اوراق خاصة

هؤلاء الصحافيون اللبنانيون الذين قتلتهم "إسرائيل"!

post-img

حسين كوراني

بعد مرور عام على ارتكاب العدوّ "الإسرائيلي" مجزرة مروعة بحق الجسم الصحفي في بلدة حاصبيا الحدودية والتي راح ضحيتها 3 شهداء و7 جرحى وهم نيام، لتضاف إلى سجله الحافل بالإجرام والغدر في كافة مناطق الصراع معه. حيث وضع الهجوم في إطار منهجية "إسرائيل" باستهداف العاملين في الصحافة في غزّة ولبنان واليمن بهدف إسكاتهم ومنع نقل المعلومات حول الجرائم التي ترتكبها.

منذ بداية الحرب بين الكيان الصهيوني والمقاومة اللبنانية أو ما يّعرف بـ"حرب إسناد غزّة" في 8 تشرين الأول 2023، لم توفّر آلة القتل ""الإسرائيلية"" ليس المواطنين من أطفال ونساء، بل عمدت إلى استهداف طواقم الصحافيين لإخفاء مجازرها، حيث ارتقى صحفيًا بين شهيد وجريح بالقرب من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

قصفتهم وهم نائمون

بعد 11 شهرًا من إقامتهم في "إبل السقي"، أنذر العدوّ "الإسرائيلي"  الصحافيين، لترك المنطقة. انتقلوا إلى حاصبيا، وفي فجر اليوم الـ23 على إقامتهم هناك، شنّت "إسرائيل" غارة فجر يوم الجمعة 25 تشرين الأول 2024 على مجمع يضمّ 18 صحفيًا من سبع مؤسسات إعلامية على الأقل، ويضمّ فناءً يضمّ سيارات تحمل علامة "صحافة" واضحة، أدّت إلى استشهاد مهندس البث محمد رضا والمصور غسان نجار من قناة "الميادين"، والمصور وسام قاسم من قناة "المنار"، وإصابة ثلاثة آخرين. وكان هذا الهجوم الأكثر دموية على الصحفيين في لبنان منذ بدء النزاع. 

وقال صحافيون في مكان الحادث إن الضربة استهدفت مقر الإقامة بشكل مباشر وهم نائمون، واعتبر رئيس الوزراء اللبناني السابق نجيب ميقاتي أن هدف "العدوان المتعمّد… ترهيب الاعلام للتعمية على ما يرتكب العدوّ من جرائم وتدمير". كما ندّد وزير الإعلام زياد المكاري بالحادثة وكتب على منصة إكس: "انتظر العدوّ "الإسرائيلي" استراحة الصحفيين الليلية لكي يغدر بهم في منامهم.. هذا اغتيال بعد رصد وتعقب عن سابق تصور وتصميم.. هذه جريمة حرب".

بعد أقل من أسبوع على بداية معركة "طوفان الأقصى"، في 13 تشرين الأول 2023، بينما كانت مجموعة من الصحفيين من وكالتي "رويترز" و"فرانس برس" وتلفزيون "الجزيرة" تبث بثًا مباشرًا بالفيديو لموقع عسكري "إسرائيلي" على بعد كيلومتر واحد من قرية علما الشِّعب الحدودية قضاء صور، أطلقت قذيفتان من دبابة "إسرائيلية" أصابتهم بشكل مباشر؛ قتل في الأولى مصور "رويترز" عصام عبد الله، وكانت الضربة الثانية أقوى بكثير وأدت إلى اشتعال سيارة "الجزيرة" التي كان يقف بجوارها صحافياها كارمن جوخدار وإيلي براخيا وزميلهما في "فرانس برس" الأميركي ديلان كولينز، ومصوري "رويترز" العراقيين ماهر نزيه وثائر السوداني، ومصورة وكالة "الصحافة الفرنسية" كريستينا عاصي، وأصيبوا جميعًا، في ما كانت إصابة الأخيرة خطيرة وبُترت ساقها.

وبينما كان طاقم "الميادين" يغطي آخر التطورات على الحدود اللبنانية قرب قرية طير حرفا قضاء صور، استهدفت دبابة "إسرائيلية" في 21 تشرين الثاني 2023 المراسلة فرح عمر والمصور ربيع معماري ومعهما المُرشد من القرية نفسها حسين عقيل، وأدى القصف المدفعي إلى استشهادهم على الفور. ولاقت الحادثة ردود فعل محلية ودولية.

وبعد مرور شهر تقريبًا، وفي 23 كانون الأول، أصيب مصور "المنار" خضر مركيز بجروح في عينه بعد قصف لجيش الاحتلال على طريق الخردلي، حيث كان يمر أيضًا مراسلو قناة "إم تي في" و"الوكالة الوطنية للإعلام" ونجوا بأعجوبة. 

ومع بدء العدوان البربري "الإسرائيلي"  على لبنان في 22 أيلول 2024، الذي أُطلق عليه اسم "سهام الشمال"، أصيب في اليوم التالي رئيس تحرير شبكة "مرايا الدولية" أثناء تحضيره لإجراء مقابلة بعد أن سقط صاروخ عبر نافذته في وادي البقاع. كما استشهد المحرر اللبناني الإلكتروني في "الميادين" هادي السيد متأثرًا بجراحه التي أصيب بها إثر هجوم على منزله في 25 أيلول، في ما ارتقى المصور الصحفي كامل كركي من "المنار" في غارة استهدفت مسقط رأسه في قرية القنطرة قضاء مرجعيون.

وأثناء قيام مجموعة من الصحفيين بالتغطية في بلدة يارون الحدودية قضاء بنت جبيل في 13 تشرين الثاني 2024، أصيبت مجموعة أخرى من زملائهم الصحفيين بضربة على بعد أمتار منهم وتم تصوير الحادثة على الهواء مباشرة بواسطة قناة "الجديد".

الى متى تبقى "إسرائيل" فَالتة من العقاب

238 صحفيًا وعاملًا في مجال الإعلام استشهدوا على يد "إسرائيل"، منهم 198 في غزّة، 31 في اليمن، 6 في لبنان و3 في إيران، وفق أرقام لجنة حماية الصحفيين، ويظل السؤال الكبير الذي يطرحه حول سبل التحقيق وإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضدّ الصحفيين.

وهكذا، أراد العدوّ "الإسرائيلي" أن يخفي صوت الحق وصورة الحقيقة في لبنان وفلسطين المحتلة واليمن وإيران، ظنًا منه أن يخفي معهما مجازره وجرائمه التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في هذه الدول، في مشاهد مروعة لا يمكن وصفها وتحملّها، وستبقى في ذاكرة التاريخ. إذ مارس هذا العدوّ المتوحش أبشع أنواع القتل والحصار والتعذيب والتجويع بصمت من غالبية الدول الإسلامية، وبدعم من الدول الغربية المدّعية للديمقراطية وحقوق الإنسان وفي طليعتها الولايات المتحدة. 

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد