: "إن الفوضى اليومية التي تشهدها دورة الأخبار السياسية الأميركية قد تُصعّب علينا تقييم التحولات الجذرية الجارية. لكن عندما ننظر إلى الصورة الكاملة، يتضح لنا نمط الضربات التي تتعرض لها حرية الصحافة".
كما أكد ويمرز، في بيان للمنظمة، رفضها "هذا الهجوم الهائل على حرية الصحافة يعد الوضع الطبيعي الجديد". ووعد بـ"مواصلة فضح هذه الاعتداءات على الصحافة، واستخدام كل ما في وسعنا لمكافحتها".
أدناه عشرة أرقام، استنادًا إلى "مراسلون بلا حدود" ومواقع إخبارية أميركية، تعكس ما واجهه الإعلام الأميركي في الأيام المئة الأولى لترامب في البيت الأبيض:
427 مليونا : هو عدد المتابعين أسبوعيًا في العالم لوسائل الإعلام التي تمولها الوكالة الأميركية للإعلام العالمي (USAGM). عبر خفض المخصصات المالية لوسائل الإعلام التي تمولها هذه الوكالة الفيدرالية ومنح مراسليها إجازةً. وأصدر القاضي الفيدرالي رويس لامبيرث أمرًا ابتدائيًا لإعادة بث الإذاعة، قائلًا إن الإدارة لا سلطة لديها لخفض التمويل بهذا الشكل الحاد الذي وافق عليه الكونغرس. وفي قراره، أمر القاضي الحكومة بإعادة موظفي الوكالة الأميركية للإعلام الدولي المولجة الإشراف على عمل هذه المؤسّسات الإعلامية إلى وظائفهم، وأن تستأنف دفع الإعانات المالية المخصّصة لهذه المؤسسات من الكونغرس والمعلّقة منذ مارس/آذار الماضي. كما أمر القاضي نفسه، بعد منتصف ليل الثلاثاء، إدارة ترامب بإعادة 12 مليون دولار خصصها الكونغرس لإذاعة أوروبا الحرة.
8 آلاف : هو عدد الصفحات التي حذفت من أكثر من 12 موقعًا حكوميًا فور تولي دونالد ترامب منصبه، ما حرم الصحافيين والمتابعين معلومات مهمة في شؤون الصحة والأمن وغيرهما.
أكثر من 3500 : هو عدد الصحافيين المهددين بخسارة وظائفهم، في ظل سعي ترامب للوكالة الأميركية للإعلام العالمي، وهم يعملون في إذاعة صوت أميركا وشبكة الشرق الأوسط للإرسال وإذاعة أوروبا الحرة. ويواجه ما لا يقل عن 84 صحافيًا في المؤسسات التابعة للوكالة، من المقيمين في الولايات المتحدة بتأشيرات عمل، خطر الترحيل إلى دول قد يتعرضون فيها للملاحقة القضائية والمضايقة الشديدة. وينحدر ما لا يقل عن 15 صحافيًا من إذاعة آسيا الحرة، و8 صحافيين من إذاعة صوت أميركا، من دول أخرى، وهم معرضون لخطر الاعتقال وربما السجن في حال ترحيلهم كونهم معارضين لحكام بلادهم، وفقًا لما نبهت إليه "مراسلون بلا حدود".
180 : هو عدد الإذاعات العامة المهددة بالإغلاق، إذ أفادت تقارير إخبارية بأن إدارة ترامب تخطط لتطلب من الكونغرس خفض 1.1 مليار دولار من الأموال المخصصة لمؤسسة البث العام التي تدعم الإذاعة الوطنية العامة (NPR) وخدمة البث العام (PBS).
74 : عدد الأيام التي حظرت فيها وكالة أسوشييتد برس من البيت الأبيض لأنها استمرت في استخدام مصطلح "خليج المكسيك" الذي يُفضّل ترامب تسميته "خليج أميركا"، وعلى الرغم من صدور حكم قضائي فيدرالي يلزم الإدارة بإعادة السماح لوكالة الأنباء العريقة بالوصول إلى المعلومات في 9 إبريل/نيسان، استمر البيت الأبيض في تقييدها.
64 : عدد التعليقات المسيئة التي أدلى بها ترامب ضد وسائل الإعلام عبر منصة تروث سوشال منذ تنصيبه. بالإضافة إلى الهجمات الشخصية المنتظمة ضد وسائل الإعلام في المؤتمرات الصحافية والخطابات العامة، يلجأ ترامب إلى منصته كل يوم تقريبًا لإهانة أو تهديد أو ترهيب الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام الذين ينتقدونه وإدارته.
13 : عدد الأفراد الذين عفا عنهم ترامب بعد إدانتهم أو توجيه اتهامات لهم بالاعتداء على الصحافيين في 6 يناير/كانون الثاني 2021.
6: عدد التحقيقات التي أطلقتها لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) بحق مؤسسات إعلامية تشمل "سي بي إس" و"ديزني" الشركة الأم لـ"إيه بي سي"، و"كومكاست" الشركة الأم لـ"إن بي سي"، ومحطتي البث العام "إن بي آر" و"بي بي إس"، وشبكة "كيه سي بي إس" التلفزيونية في كاليفورنيا.
4 : عدد الدعاوى القضائية الشخصية من ترامب ضد مؤسسات إعلامية، ففي حين توصل إلى تسوية دعوى قضائية مع شركة ديزني، فإنه يواصل مقاضاة شبكة "سي بي إس"، وصحيفتي "دي موين ريسجتر" و"غانيت"، ومركز بولتيزر، بسبب التغطية التي وصفها بالمتحيزة.
1.6 : 1.6 دولار أميركي هو متوسط المبلغ السنوي الذي يدفعه كل أميركي للإعلام العام. فقد هدد دونالد ترامب بإلغاء التمويل الفيدرالي للبث العام، مُصوّرًا هذه الخطوة على أنها إجراء لخفض التكاليف. مع ذلك، لا تُكلّف وسائل الإعلام العامة كل أميركي سوى نحو 1.6 دولار سنويًا.