أوراق ثقافية

"غلامور" تختار "مس ريتشل" المساندة لأطفال غزة امرأة العام 2025

post-img

اختارت مجلة غلامور الأميركية مس ريتشل (ريتشل أكورسو) امرأة العام 2025، "تقديرًا لمساهمتها الاستثنائية في عالم الإعلام التربوي ودفاعها المتواصل عن حقوق الأطفال" في أنحاء العالم كافة، ولا سيما الأطفال الفلسطينيين في غزة.

مس ريتشل (42 عامًا) أم لطفلين، وبدأت مسيرتها قبل ست سنوات مربية منزلية، تصنع مقاطع تعليمية على "يوتيوب" لمساعدة نجلها توماس في التغلب على تأخر في النطق. المقاطع الأولى التي نشرتها كانت بسيطة تعتمد على أسلوبها المحبوب بين الأطفال: صوتها الواضح والإيقاعي، وابتسامتها الدائمة. مع مرور الوقت، تحولت قناتها إلى منصة عالمية، تجاوزت 13 مليار مشاهدة و15 مليون مشترك، وساهمت في إنتاج تسعة كتب، وعلامة ألعاب شهيرة، ومسلسل على "نتفليكس" حقق أكثر من 53 مليون مشاهدة في موسمه الأول، ليصبح البرنامج الأكثر متابعة للأطفال في النصف الأول من عام 2025.

لكن الجائزة هذا العام لم تقتصر على نجاحها الإعلامي أو التجاري وفقًا لمجلة غلامور، بل "ركزت على جهودها الإنسانية ووقوفها إلى جانب الأطفال في مناطق النزاع، وخصوصًا في قطاع غزة". منذ العام الماضي، بدأت مس ريتشل التحدث علنًا عن المآسي التي يواجهها الأطفال الفلسطينيون جراء حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة، وهو "تحول جذري عن الصورة الطفولية المألوفة التي صنعت شهرتها". نظمت حملات لجمع التبرعات لصالح منظمات إنسانية، مثل Save the Children، واستضافت طفلة فلسطينية تبلغ من العمر ثلاث سنوات بترت ساقيها جراء القصف الإسرائيلي، لتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية للأطفال في غزة. كما عقدت اجتماعات مع منظمات إنسانية مثل "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، لمناقشة كيفية تقديم الدعم للأطفال في مناطق  الحروب. كما تحدثت عن الأزمة الإنسانية في السودان، معربة عن حرصها على الدفاع عن الأطفال في أي مكان يتعرضون فيه للمعاناة.

نشاطها الإنساني هذا أثار انتقادات وهجمات من جماعات مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي التي اتهمتها زورًا بترويج "دعاية حركة حماس". في مايو/أيار 2025، ردّت مس ريتشل على هذه الهجمات قائلة إنها "كذب صريح"، وأكدت أن اهتمامها منصب على حقوق الأطفال بغض النظر عن ديانتهم أو جنسيتهم أو مكان ولادتهم. وشددت على أن آلاف الأطفال الفلسطينيين لا يزالون يتعرضون للقتل والتشويه والجوع، وأن الدفاع عنهم لا يقلل من اهتمامها بأطفال آخرين في أنحاء العالم.

مع هذه الهجمات، استمرت مس ريتشل في نشاطها، مؤكدة أن واجبها الأخلاقي بوصفها أمًا ومربية إعلامية هو الدفاع عن الأطفال الذين يعيشون في ظروف مأساوية. وأشارت إلى أن منصتها تمنحها القدرة على إيصال رسائل إنسانية عاجلة إلى جمهور واسع، وهو ما يجعل من مسؤوليتها استخدام هذه المنصة في خدمة الأطفال الأكثر حاجة.

إلى جانب نطاق التعليم، استخدمت مس ريتشل شهرتها لتسليط الضوء على قضايا اجتماعية مهمة، مثل التحدث عن اكتئاب ما بعد الولادة والدفاع عن حقوق الأطفال في مجتمعات مختلفة. و"أظهرت الشجاعة في مواجهة الهجمات الإعلامية والسياسية" وفقًا لـ"غلامور"، معتبرة أن "الأطفال حياتهم أهم من سمعتي الشخصية أو من الانتقادات التي قد أتعرض لها".

وفقًا لمجلة غلامور، فإن "التميز الذي حققته مس ريتشل في الجمع بين التعليم والترفيه والدفاع الإنساني جعل منها نموذجًا فريدًا في المشهد العالمي، ليس فقط بصفتها نجمة إعلامية، بل لكونها رمزًا للضمير الإنساني، يجمع بين التعاطف، والفاعلية، والشجاعة في مواجهة الخطر والانتقادات. وبذلك، أصبحت امرأة العام 2025 ليس فقط بسبب شهرتها، بل لالتزامها المستمر بالدفاع عن الأطفال الأكثر حاجة، ولقدرتها على تحويل منصتها إلى أداة للتغيير الاجتماعي والإنساني على نطاق عالمي".

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد