وسط أجواء يُخيّم عليها القلق من تصاعد الأزمات في غزة والسودان، وقيود السفر المتزايدة على الفنانين العرب، شهدت العاصمة البريطانية لندن عرض أكبر إنتاج مسرحي فلسطيني في تاريخ بريطانيا، ضمن فعاليات مهرجان «شُبّاك» الذي يحتفي بالفنون والثقافة الأتية من العالم العربي.
العمل حمل عنوان «مِلك»، وهو مزيج من الرقص والمسرح، أُقيم على خشبة «ساوثبانك سنتر»، مستعرضًا قصة نساء فقدن أبناءهن، وغاص في لحظات ما قبل الكارثة وما بعدها.
المسرحية من إخراج بشار مرقص وخلود باسل من فرقة «خشبة» المسرحية، ومقرها مدينة حيفا. وهو عمل في مواجهة النسيان، تقول المديرة الفنية للمهرجان، علياء الزغبي التي أكدت أن دورة هذا العام، والتي تمتد حتى منتصف الشهر المقبل، تأتي في لحظة ثقيلة إنسانيًّا وفنيًّا.
قالت: «كان عامًا صعبًا بكل المقاييس. نسأل أنفسنا: ما جدوى المهرجانات عندما يُمحى شعبٌ بأكمله، وتُطمس ثقافته وهويته»؟ وأوضحت أن المهرجان يسعى هذا العام لتقديم الفنانين بصفتهم «أرشيفًا حيًّا ومرآةً للعالم كما هو، وحلقة أساسية في إعادة تخيّل ما يمكن أن يكون عليه المستقبل».
افتتحت فعاليات مهرجان «شباك» يوم الجمعة الماضي بعرض أزياء لعلامات تجارية من فلسطين ولبنان وسوريا. وشاركت فيه أسماء بارزة، وقد عُرضت منتجاتهم في جناح خاص استمر طوال عطلة نهاية الأسبوع. كما يتضمن برنامج المهرجان هذا العام أعمالًا مسرحية وسينمائية وموسيقية تُسلّط الضوء على الهوية والمقاومة وسردية الشعوب العربية.
انطلقت فعاليات مهرجان «شُبّاك 2025»، أكبر مهرجان للفنون والثقافة العربية المعاصرة في المملكة المتحدة، مقدِّمًا فعاليات متنوعة تشمل المسرح، الموسيقى، الرقص، الأدب، الفنون البصرية، السينما، والموضة، بمشاركة عشرات الفنانين من العالم العربي ومنطقة جنوب غرب آسيا وشمال أفريقيا.
يهدف إلى تسليط الضوء على الإبداع العربي المعاصر من خلال تقديم أعمال فنية تعكس التنوع الثقافي والابتكار، وتوفير منصة للفنانين العرب للتعبير عن رؤاهم وتجاربهم.
تتوزع الفعاليات في مختلف أنحاء لندن، من الساحات العامة إلى المسارح والمعارض، ما يتيح للجمهور فرصة التفاعل المباشر مع الفنون والثقافة العربية.