مهدي زلزلي/ جريدة الأخبار
حين خذلتهم التحالفات، واشتدّ الحصار، لم ينتظروا سلاحًا من أحد. وتحت القصف، وُلد القرار: أن يُطلق أول صاروخ بأيادٍ محلية. لكن العدو وضع خطةً معقدة لتعطيل المشروع، فهل ستسقط الشرارة قبل أن تشتعل؟
ينطلق الفيلم الإيراني «سيّد الحرب» من هذه الفرضية، المستندة إلى أحداث حقيقية حصلت أثناء «الحرب المفروضة» (الحرب العراقية الإيرانية) متعرضًا لانطلاق مشروع تطوير الصواريخ الإيرانية في خضم هذه الحرب، استنادًا إلى إيمان أصحابه بقدرتهم، وقرارهم بالنهوض رغم محاولات العالم إيقافهم.
تدور الأحداث حول جهود إيران لمواجهة التهديدات عبر تطوير قدراتها الصاروخية، إذ يسرق أعداء إيران أجزاء رئيسية من الصواريخ الإيرانية بهدف منع تطوير الصواريخ في البلاد، ويُكلَّف فريقٌ من الخبراء والقوات الإيرانية بإصلاح هذه المشكلة.
أما بطل القصة الحقيقية، فهو الشهيد حسن طهراني مقدّم (1959 – 2011) الملقب «أبو المشروع الصاروخي الإيراني»، الذي أُهديَ الفيلم إلى روحه وروح الشهيد أمير علي حاجي زاده (1962 – 2025) ورفاقهما، وإن كان مقدّم لا يظهر في الفيلم كشخصية حقيقية بل عبر أحد رفاقه إبراهيم شريفي (يؤدي دوره سعيد سهيلي) وهي شخصية خيالية، ما يسمح بإضفاء طابع درامي على المواقف، وخلق أحداث أكثر إثارة وجاذبية.
بحسب ولاء ضنيط، مسؤولة العلاقات العامة في الجمعية اللبنانية للفنون «رسالات» التي سيُعرَض الفيلم على مسرحها (المركز الثقافي لبلدية الغبيري) ابتداءً من الرابع والعشرين من الشهر الجاري، فإنّ «سيد الحرب» هو فيلم حربي تاريخي درامي عائلي يمتد على مدار 112 دقيقة، وهو من كتابة إحسان ثقفي، وإخراج حسين دارابي وإنتاج سعيد سعدي، ويشارك في بطولته كل من: سعيد سهيلي، حسين سليماني، بيام أحمدينيا، نادر فلاح، داريوش كاردان، مهدي حسيني، مهدي فريزة، ومن لبنان عمار شلَق.
عمار شلق: الضابط الليبي والتجربة الإيرانية
النجم اللبناني عمار شلق الذي يحضر في الفيلم عبر إحدى شخصياته الرئيسية تحدث إلينا عن دوره، مشيرًا إلى أنه تلقى دعوة للمشاركة من المنتج الذي سبق له العمل معه مرتين في لبنان.
أعلمه يومها أن الشخصية المطلوب منه تأديتها عربية وتعود إلى ضابط ليبي تستعين به طهران أثناء الحرب العراقية الإيرانية لتطوير برنامجها الصاروخي، ويكون مسؤولًا عن تفاصيل على قدر من الأهمية، ولكن اختلافًا في الرأي يحصل بينه وبين «رجل الصواريخ» في الفيلم إبراهيم شريفي (سعيد سهيلي)، إذ ينشأ بينهما تنافس يسعى فيه كل منهما إلى إثبات صحة وجهة نظره وقيادة البرنامج الصاروخي.
توقف شلق عند رحلته الأولى إلى إيران على هامش تصوير الفيلم، مشيدًا بجمال هذا البلد من طبيعته الخلابة إلى طيبة ناسه وحفاوتهم، فضلًا عن أهمية التجربة من الناحية الفنية في بلد وصل إلى مكان متقدم عالميًا على صعيد السينما وحصدت أفلامه جوائز رفيعة واستطاعت جذب المُشاهد من المشهد الأول حتى الأخير.
رأى شلق - المعروف بثقافته الواسعة - في مشاركته الإيرانية الأولى، وفي المشاركات الخارجية عمومًا «تبادل ثقافات»، مؤكدًا على أنّه استفاد أيضًا على المستوى الثقافي عبر عمله مع فريق إيراني كامل، وأنّ ذلك سيظهر عند مشاهدة الفيلم، مبديًا أسفه لعدم تمكّنه من مشاهدة العرض الافتتاحي في طهران، وسعادته بالمقابل لعرض الفيلم في لبنان، واعدًا المشاهدين بعمل مميز ورفيع المستوى بكل عناصره، من النص إلى الإخراج والإنتاج وصولًا إلى أداء الممثلين.
* فيلم «سيّد الحرب»: ابتداءً من الخميس المقبل ـــ مسرح «رسالات» - المركز الثقافي لبلدية الغبيري. للاستعلام: 76/072542