محمد باقر ياسين / خاص موقع أوراق
يمر قطاع التربية والتعليم في لبنان هذا العام الدراسي(2024-2025) بظروف استثنائية، بعد الشلل الذي أصابه حين انطلاقة نتيجة العدوان الإسرائيلي على لبنان. ونتيجة لهذا العدنوان يعاني الطلاب، وخاصةً في منطقتي الجنوب والبقاع اللبناني، نتيجة للنزوح من جهة ولتدمير المدارس من جهةٍ أخرى.
لماذا تأخر بدء الأعمال التحضيرية للامتحانات الرسمية؟
كما حدث في العام الماضي، تأخر أيضًا هذا العام في بدء الأعمال التحضيرية للامتحانات الرسمية عن موعدها المعتاد. وسط ما هو ملحوظ من غيابٍ تام لوزارة التربية، فحتى الآن لا معطيات دقيقة ومعلنة عن تأليف اللجان الفاحصة ووضع الأسئلة واختيار المراقبين والمصحّحين، ولا حتى الدروس المطلوبة، وإمكان اعتماد المواد الاختيارية من عدمها، والتسهيلات المقررة.
يضاف إلى ذلك؛ غياب الخطة التي يجب أن تكون مرسومة للمدارس المتضررة في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت جراء العدوان الإسرائيلي عليها، والتي درس طلابها لمدة من الزمن «أونلاين» أو حتى لم يدرسوا أبدًا. وحتى المدارس الرسمية التي اعتُمدت مراكزَ للنزوح في بداية العام الدراسي، ولم تنجز حتى الآن المناهج المقررة، فضلًا عن السلامة العامة للطلاب ووضعهم النفسي، وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية.
تقول مصادر تربوية، تحدثت إلى إحدى الصحف المحلية، إن: "تأخير الإعلان عن التوجهات العامة غير مسوّغ، خصوصًا أن العام الدراسي كان خاليًا من الإضرابات ومستقرًا نسبيًا باستثناء تأخير موعد الانطلاقة، لا سيما في المدارس الرسمية، مشيرة إلى أن أي تغيير في المواد سينعكس حتمًا على أعمال اللجان الفاحصة، وبالتالي إن الحديث عن الجاهزية لا يتطابق مع الواقع"". وبرأيهاً أن "السبب الرئيس للتأخير هو عدم وجود خطة في الأساس ومحاولة تشتيت الطلاب عن المواد التي يعدونها أساسية، في ما التلويح بعدم اعتماد المواد الاختيارية سببه تنفيع اللجان"".
مطالبٌ طلابية
أما الطلاب المرشحون للامتحانات الرسمية فيترقبون أن تصارحهم وزيرة التربية ريما كرامي بكل تفصيل عن التحضيرات، لإنهاء الضياع الذي تركه تكتم الإدارة التربوية عن الإجراءات المزمع اعتمادها في تنظيم الشهادة الرسمية، والذي دفع آلاف منهم إلى مناشدة وزيرة التربية النظر في أوضاعهم والمعاناة التي سببها لهم العدوان الإسرائيلي، قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالامتحانات الرسمية.
هذه الرسالة وجهها باسمهم منسق حراك المعلمين المتعاقدين حمزة منصور التي وقعها آلاف الطلاب من الجنوب والضاحية وبعلبك وبيروت والشمال والجبل، وطالبوها فيها بــــ"لنظر الفوري إلى الأوضاع المأساوية المميتة التي عاشتها تلك المناطق وعاشها طلابها في أثناء الحرب وبعدها ولغاية الآن". آملين منها: "الأخذ بالحسبان ما ورد من دراسات ورسائل ونداءات"، وآملين: "إعادة النظر بأوضاع الطلاب والعمل على تقليص الدروس والمحاور لما فيه مصلحة كل طلاب لبنان، قبل إصدار أي بيان أو قرار نهائي".