ستصدر عن دار الحكمة للطباعة والنشر والترجمة في الجزائر النسخة الفرنسية عن كتاب "زناة التاريخ" للروائي العالمي رشيد بوجدرة، يتناول فيها الرد على مقولات كل من بوعلام صنصال وكمال داود.
الكتاب هو عمل هجائي جريء يندرج ضمن سياق الرد الأدبي والفكري على طروحات الكاتبين بوعلام صنصال والكاتب كمال داود المثيرة للجدل، وفقًا لما أورده التلفزيون الجزائري.
يخوض بوجدرة، في هذا الكتاب (Les contrebandiers de l’histoire)، مواجهة مباشرة مع ما وصفه بـ "الأدب الكولونيالي الجديد" الذي "يصادر التاريخ ويحتقر الثقافة، ويتجاهل حتى الجغرافيا"، على حد تعبيره. وفي كتابه "زناة التاريخ"، كشف بوجدرة الدافع الرئيس الذي قاده لتأليف هذا العمل الهجائي، والمتمثل في ما وصفه بمحاولات بعض الكتاب والمثقفين "تلويث التاريخ الوطني".
يعد الكتاب، والذي تصدره دار الحكمة، أول رد فعل من النخب المثقفة على الحملة المضللة التي يقودها بوعلام صنصال وكمال داود ومن ورائهما النخب الكولونيالية الاستعمارية الفرنسية. واختار بوجدرة أن يكون الكتاب باللغتين العربية والفرنسية، ليوجه رسالته إلى جمهور واسع النطاق.
"أزمة داخلية عميقة".. كاتب جزائري مشهور يفضح سياسة فرنسا
في السياق نفسه؛ أكد الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا أن العدوانية تجاه الجزائر، والتي أبداها بشكل خاص وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو، تفضح "أزمة داخلية عميقه" تعصف بالحكومات الفرنسية المتعاقبة. وأوضح الأديب الجزائري محمد مولسهول، وهو المعروف باسم ياسمينة خضرا في مقال نشرته صحيفة "ليمانيتي" الفرنسية، أن: "ما يجري على الصعيد السياسي في فرنسا يفضح أزمة داخلية عميقة تحاول الحكومات المتعاقبة، خلال السنوات الأخيرة، إخراجها من سياقها الحقيقي".
كما أشار الكاتب إلى: "التخبط الذي تعيشه حاليا الحكومة الفرنسية التي استعانت بوزراء فاشلين"، موضحا أن: "الحكومة الفرنسية الحالية تعيش حالًا من الذعر، ولجأت إلى استغلال شخصية رؤساء وزراء سابقين مفلسين على الصعيد السياسي، على أمل سد الثقوب في السفينة الغارقة ومحاولة منها للبحث عن مخرج من الوضع الصعب". ويرى الكاتب أن: "عملية البحث عن مذنب، وفي هذه الحال الجزائر، ليس سوى تعويض عن عجز على حل المشكلات الحقيقية للفرنسيين".
كما أوضح: "كل هذه الضوضاء لاسيما التصعيد الذي يقوده برونو ريتايو لا تعدو عن كونها مناورة كاذبة وبائسة يبدو أن المحرضين عليها لا يقدرون عواقبها بتاتا، الجزائر لديها مشاكلها الخاصة التي تحاول تجاوزها من دون زيف ولا ضجة ولا علاقة لها بالانحرافات السياسية للدولة الفرنسية".
أضاف الكاتب أن: "عملية الطرد الفاشلة لجزائري غير مرغوب فيه لا تغير من انشغالات الفرنسيين في شيء"، مؤكدا أن: "المقالات التحريضية المنشورة في الصحافة وخطابات الكراهية التي يرددها دعاة التصعيد وحتى بلاتوهات التلفزيون لن تضيف شيئا لحالة الاستفزاز المفرط".
كما حرص الكاتب على التوضيح بأن: "الفرنسيين يحظون باستقبال جيد في مدننا و قرانا الجزائرية، قائلا "يكفيهم طرق أي باب ليشعروا وكأنهم في منزلهم، ونحن الجزائريين شعب معروف بالكرم وحسن الضيافة ومنفتحون على الآخرين"، مبرزا أن "الفرنسيين من جهتهم يودون لو أن حكامهم يعملون في الاتجاه الصحيح ويقدمون الحل لانشغالاتهم".
يّذكر أن الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا (مواليد العام 1955) في الصحراء الجزائرية، ترجمت أعماله إلى أكثر من خمسين لغة، وقد فاز مؤخرا بجائزة الرواية البوليسية المرموقة "بيبي كارفاليو 2025".