انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر جنودًا إسرائيليين يرفعون علم الكيان المحتل ويعزفون النشيد الرسمي في المنطقة نفسها التي شهدت قبل عقود رفع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد العلم السوري بعد تحريرها وسط صمت سوري رسمي. ورفع العلم «الإسرائيلي» في ساحة القنيطرة، في ذات المكان الذي رفع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد العلم السوري عقب تحرير المدينة 1973.
بعد أيام على الخطاب الذي وُصف في وسائل الإعلام المقرّبة من الرئيس المؤقت أحمد الشرع بـ«التاريخي»، لم يتم الإعلان عن أي اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك كما كان مرتقبًا حيث خلت كلمتي ممثلي الطرفين في الجمعية العامة من أي إشارة إلى اتفاق جديد. في موازاة ذلك، انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر جنودًا إسرائيليين يرفعون علم الكيان المحتل ويعزفون النشيد الرسمي في المنطقة نفسها التي شهدت قبل عقود رفع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد العلم السوري (علم الوحدة حينها) بعد تحريرها عام 1973، في اللقطة الشهيرة على أنغام النشيد السوري السابق «حماة الديار» الذي أُلغي العمل به مع انهيار نظام «البعث» وهروب بشار الأسد أواخر عام 2024.
أثار الفيديو جدلًا واسعًا بين ناشطين في منصات التواصل الاجتماعي تساءلوا عمّا إذا كان يعكس اتفاقًا أمنيًا جديدًا يمنح "إسرائيل" وجودًا أوسع في الجنوب السوري مقابل ضمان استمرار الشرع في الحكم، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة. ومن التعليقات: «النظام القديم كان يُقصف بذريعة وجود قواعد إيرانية، واليوم الدولة الجديدة تُقصف بذريعة وجود قواعد تركية».
بعض الحسابات قارن بين صورة الأسد الأب رافعًا العلم السوري وصورة رفع العلم «الإسرائيلي» في القنيطرة، لتطرح السؤال: «اليوم عرفنا من باع الأرض؟» في إشارة تهكمية إلى سرديات روج لها جمهور الحكم الجديد في سوريا بأن الأسد باع الجولان، فيما حمّل آخرون الطرفين المسؤولية «لا يستقر حكم في سوريا من دون التنازل عن قطعة جديدة». وطرحت وسائل إعلام سؤال «في ساحة القنيطرة عزف نشيد الاحتلال الإسرائيلي ، ما موقف السلطة الانتقالية وماذا عن ردّها؟».
في المقابل، ساد صمت رسمي مطبق في الإعلام السوري والوسائل الموالية له، إذ لم يُشر إلى الحادثة بأي شكل، رغم أنّ هذه الوسائل كانت خلال الشهور الماضية تتحدث باستمرار عن «التوغلات الإسرائيلية» داخل الأراضي السورية. وآخر الأنباء التي تم تداولها هي نفي إعلامي لحادثة اعتقال قوات إسرائيلية لجنود سوريين في درعا، مشيرين إلى أن الصور «مولّدة بالذكاء الصناعي»