اوراق خاصة

الشيخ قاسم: للمشاركة الفعّالة في بناء الدولة والانتخابات البلدية 

post-img

حسين كوراني/ خاص موقع أوراق

أطلق الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، في خطابه الأخير، عددًا من المواقف حدّد فيها ملامح المرحلة المقبلة، من مشروع بناء الدولة إلى الاستحقاق البلدي. 

العنوان الأول من الخطاب؛ تناول الشيخ قاسم فيه أسس التزام حزب الله أزاء عملية إعادة الإعمار من جهة، وحسم موضوع المقاومة من جهة أخرى. إذ شدد على أن الحزب سيضع كل ثقله السياسي للضغط على الدولة كي تتحمّل مسؤولياتها في إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب، والحزب سيبقى متمسكًا بأن تكون الدولة هي الأساس في هذه العملية.

كما دعا إلى إصلاحات حقيقية، وطالب أن يكون حزب الله شريكًا فاعلًا في عملية الإصلاح والتعيينات وإعادة أموال المودعين، وليس مجرد داعم من الخارج. هذا الخطاب يؤشر، بوضوح، إلى تحولات مقبلة في خطاب الحزب السياسي، سواء على مستوى العمل داخل مؤسسات الدولة أم على مستوى التحضير للانتخابات النيابية المقبلة.

أما في الشق المتعلق بالمقاومة، فقد كان الشيخ قاسم حاسمًا ونهائيًا: لا تفاوض، لا نقاش، ولا تنازلات إضافية. وشدد أن سلاح المقاومة ليس مطروحًا على الطاولة، لا في سياق الاستراتيجية الدفاعية، ولا في أي إطار تفاوضي، قبل أن تفي "إسرائيل" بالتزاماتها الكاملة، وعلى رأسها الانسحاب من الأراضي المحتلة ووقف العدوان وتحرير الأسرى. هذا الموقف القاطع؛ جاء مدعومًا بوثوق الحزب بقدرته المتجددة على مراكمة القوة، في وقت بدت فيه "إسرائيل" في وضع ارتباك استخباري واضح، مع استمرار ضرباتها العشوائية والفارغة من أي أهداف نوعية.

إصلاح إدارة البلديات وتحديثها

في موضوع الانتخابات البلدية والاختيارية؛ لفت سماحته إلى أن: "هناك أهدافًا من المشاركة في هذه الانتخابات. أول هدف هو خدمة أهلنا المستضعفين ورعاية مصالحهم وتنمية مناطقهم ورفع الحرمان عنهم، والإسهام في نهوضهم من خلال الإمكانات المتوفرة. والهدف الثاني، يجب أن نُسهم في إصلاح إدارة البلديات والأجهزة والمؤسسات الخدماتية والإنمائية التابعة لها، وتحديثها. والهدف الثالث، يجب أن نسهم في تقديم تجربة رائدة في الإدارة تُشكّل نموذجًا في الإفادة من الكفاءة والاستقامة والمصداقية". 

وقال: "يجب أن نحرص على وحدة القرية ووحدة المدينة وجوّ التفاهم والتآلف والتعاون، وأن يكون لدينا رعاية وإخوة من الجميع. بعضهم يقول لماذا يتفاهمون؟ فليكن هناك تنافس حرّ، يا أخي، لا نريد أن ندخل الناس بعضهم ببعض. إذا استطعنا أن نصنع ائتلافًا ونجمع كل هذه الكفاءات وكل هذه العائلات، ونقدر أن نجمع هذه المكونات السياسية المؤثرة كذلك في الوقت نفسه، ونصنع جمعة، هكذا يُنتج لدينا مجلس بلدي معقول، مجلس بلدي مُتجانس يتفاهم مع بعضه البعض".

التحالف مع حركة أمل

بخصوص التحالف مع "حركة أمل"؛ أضاف سماحته: "نحن عقدنا تحالفًا مع حركة أمل لإدارة العملية الانتخابية، أولًا لأن لنا رصيدًا شعبيًا كبيرًا نحن وحركة أمل. ثانيًا لأننا نستطيع أن ننقل الواقع الموجود من التأزّم والخلاف إلى موضوع الاتفاق، ونكون حكمًا ونساعد".. نعم؛ هناك أناس من حركة أمل ومن حزب الله يشاركون في الانتخابات، ويشكّلون مجالس بلدية واختيارية. وهناك آخرون لا ينتمون للحزبين، لكنّهم من هذه البيئة. في النهاية؛ حتّى أعضاء أمل وحزب الله هم جزء من هذه العائلات وجزء من هذه البيئة التي تتصدّى، وإذا كان هناك إمكان مع باقي المندوبين عن العائلات، فهذا أمر جيد".

لإقبال كثيف على الانتخابات

تابع الشيخ قاسم: "الذين يريدون الترشح؛ يجب أن يكون لديهم مقبولية عند الناس.. نحن لا نقبل أن يُفرض أحد لا يتمتع بالمقبولية. يجب أن نأتي بخيارات ذات كفاءة ونزاهة، متجانسة في المجلس البلدي، وحتى متجانسة على المستوى السياسي العام. نعم؛ لأنّ المجالس البلدية ليست مجالس لتصفية الحسابات السياسية، ولا للمناقرة، ولا لتضييع أموال الناس. لا، يجب أن نعمل على قاعدة من يهتم بالشأن العام هو الذي نتعاون معه في هذا الأمر. وأردف: "أرجو على جميع إخواننا وأخواتنا وأهلنا وأحبائنا وقرانا ومدننا، بل على جميع المواطنين اللبنانيين، أن نشتغل بهذه الروحية، بهذه السياسات العامة.. نحن نريد أعضاء عصاميين، نظفاء الكف، لا يحتاجون إلى أن يمدوا أعينهم إلى أي مكان، لأنهم يريدون أن يخدموا، أن يكونوا منسجمين مع البيئة التي يعملون فيها".

وقال الشيخ قاسم: "أنا أدعوكم إلى أن يكون هناك إقبال كثيف على الانتخابات البلدية والاختيارية، لأنّ من يريد أن يُعمّر بلده يجب أن يجتمع مع إخوانه وأحبائه ويتعاهدوا معًا أن يعملوا في التنمية والعمل الاجتماعي. لا يصح أن ننكفئ ونعود إلى الخلف- وإن شاء الله - تكون النتائج إيجابية. وبهذه الطريقة نكون قد استكملنا جزءًا من إدارة البلد في الانتخابات البلدية والاختيارية وتحمّلنا المسؤولية. ويجب أن نتقبل المحاسبة على العمل الذي نحن فيه".

بخطابه هذا؛ يكون الشيخ قاسم قد أطلق إشارة لبدء لمرحلة جديدة في مسار حزب الله السياسي: الجمع بين التمسك بالمقاومة، والانخراط أكثر فأكثر في معركة بناء الدولة، تحت سقف رؤية متكاملة وطموحة تمتد إلى ما بعد الانتخابات البلدية.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد