اوراق خاصة

"سوق أرضي 2025"... تنظيم متقن وحكاية صمودٍ تُروى من الأرض

post-img

محمد باقر ياسين/ خاص موقع "أوراق"

في ظلّ التحديات الاقتصادية والأمنية التي يعيشها لبنان، يطلّ معرض "سوق أرضي 2025" ليجسد روح العمل والإصرار بين المنتجين اللبنانيين، جامعًا بين الجهد المنظّم،والإبداع الإنتاجي والتنوع المناطقي، في لوحة وطنية تعكس صمود الأرض والإنسان.

في حديثٍ خاص لــ"موقع أوراق، يوضح الحاج عادل أحمد المسؤول الإعلامي للمعرض أبرز ملامح هذه النسخة من سوق أرضي، وما حملته من تميّز في الشكل والمضمون.

تنظيم متقن وجهود مضاعفة

يقول الحاج عادل أحمد إنّ ما يميز المعرض، في هذا العام، هو الجهد المضاعف الذي بذله فريق التنظيم مقارنةً بالسنوات السابقة. إذ أعيد تصميم الممرات وتوزيع الطاولات بدقة لتمكين أكبر عددٍ من العارضين من المشاركة.

ويضيف: "هذا العمل تتطلب من الفريق مضاعفة الجهود، لكنه أثمر تنظيمًا راقيًا ونظافة لافتة وخدماتٍ أفضل داخل المعرض، ما انعكس إيجابيًا على انسيابية الحركة وكان موضع تقدير وإعجاب من الجميع."

مشاركة واسعة من القرى الحدودية... صمود في وجه العدوان

يشير أحمد إلى أن من أبرز ملامح هذا العام مشاركة المنتجين من القرى الجنوبية الحدودية التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية مستمرة. وعلى الرغم من الخطر والظروف الصعبة، حرص هؤلاء على عرض منتوجاتهم التي يعدونها رمزًا من رموز الصمود على أرضهم التي ارتوت بدماء الشهداء.

ويقول: "هؤلاء العارضون يأتون بفخرٍ كبير؛ لأن منتجاتهم وُلدت من أرضٍ صامدةٍ ومباركة، وهم يعدّونها عنوانًا لقدسية ارتباطهم بها."

تنوع المناطق وارتفاع الإقبال الشعبي

يتحدث الحاج عادل أحمد عن الإقبال الجماهيري الكبير، موضحًا أنّ يوم الافتتاح شهد حضور نحو 8000 زائر، فيما بلغ عدد الزوار يوم الأحد نحو 28000 زائر، ويوم الاثنين قرابة 9800 زائر، مع أنه يوم عمل.

كما يؤكد أن الإقبال لم يقتصر على سكان الضاحية الجنوبية، لقد شمل زائرين من مختلف المناطق اللبنانية، من بيروت والشمال والجنوب والجبل والبقاع، بفضل تنوع العارضين القادمين من أنحاء الوطن كله.

تحسن نوعية المنتجات والتزام بمعايير الجودة

في ما يخص جودة المعروضات، يوضح أحمد أنّ عدد المنتجات المرفوضة لعدم مطابقتها لمواصفات الجودة كان الأقل مقارنةً بالسنوات السابقة، بفضل التزام المنتجين بإرشادات مؤسسة جهاد البناء التي كثّفت دوراتها التدريبية في مجالات التصنيع الغذائي والسلامة العامة.

يشير، في هذا الصدد، إلى أنّ هذا التحسّن شمل أيضًا الصناعات الحرفية وسائر المعروضات الأخرى، ما يعكس وعي المنتجين ومسؤوليتهم تجاه المستهلك اللبناني.

مبيعات لافتة في ظل التحديات الاقتصادية

يؤكد الحاج عادل أحمد أن نسبة المبيعات كانت مرتفعة، بشكل ملحوظ، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة والاعتداءات المتواصلة، قائلاً: "ما من زائرٍ يغادر المعرض خالي الوفاض، فالجميع يشتري بحسب لاستطاعته، وهذا يدل على ثقة الناس بالمنتج المحلي وإيمانهم بأهميته."

الأمل ينبت من أرضٍ صامدة

ليس "سوق أرضي" مجرّد معرض لتسويق المنتجات، هو مهرجان وطني يجسّد أصالة لبنان وتنوّعه، ويؤكد أنّ هذا الوطن ما يزال حيًّا بأبنائه المبدعين.

في أروقته تلتقي القرى والجبال والسهول، وتتوحد الأيدي العاملة تحت راية الإنتاج والحبّ للأرض.

إنه رسالة أملٍ وصمودٍ تقول للعالم: من أرضنا نعيش، وبها نصمد، ولها ننتج.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد