أثارت إذاعة "إل بي سي" البريطانية غضبًا واسعًا بسبب تقريرها المنحاز لــ"إسرائيل" عن اختطاف سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة. وخلال الليلة الماضية، استولت "إسرائيل" على سفينة "مادلين" التابعة لتحالف أسطول الحرية، والتي كانت متجهة إلى غزة لتوصيل كمية رمزية من المساعدات، واختارت الإذاعة تغطيةً تستخدم مصطلحات كيان الاحتلال.
كانت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ وعضو في البرلمان الأوروبي الفرنسية ريما حسن والصحافي عمر فياض، من بين 12 ناشطًا على متن السفينة، قبل أن تحتطفهم سلطات الاحتلال جميعًا في المياه الدولية. وقال ائتلاف أسطول الحرية، والذي نظّم الرحلة، إن الناشطين قد اختُطفوا على يد القوات الإسرائيلية في أثناء محاولتهم إيصال مساعداتٍ مُلحّة إلى القطاع.
كأنه تقرير "إسرائيلي"
في سياق تقريرها عن هذه التطورات، نشرت "إل بي سي" خبرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع تعليق يقول: "إنهاء حيلة غريتا ثونبرغ في يخت السيلفي بعد اعتراض القارب، وسوف تجبر إسرائيل من كانوا على متنه على مشاهدة فيديو مروع لـ7 أكتوبر/ تشرين الأول". وبدت هذه التغطية كأنها تقرير حكومي إسرائيلي، إذ استخدمت وصف الاحتلال نفسه للرحلة "يخت السيلفي" في محاولة لوصف المبادرة بمجرد التظاهر الإعلامي، بينما مهمتها الحقيقية هي لفت الانتباه لآلام الغزيين بسبب عدوان الاحتلال الذي اعترض القارب.
لاقت هذه الصيغة انتقادات واسعة بين محامين وناشطين في مجال حقوق الإنسان. وأعاد النجم الأيرلندي ليام كانينغهام منشور "إل بي سي" وعلّق عليه: "هذا هو المستوى المُشين الذي انحدر إليه الإعلام البريطاني. هكذا وُصف عمل من أعمال القرصنة والاختطاف. أبعد من السخرية. هذا هو واقعنا".
كما غرّد المحامي الذي يرأس جمعية محامي حقوق الإنسان شعيب إم خان: "يا لها من طريقة مقززة لوصف نظام إبادة جماعية يستولي بالقوة على سفينةٍ ترفع العلم البريطاني، ويختطف الأشخاص الذين يحاولون إيصال المساعدات".
كتبت الأمينة العامة السابقة للمجلس الإسلامي البريطاني زارا محمد: "لا أصدق هذا التأطير من إل بي سي، فقط عندما تضغط على المقال تقرأ أن هذه هي عبارات الجيش الإسرائيلي". وأضاف الكاتب والصحافي آش ساركار: "هذا النوع من التأطير التحريري هو أسوأ ما يكون. إنه مُضللٌ جوهريًا، ويأخذ موقف الحكومة الإسرائيلية على أنه حقيقة".