لم تمرّ أيّام على إدخال منصّة «إكس» تعديلها الجديد الذي يتيح معرفة مكان الوجود الجغرافي لصاحب الحساب، حتّى كرّت مسبحة الفضائح المدويّة حول حسابات مؤثّرة تبيّنت حقيقتها.
لبنان ليس في منأى
انعكس هذا الواقع على الفضاء الافتراضي اللبناني، مع انتشار اتهامات كثيرة طالت حسابات «لبنانية» مثيرة للجدل، باعتبار مصدرها الكيان العبري وفقًا لما كشفته بيانات المنصّة الجغرافية.
في هذا السياق، تداول ناشطون بارزون على المنصّة المملوكة من إيلون ماسك، صورًا تُبرز مصدر حسابات مشهورة بآرائها الحادّة ومطالبها التقسيميّة والطائفية التي تتباهى بها، إضافة إلى تماهي بعضها الكامل مع العدو والدردشة العلنية مع حسابات إسرائيليين.
من جانبها، رفضت هذه الحسابات الاتهامات، وبعضها استهزأ بالموضوع، معتبرةً أنّ ما حدث هو نتيجة خطأ من المنصّة ذاتها بتحديد مكانها بدقّة. لكنّ البعض الآخر أضاف إلى النفي، إقرارًا تامًا بالرغبة الشديدة في إقامة علاقة كاملة مع الكيان العبري، مع إبداء إعجابها الكبير بنموذجه السياسي والاقتصادي والعسكري.
الجدير بالذكر أنّ المنصّة أتاحت للمستخدمين الاختيار بين إظهار الدولة التي يتواجدون فيها إذا رغبوا، أو إخفائها ومجرّد الاكتفاء بذكر المنطقة.
التخبّط عالمي!
من جهة أخرى، تسبّبت الخاصيّة الجديدة للمنصّة في تخبّط حول العالم، إذ تجاوزت الفضائح حسابات «ماغا»، القاعدة الجماهيرية الرئيسية لليمين الأميركي والرئيس دونالد ترامب، التي تبيّن أنّ أبرزها ليست أميركيّة في الأصل.
إلى جانب ذلك، ضجّ «إكس» بفضائح كشفت زيف صفحات أخبار سياسية تبيّن انتماءها إلى دول أخرى بهدف التضليل. على سبيل المثال، اتّضح أنّ أحد الحسابات المعنيّة بالأخبار الروسيّة، ويحمل التوثيق الأزرق من المنصّة، يتخذ مقرّه في باكستان ويستهدف في بعض الأحيان كسب المتابعين، إلا أنّ بعضها الآخر يُحاول عن قصد بثّ الدعاية التي يريدها تجاه الدولة المستهدفة.
على صعيد آخر، أبدى بعض الناشطين استياءهم مما يُؤكّده هذا التعديل من تتبّع المنصّة للمستخدم وتحديد مكانه، في مؤشّر إضافي يُبرز غياب خصوصيّة البيانات الشخصية في عالم السوشال ميديا.