في تضليل وتقليب للحقائق ليس الأول من نوعه لصحف لبنانية تماشت مع سرديات العدو ووسائل اعلامه بغية النيل من المقاومة، فضح حساب بيروت "Review" على منصة "إكس" ما أقدمت عليه صحيفتي "النهار" و"نداء الوطن" من فبركة ارقام حول العدد الكبير الذي سقط من شهداء حزب الله بعد اتفاق وقف النار.
إذ نشرت صحيفة "النهار" في عددها الصادر يوم 14 آذار 2025 مقالاً تحت عنوان "حزب الله بعد اتفاق وقف النار فقد 115... هم صفّه القيادي الثالث"
زعمت فيه أن العدو الإسرائيلي تمكن منذ وقف إطلاق النار (٢٧/١١/٢٠٢٤) من تصـفية أكثر من 115 قيادياً عسكرياً في الحزب.
واستندت الصحيفة في ادعائها إلى "أكثر من مصدر على صلة بالوضع الميداني"
مشيرة إلى أن الحزب فقد غالبية صفّه القيادي العـسكري الثالث خلال الأشهر الثلاثة التي تلت وقف إطلاق النار.
وفي اليوم السابق (١٣/٣/٢٠٢٥) كانت "النهار" قد نشرت التفاصيل نفسها على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
الأرقام التي دققت فيها "بيروت ريفيو"، بالاستناد إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية، أظهرت زيف أرقام "النهار".
وتبين أن عدد الشـهداء منذ وقف إطلاق النار وحتى تاريخ نشر المقال المضلّل بلغ 113 شهـيداً...
منهم 60 شهـيداً خلال هدنة الـ60 يوماً التي تلت وقف إطلاق النار (من 27 تشرين الثاني 2024 حتى 26 كانون الثاني 2025).
و53 شهيدا من 26 كانون الثاني حتى 13 آذار 2025 تاريخ نشر التقرير.
وبتحليل هويات الشهداء، تبين أن العدد يشمل نساء وأطفالًا وعسكريين في الجيش اللبناني، أي من غير "الصف القيادي الثالث في الحزب"!
*على سبيل المثال لا الحصر:
- استشهدت سيّدة وطفلها في مجزرة في بلدة حاريص الجنوبية يوم 3 كانون الأول 2024
- ارتقت يوم 8 كانون الأوّل 2024 شهيدة في القصف الإسرائيلي على دبين قضاء مرجعيون.
- بتاريخ 9 كانون الأول ارتقى طفل باستهدافه بحضن والده على دراجة نارية في كفر جوز قضاء النبطية.
- بتاريخ 26 كانون الثاني 2024 ارتقى 24 شهيدًا في جنوب لبنان، هم عسكريان في الجيش و22 مدنياً بينهم 6 نساء
- بتاريخ 29 كانون الثاني استشهد 3 أتراك في مزارع شبعا
- بتاريخ 16 شباط ارتقت شهيدة خلال دخول الأهالي الى بلدتهم في حولا
- في 9 آذار استشهد عسكري في الجيش اللبناني في كفر كلا.
في ما سبق عيّنة لـ17 شهيدًا لبنانيًا (من بين الـ113 شهيدًا) هم من النساء والأطفال والأجانب وعسكريي الجيش اللبناني، تثبّتت "بيروت ريفيو" من هوياتهم غير الحزبية.
وهذا الرقم الذي تحققنا منه لا يشمل جميع المدنيين، بل اخترنا حصراً العسكريين والنساء والأطفال والأجانب، لإثبات التضليل الذي كانت تمارسه "النهار".
أمّا الآن فالسؤال موجّه إلى "النهار" التي يفترض أنها صحيفة عريقة في خبرتها:
كيف يتم تدقيق المعلومات قبل تبنيها ونشرها، ومن ثم الترويج لها عبر أكثر من طريقة وخبر وفيديو فضلًا عن البناء عليها في تحليلات مخادعة؟!
السؤال موجّه أيضاً إلى صحيفة "نداء الوطن" التي "غارت" من "النهار" بعد تزويرها أرقام الشهداء وادعائها أنهم جميعًا قادة في حزب الله...
فنشرت ("نداء الوطن" يوم ١٥/٣/٢٠٢٥) ضمن "أسرارها":
"توقّف ملحقون عسكريون في سفارات أجنبية عند الرقم الذي كشف عن عدد المسؤولين العسكريين من الصف الثالث من حزب الله الذين سقطوا منذ وقف إطلاق النار، خصوصا أن العدد تجاوز الـ 120 قتيلاً".
ويمكن الافتراض بسهولة أن أحدًا لم يتوقف عند الرقم كونه مزوراً، لكنه فن التضليل والتزييف.