اوراق مختارة

لا اكتراث بالتقييم التّشخيصي لـ«الثانوي»

post-img

فاتن الحاج (صحيفة الأخبار)

ساد التخبّط أمس اليوم الأول للتقييم التشخيصي الوطني في التعليم الثانوي الرسمي، إذ لم يجد طلاب الثانوي الأول تفسيراً لامتحانِهم بدروس ملغاة من المنهج منذ وقت طويل، فيما صُدم طلاب الثانوية العامة بصعوبة مسابقة الرياضيات، عدا ورود أخطاء في بعض الأسئلة. ومن الأساتذة من رأى في التقييم خطوة غير مدروسة ولزوم ما لا يلزم، طالما أن الفاقد التعليمي معروف، معتبرين أنه مضيعة للوقت وتحميل أعباء إضافية للأساتذة. وفي ظلّ هذه الأجواء، قدّم بعض الممتحنين ورقة بيضاء لعدم اكتراثه بجدوى التجربة.

والتقييم اختبار تجريه وزارة التربية، على مدى أربعة أيام، بكل المواد التعليمية وفي كل المدارس الرسمية التي تُدرِّس صف البريفيه، والثانويات الرسمية. ويهدف إلى معرفة حجم الفاقد التعليمي، تمهيداً لتقديم الدعم المطلوب، والعودة بالمستوى إلى ما كان عليه قبل جائحة «كورونا». وشمل التقييم طلاب الشهادات الرسمية (البريفيه والثانوية العامة) والثانوي الأول.

التعاطي مع الاستحقاق تفاوت بين ثانوية وأخرى، بحسب نظرة الإدارات إليه. فمن المديرين من كان جدياً في توجيه الطلاب للتحضير للتقييم الذي يمتحنهم في موادّ السنة الماضية، فيما لم يأخذ مديرون آخرون المسألة على محمل الجدّ، ما انعكس لامبالاة لدى الأساتذة والطلاب، إذ سأل البعض عمّا إذا كانوا يستطيعون عدم إجراء الامتحانات طالما أن لا علامات عليها. ومنهم من سأل عن أهمية تنظيم الامتحان للثانوية العامة، ولا سيما أن الطلاب سينتقلون إلى المرحلة الجامعية.

في المقابل، توقّع بعض المديرين وضع خطط علاجية بناءً على نتائج التقييم، مثل زيادة المحاور التعليمية المطلوبة للامتحانات الرسمية. ومنهم من اقترح سلفاً إجراء تلخيصات مكتوبة أو بصرية وغيرها لكل المحاور التعليمية التي حذفها «المركز التربوي» من المنهج، وتوزيعها على الأساتذة، اختصاراً للوقت.

يُذكر أن الاستحقاق شهد إرباكاً تقنياً في بعض المدارس، له علاقة بداتا أسماء الطلاب المُمَكننة على برنامج «سيمز». وكانت الثانويات والمدارس الرسمية قد استعدّت لهذا التقييم من خلال إدخال أسماء التلامذة على برنامج «سيمز»، مع تحديد الشعب ولغة الدراسة، إضافةً إلى صيانة آلات التصوير وتجهيز المحابر والأوراق، تفادياً لأيّ خلل قد يطرأ.

يُشار إلى أن تجربة التقييم التشخيصي بدأت في العام الماضي مع التعليم الأساسي الرسمي (الأول إلى السادس الأساسي)، ونُظّم على أساس النتائج برنامج علاجي لمدة ثمانية أسابيع في المدارس الابتدائية والمتوسطة، في بداية العام الدراسي الحالي.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد