من قلب مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وبين ركام الحرب وصوت الحياة، اختتمت فعاليات الدورة الأولى من مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، في مشهد ثقافي وإنساني يعكس قدرة الغزيين على تحويل الألم إلى فعل فني حيّ.
أقيم الحفل بالشراكة مع وزارة الثقافة الفلسطينية، وبدأ في النشيد الوطني الفلسطيني، تلته كلمات لكل من مؤسس ورئيس المهرجان الدكتور عز الدين شلح، والدكتور عاهد فروانة، أمين سر نقابة الصحافيين، ورئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية في فلسطين يسري درويش، قبل الإعلان عن جوائز البرتقالة الذهبية والفضية والبرونزية، وعرض فيلم الختام «الهروب من فريدة».
في كلمته، عبّر الدكتور عز الدين شلح عن فخره بتحقق حلم المهرجان الذي بدأ فكرة صغيرة للتعبير عن قضايا المرأة الفلسطينية، إلى أن تجسد اليوم كمشروع ثقافي كبير. وأكد أن المهرجان يسعى إلى تمكين المرأة سينمائيًا عبر التدريب والإنتاج، لتمتلك أدوات التعبير عن واقعها ومقاومتها للحصار والظلم.
عبر الدكتور عاهد فروانة عن فخر نقابة الصحافيين باستضافة الحفل الختامي في مركز التضامن الإعلامي، مؤكدًا أن المهرجان يمثل رسالة حياة وأمل من قلب المأساة، وأن غزة، رغم الدمار والإبادة، ما زالت قادرة على أن تُسمع العالم صوتها الحقيقي: صوت الفن والإبداع والتحدي.
أما يسري درويش، رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، فأكد أن هذا الحدث يأتي ليقول للعالم إن الشعب الفلسطيني، وفي القلب منه المرأة، ينهض كالعنقاء من تحت الرماد، ويعيد بناء روايته وهويته الثقافية من خلال السينما. وأضاف أن الكاميرا والسيناريو والإخراج أصبحت أدوات الفلسطينيين لمواجهة محاولات محو روايتهم، وصون الهوية الثقافية الوطنية من التلاشي.
بعد كلمات الافتتاح، أعلن المهرجان عن جوائز دورته الأولى، التي حملت رمزية كبيرة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها غزة، فكانت كل جائزة بمثابة إشراقة فنية جديدة وسط العتمة.
أولاً: جوائز السيناريو. جائزة سميرة عزام لأفضل سيناريو طويل: «بلورة» – وائل رداد (الأردن).
تنويه خاص: «تغيير مسار» – أحمد عاشور (مصر).
جائزة سميرة عزام لأفضل سيناريو قصير: «تحت شجرة الزيتون» – ملاك الأحمد (العراق).
منحة تطوير بقيمة 400 دولار: «رغيف الغياب» – محمد صوالي (فلسطين).
ثانياً: جوائز الأفلام الروائية الطويلة
حصدت المخرجة ياسمين سامديريلي البرتقالة الذهبية لأفضل فيلم روائي طويل عن فيلمها «سامية»، فيما فاز فيلم «شكراً لأنك تحلم معنا» للمخرجة ليلى عباس بـالبرتقالة الفضية، إلى جانب جائزة أفضل ممثلة التي نالتها كلارا خوري (فلسطين) عن دورها في الفيلم نفسه.
أما جائزة أفضل سيناريو روائي طويل فذهبت إلى فيلم «سلمى» للمخرج جود سعيد (سوريا)، في حين حصدت المخرجة نهى عادل (مصر) البرتقالة البرونزية عن فيلمها «دخل الربيع يضحك».
ثالثاً: جوائز الأفلام الوثائقية الطويلة
فاز فيلم «من عبدول إلى ليلى» للمخرجة ليلى البياتي (فرنسا – العراق) بـالبرتقالة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي طويل، بينما نال فيلم «خط التماس» للمخرجة الفرنسية سيلفي باليو (لبنان – فرنسا) البرتقالة الفضية.
أما البرتقالة البرونزية فقُسمت مناصفة بين فيلم «نادين» للمخرج عبد الله يحيى (تونس)، وفيلم «باي باي طبريا» للمخرجة لينا سويلم (فلسطين).
رابعاً: جوائز الأفلام الروائية القصيرة
تألقت فلسطين مجددًا من خلال فوز فيلم «أمي والوقت» للمخرجة باسلة أبو حامد بـالبرتقالة الذهبية لأفضل فيلم روائي قصير، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «هند تحت الحصار» للمخرج ناجي سلامة (الأردن).
خامساً: جوائز الأفلام الوثائقية القصيرة
حصد فيلم «زهور بلادي» للمخرجة كاندليرا بالما (كوبا) البرتقالة الذهبية لأفضل فيلم وثائقي قصير، أما جائزة لجنة التحكيم فذهبت إلى فيلم «صامدون» من فلسطين، عنوانًا يختصر معنى المهرجان وهدفه.