اوراق خاصة

فنانون لبنانيون يجاهرون بدعم المقاومة ويرفضون التطبيع

post-img

مصطفى عواضة/ صحفي وإعلامي

في لحظة تتكثّف فيها محاولات تمييع المواقف وتدوير الزوايا تحت عناوين "الحياد" و"الإنسانية المجرّدة"، يبرز الفنّ، مجددًا، بوصفه ساحة اختبار أخلاقي لا تقلّ خطورة عن أي ساحة مواجهة أخرى. الفنان، بما يمتلكه من حضور وتأثير، لا يقف خارج الصراع، بل هو في قلبه، شاء أم أبى.

من هذا المنطلق، جاءت مواقف عدد من الفنانين اللبنانيين لتؤكد، في حديث لموقع "أوراق"، أن الصراع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ليس قضية رأي أو اختلاف سياسي، هو مسألة حق وعدالة وكرامة إنسانية. مواقف صريحة، عالية النبرة، تلتقي عند دعم المقاومة ورفض التطبيع، وتؤكد أن الفن الحقيقي لا يعرف الحياد حين يكون الدم حاضرًا والظلم فاضحًا.

نقيب الممثلين نعمة بدوي: لا حياد أمام الاحتلال ولا غطاء للتطبيع

في موقف وطني واضح، جدّد نقيب ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان نعمة بدوي تأكيده على ثبات البوصلة الأخلاقية والإنسانية في مقاربة الصراع مع كيان الاحتلال ال"إسرائيلي"، مشددًا على أن القضايا المصيرية لا تحتمل المواربة أو الوقوف في المنطقة الرمادية.

أكد بدوي أن مقاومة الاحتلال، بمختلف أشكالها، تمثّل حقًا مشروعًا كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية. وبرأيه الدفاع عن الأرض والإنسان والكرامة هو واجب أخلاقي ووطني، لا يمكن فصله عن دور الفن والثقافة في مواجهة الظلم وكشف حقيقة العدو.

كما أشار نقيب الممثلين إلى أن الفنان ليس كائنًا معزولًا عن واقعه، هو جزء حيّ من مجتمعه، وصوته يجب أن يكون في صف المظلومين لا في خدمة السرديات الزائفة. كذلك لفت إلى أن الكلمة الصادقة والموقف الواضح هما شكل من أشكال المقاومة، لا يقلان أهمية عن أي أداة أخرى في معركة الوعي والهوية.

شدّد بدوي على رفضه القاطع لكل محاولات تسويغ جرائم الاحتلال أو التخفيف من وطأتها، مؤكدًا أن من يدعم العدوّ أو يسوّغ ممارساته يسقط أخلاقيًا، ولا يمكن التعامل معه على أنه طرف محايد أو صاحب رأي مختلف، في ظل ما يرتكبه الاحتلال من قتل وتهجير وتدمير ممنهج. وأعلن نعمة بدوي رفضه التام لأشكال التطبيع كلها مع كيان الاحتلال، سواء جاءت تحت عناوين فنية أم ثقافية أم إنسانية. برأيه التطبيع يشكّل طمسًا للحقائق وتواطؤًا مع الجريمة، ومحاولة لضرب الوعي الجمعي وتفريغ القضايا العادلة من مضمونها.

أما عن النقابات الفنية؛ فقد أكد بدوي تحمّلها مسؤولية أخلاقية وتاريخية في حماية دور الفن من الانزلاق نحو مسارات تخدم العدوّ أو تسوّغ وجوده، داعيًا الفنانين إلى التمسك بثوابتهم وعدم الرضوخ للضغوط أو الإغراءات التي تسعى إلى تحويل الفن إلى أداة تبييض للاحتلال.

ختم نقيب الممثلين بالتأكيد أن الموقف الوطني ليس شعارًا يُرفع عند الحاجة، بل هو التزام دائم. والفن الحقيقي لا يمكن أن ينفصل عن قضايا الناس وآلامهم، ولا يمكن أن يكون محايدًا في معركة عنوانها الحرية والكرامة ورفض الاحتلال بكلّ أشكاله.

نقيب الفنانين السابق جان قسّيس: الموقف الواضح هو الامتحان الحقيقي

في موقف وطني ينسجم وتاريخه النقابي والفني، شدّد نقيب الفنانين السابق الممثل جان قسّيس على أن الصراع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" ليس قضية رأي أو وجهة نظر، بل معركة حقّ وعدالة وكرامة إنسانية، لا يجوز فيها الحياد أو الالتفاف على الحقائق.

أكد قسّيس أن المقاومة، بأشكالها كافة، تمثّل ردًّا طبيعيًا ومشروعًا على الاحتلال والعدوان. برأيه الدفاع عن الأرض والإنسان هو واجب أخلاقي قبل أن يكون خيارًا سياسيًا. ولفت إلى أن الفنان، بحكم موقعه وتأثيره، معنيّ مباشرةً بهذه المعركة، لأن الكلمة والصورة والموقف أدوات لا تقلّ أهمية عن أي شكل آخر من أشكال المواجهة.

الفن الحقيقي، برأي نقيب الفنانين السابق، لا يُختزل بالشهرة أو الأضواء، هو يُقاس بقدرته على الانحياز للحق ورفض الظلم، محذرًا من خطورة تمييع المواقف أو الانزلاق نحو خطاب رمادي يساوي بين الضحية والجلاد. ورأى أن الاحتلال ال"إسرائيلي"، بما يرتكبه من جرائم وقتل وتهجير، يسقط أي محاولة لتسويغه أو التعامل معه على أنه أمر واقع.

شدّد قسّيس على أن من يساند الاحتلال أو يسوّغ سياساته العدوانية، تحت أي عنوان، يفقد مشروعيته الأخلاقية، مؤكدًا أن الصمت في لحظات الدم ليس حيادًا، بل مشاركة غير مباشرة في الجريمة. في هذا الإطار، بيّن قسّيس رفضه المطلق لأشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، سواء أتت عبر بوابات فنية أو ثقافية أو إعلامية، وبرأيه التطبيع محاولة مكشوفة لتبييض صورة العدوّ وضرب الوعي الجمعي وتشويه جوهر القضايا العربية المحقة. كذلك شدد على أن النقابات الفنية، بحكم مسؤولياتها، مطالبة بحماية الفن من التحوّل إلى أداة في خدمة الاحتلال والدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية، داعيًا الفنانين إلى عدم الانجرار خلف المصالح الضيقة أو الإغراءات التي تتناقض مع القيم الإنسانية.

ختم نقيب الفنانين السابق بالتأكيد أن الموقف الواضح هو الامتحان الحقيقي للفنان والمثقف، والفن الذي ينفصل عن قضايا الناس وآلامهم يفقد روحه ومعناه، في معركة عنوانها الحرية والكرامة ورفض الاحتلال بلا مساومة أو تسويغ.

يوسف الخال: مع أشكال المقاومة كلها… ولا مكان للتطبيع أو المساومة مع العدو

في موقف لافت وحاسم، جدّد الفنان اللبناني يوسف الخال تأكيده دعمه المطلق لمختلف أشكال المقاومة في مواجهة كيان الاحتلال ال"إسرائيلي". يعبر الخال عن موقف مبدئي لا لبس فيه من الصراع، وذلك خلال مقابلة تلفزيونية عبر قناة الجديد، نُقلت تفاصيلها إلى موقع أوراق الإخباري.

استهلّ الخال حديثه بتوجيه تحية صادقة لكل من يقاوم الاحتلال من موقعه، أيًّا كان هذا الموقع أو المنبر. وبرأـيه المقاومة فعل إنساني وأخلاقي قبل أن تكون خيارًا سياسيًا. أوضح أنه يكنّ احترامًا بالغًا لكل من يواجه العدوّ الإسرائيلي"، سواء أكان فنانًا يوظّف فنه في خدمة القضايا العادلة أم إعلاميًا يرفع الصوت في وجه الظلم أم مقاتلًا يحمل روحه على كفّه دفاعًا عن الأرض والكرامة.

في تعبير مباشر يعكس حدّة موقفه، قال الخال إن كلّ من يدافع عن هذه الأرض في وجه الاحتلال يستحق التحية والتقدير، مؤكدًا أن الوقوف في صف المقاومة هو وقوف في صف الحق، بعيدًا عن أي حسابات رمادية أو مواقف ملتبسة. كما شدّد الفنان اللبناني على معارضته الجذرية للكيان الصهيوني، واصفًا إياه بالعدو الغاصب، ومعلنًا موقفه بصراحة "على صوت عالٍ"، في رسالة واضحة لا تحتمل التأويل أو التراجع. كذلك أكد أن انحيازه في هذا الصراع هو انحياز أخلاقي وإنساني قبل أي شيء، نابع من قناعة راسخة بعدالة القضية ورفضه المطلق للاحتلال وسياساته.

في سياق متصل، لم يُخفِ يوسف الخال موقفه الحاد من كلّ من يدعم "إسرائيل" أو يسوّغ جرائمها، معلنًا قطيعة كاملة مع أي شخص يتخاذل أو يتواطأ مع العدو. أكد أنه لا يحترم من يقف في صف الاحتلال، وكلّ من يسوّغ أو يساند هذا الكيان "يسقط من عينه"، مشددًا على أن هذا الملف بالنسبة إليه غير قابل للنقاش أو التسويات، لما يحمله من استفزاز أخلاقي وإنساني في ظل ما يرتكبه الاحتلال من جرائم واستبداد.

في موقف لا يقل وضوحًا، عبّر يوسف الخال عن رفضه التام لأشكال التطبيع كلها مع كيان الاحتلال، لأن أي محاولة لمدّ الجسور الثقافية أو الفنية أو الإنسانية مع العدوّ، برأيه- تمثّل خيانة لدماء الضحايا وتبييضًا لجرائم العدو. وأكد أن التطبيع، تحت أي عنوان أو ذريعة، يسهم في شرعنة الاحتلال وتزييف الوعي، داعيًا الفنانين والمثقفين إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية وعدم الانجرار وراء مشاريع تفرغ القضايا العادلة من مضمونها.

ختم الخال موقفه بالتأكيد أن الفن الحقيقي لا يمكن أن يكون محايدًا أمام الظلم، والكلمة والموقف لا يقلّان أهمية عن أي شكل آخر من أشكال المواجهة، في معركة عنوانها الكرامة والحرية ورفض الاحتلال.

يوسف حدّاد: موقف ثابت مع المقاومة ورفض صريح للتطبيع والمساومة

بدوره، عبّر الفنان اللبناني يوسف حدّاد عن تمسّكه بخيار المقاومة ووقوفه إلى جانب القضايا العادلة في مواجهة كيان الاحتلال ال"إسرائيلي"، مؤكّدًا أن الصمت أو الحياد أمام هذا الصراع ليسا خيارين أخلاقيين، بل تواطؤ مرفوض مع الظلم والعدوان.

أكّد حدّاد، في أكثر من موقف وتصريح تلفزيوني  وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ المقاومة بمختلف أشكالها تمثّل حقًا مشروعًا للشعوب الواقعة تحت الاحتلال.برأيه الدفاع عن الأرض والكرامة لا يقتصر على الميدان العسكري فحسب، بل يشمل الكلمة والموقف والفن والإعلام وكلّ مساحة يمكن أن تُستخدم لمواجهة الظلم وكشف جرائم العدو.

أشار الفنان اللبناني إلى أنّ انحيازه، في هذا الصراع، هو انحياز واضح لا لبس فيه، نابع من قناعة إنسانية ووطنية راسخة، تقوم على رفض الاحتلال وسياساته العدوانية، وعلى دعم كلّ من يواجه هذا الكيان من موقعه، سواء أكان مقاتلًا في الميدان، أم إعلاميًا يفضح الجرائم، أم فنانًا يرفض تزييف الوعي وتطبيع القبح.

شدّد حدّاد على أنّ الوقوف في صف المقاومة هو وقوف في صف الحق، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو المواقف الرمادية. هو يرى أنّ العدوان المستمر والجرائم الممنهجة بحق الشعوب العربية، وخصوصًا الشعب الفلسطيني، تفرض على كلّ صاحب ضمير أن يحدّد موقعه بوضوح، من دون مواربة أو مسايرة.

كما عبّر عن موقفه الحازم من كلّ من يدعم الاحتلال أو يسوّغ جرائمه، فهؤلاء فقدوا أي شرعية أخلاقية أو إنسانية، والتخاذل أو التواطؤ مع العدو، تحت أي عنوان، لا يمكن تسويغه أو التغاضي عنه، في ظل ما يشهده العالم من مشاهد قتل ودمار وتهجير. كما رفض حدّاد كلّ أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، فالتطبيع، سواء أتى بثوب فني أم ثقافي أم إنساني، يشكّل طعنة للقضية الفلسطينية ومحاولة فاضحة لتبييض صورة العدوّ وشرعنة جرائمه. وأكّد أنّ أي تواصل أو تعاون مع هذا الكيان هو تخطٍّ للثوابت الأخلاقية وتخلٍّ عن مسؤولية المثقف والفنان تجاه قضايا أمّته. كما دعا الفنانين والمثقفين إلى عدم الانجرار خلف إغراءات الشهرة أو المصالح، على حساب القيم والحقوق، مشددًا على أنّ الفن الحقيقي لا ينفصل عن الموقف، ولا يمكن أن يكون محايدًا أمام الدم والظلم والاحتلال.

ختم يوسف حدّاد مؤكدًا أنّ الكلمة الصادقة والموقف الواضح هما شكل من أشكال المقاومة، وأنّ معركة الوعي لا تقلّ أهمية عن أي مواجهة أخرى، في صراع عنوانه الحرية والكرامة ورفض الاحتلال بكلّ أشكاله.

ربيع الأسمر: الوقوف مع المقاومة خيار لا حياد فيه

في موقف واضح يعكس قناعة راسخة ومسارًا غير قابل للمساومة، أكّد الفنان اللبناني ربيع الأسمر انحيازه الصريح إلى جانب قضايا الحق والعدالة، وفي مقدّمها مقاومة كيان الاحتلال ال"إسرائيلي"، فالصمت أو الحياد في لحظات الظلم الفادح ليس إلا شكلًا من أشكال التواطؤ غير المعلن.

شدّد الأسمر على أن المقاومة، بمختلف تجلياتها، تمثّل حقًا مشروعًا للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال، مؤكدًا أن الدفاع عن الأرض والإنسان لا يقتصر على ساحات المواجهة المباشرة، بل يمتد إلى الكلمة والموقف والفن، حيث يتحمّل الفنان مسؤولية مضاعفة بحكم حضوره وتأثيره في الرأي العام.

كما أشار الفنان اللبناني إلى أن انحيازه في هذا الصراع نابع من بوصلة أخلاقية واضحة، تقوم على رفض الظلم والعدوان، وعلى الوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني. هو يرى أن أي محاولة لتسويغ جرائم الاحتلال أو التخفيف من فظاعتها تمثّل سقوطًا أخلاقيًا لا يمكن القبول به أو تمريره تحت أي ذريعة.

أكد ربيع الأسمر أن الوقوف في صف المقاومة هو وقوف في صف الكرامة الإنسانية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة والمواقف الرمادية، مشددًا على أن الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال من قتل وتهجير وتدمير ممنهج تفرض على كلّ صاحب ضمير أن يعلن موقفه بوضوح، من دون مواربة أو تردّد.

في السياق نفسه، عبّر الأسمر عن رفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، فالتطبيع، مهما تلونت عناوينه الفنية أو الثقافية أو الإنسانية، يشكّل تبييضًا لصورة العدوّ ومحاولة لضرب الوعي وتطبيع الجريمة. وأكد أن الفن الذي يتحوّل إلى جسر تواصل مع المحتل يفقد معناه ودوره، ويتحوّل إلى أداة تخدم الظلم بدل مواجهته. ودعا الفنانين والمثقفين إلى تحمّل مسؤولياتهم الأخلاقية وعدم الانجرار وراء الإغراءات أو الضغوط، على حساب القيم والحقوق، مشددًا على أن الفن الحقيقي لا ينفصل عن قضايا الناس ولا يقف على الحياد أمام الدم والمعاناة.

ختم ربيع الأسمر بالتأكيد أن الموقف الواضح هو جوهر الفن الحر، وأن الكلمة الصادقة تبقى شكلًا من أشكال المقاومة، في معركة عنوانها الحرية والكرامة ورفض الاحتلال بكلّ أشكاله.

معين شريف:لا مساومة مع الاحتلال ولا شرعية للتطبيع

في موقف ثابت ينسجم مع مسيرته الفنية والوطنية، جدّد الفنان اللبناني معين شريف تأكيد انحيازه الواضح إلى جانب قضايا الحق والمقاومة، فالصراع مع كيان الاحتلال "الإسرائيلي" هو صراع وجود وكرامة، لا يحتمل الحياد، ولا يقبل أنصاف المواقف.

أكد شريف أن المقاومة، بكلّ أشكالها، تمثّل حقًا طبيعيًا ومشروعًا للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، مشددًا على أن الدفاع عن الأرض والإنسان لا يقتصر على الميدان العسكري، بل يمتد إلى الكلمة والموقف والأغنية، حيث يصبح الصوت فعلًا مقاومًا بحدّ ذاته. كما رأى أن الفنان الحقيقي هو من يوظّف فنه في خدمة قضايا أمّته، لا من يكتفي بالوقوف على مسافة واحدة بين الجلاد والضحية.

أشار معين شريف إلى أن انحيازه في هذا الصراع نابع من قناعة أخلاقية ووطنية راسخة، تقوم على رفض الظلم والعدوان، وعلى الوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة، وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني الذي يواجه منذ عقود سياسات القتل والتهجير والحصار. وأكد أن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم يومية يسقط أي محاولة لتسويغه أو التخفيف من خطورته.

شدّد شريف على أن الصمت في وجه المجازر ليس موقفًا محايدًا، بل تخلٍّ عن المسؤولية الأخلاقية، داعيًا كلّ صاحب صوت وتأثير إلى تحديد موقعه بوضوح، بعيدًا عن الحسابات الضيقة أو الخشية من تبعات الموقف. في السياق نفسه، أعلن معين شريف رفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع كيان الاحتلال، مشددًا على أن التطبيع، مهما ارتدى من عناوين فنية أو ثقافية أو إنسانية، يشكّل محاولة لتبييض صورة العدوّ وشرعنة جرائمه، وطعنة مباشرة لدماء الشهداء ومعاناة الضحايا.

كذلك أكد أن الفن الذي يتحوّل إلى أداة تواصل مع المحتل يفقد روحه ومعناه، مشددًا على أن الأغنية الملتزمة هي تلك التي تنحاز للحق وتعبّر عن وجدان الناس وآلامهم، لا تلك التي تساوم على القيم مقابل الشهرة أو المصالح.

تقاطعت مواقف هؤلاء الفنانين عند قناعة واحدة: الفن ليس مساحة للهرب ولا منصة للتجميل، بل موقع مسؤولية ومواجهة. الكلمة موقف، والصوت خيار، والحياد في زمن المجازر انحياز مقنّع.

في معركة عنوانها الحرية والكرامة ورفض الاحتلال، اختار هؤلاء أن يكونوا في صف واضح، حيث لا مساومة، ولا تطبيع، ولا شرعية للرماديات.

 

 

 

 

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد