في لفتة فنية وإنسانية لاقت ترحيبًا واسعًا، اختارت المخرجة الهولندية البارزة إليزابيث فرانيه أن تعلن تضامنها مع القضية الفلسطينية من على السجادة الحمراء، حيث ارتدت فستانًا يحمل ألوان العلم الفلسطيني في افتتاح الدورة الخامسة والعشرين من مهرجان روتردام للفيلم العربي في هولندا، والذي يُقام تحت رئاسة المخرج روش عبد الفتاح.
ظهرت فرانيه إلى جانب رئيس المهرجان في حفل الافتتاح، لتُقدم دعمها العلني لفلسطين عبر رمزية بصرية قوية في لحظة احتفالية جمعت بين الفن والموقف الإنساني.
تُعد إليزابيث فرانيه من أبرز صانعات الأفلام الوثائقية في أوروبا، شاركت أفلامها في أهم المهرجانات السينمائية الوثائقية على مستوى العالم، ونالت عنها جوائز مرموقة، منها: مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية، مهرجان هوت دوكس في كندا، مهرجان كوبنهاغن للأفلام الوثائقية، مهرجان سالونيك، مهرجان سلام دانس، مهرجان DMZ في كوريا، ومهرجان كراكوف. ويُعد فيلمها «العلاج الحميمي» (2022) من أبرز أعمالها، إذ حصد جائزة الجمهور في مهرجان هوت دوكس، بينما فاز فيلمها «اعترافات الطريق السريع» (2017) بجائزة الأكاديمية الهولندية. كما كرمت في الدورة الأخيرة من مهرجان أسوان لأفلام المرأة.
تأتي هذه الدورة من مهرجان روتردام للفيلم العربي استثنائية، إذ يحتفل المهرجان بمرور 25 عامًا على انطلاقته، وتستمر فعالياته حتى الأول من الشهر المقبل، وسط حضور فني عربي ودولي لافت.
تشهد مسابقة الفيلم الطويل منافسة قوية بين تسعة أفلام من بلدان عربية مختلفة، من بينها فيلم «معطرًا بالنعناع» للمخرج محمد حمدي، وهو إنتاج مشترك بين مصر وقطر وتونس وفرنسا، وفيلم «يونان» للمخرج أمير فخر الدين، الذي يشارك بإنتاج بين سبع دول منها فلسطين، ألمانيا، كندا، وإيطاليا.
تشارك المخرجة السعودية عهد كامل بفيلمها الجديد «سلمى وقمر»، وهو من الإنتاجات الروائية البارزة في السينما السعودية الحديثة، بمشاركة مصر ولبنان. كما ينافس فيلم «أرزة» للمخرجة ميرا شعيب، وفيلم «شكرًا لأنك تحلم معنا» للمخرجة ليلى عباس الذي يجمع بين فلسطين وألمانيا والسعودية وقطر ومصر. ومن المغرب، يشارك فيلم «وحده الحب» للمخرج كمال كمال، بينما ينافس الفيلم الحائز على عدة جوائز «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو» للمخرج المصري خالد منصور، وفيلم «سلمي» من سوريا للمخرج جود سعيد، إلى جانب فيلم «أحلام عابرة» للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، وهو إنتاج مشترك بين فلسطين وفرنسا والسويد والسعودية.وتشهد هذه الدورة أيضًا مشاركة قوية للسينما المصرية في ستة أفلام.
كما تحضر فلسطين بقوة في المسابقة في أربعة أفلام، أبرزها «ما بعد» للمخرجة مها الحاج، وهو إنتاج فلسطيني فرنسي إيطالي مشترك، و»خالد ونعمة» للمخرج سهيل دحدل، و»ولدت مشهورًا» للمخرج لؤي عواد، وفيلم «برجعلك» للمخرج عدي جُبّه.
في هذه الأجواء التي تُمزج فيها السياسة بالفن، تتجلى المواقف الإنسانية بوضوح، كما عبّرت عنها إليزابيث فرانيه، لتتحول افتتاحية مهرجان روتردام إلى منصة تضامن لا تقل أهمية عن الشاشات التي تُعرض عليها القصص والهموم العربية.