أوراق ثقافية

بعد تأرجح وتردد وضغوط.. فلسطين ضيفة شرف «سوق الشعر» في باريس

post-img

أخيرًا تخطّى «سوق الشعر» في باريس المعوقات الظاهرة والخفية، في دورته للعام 2025 وباتت فلسطين ضيفة شرف على هذه الفعالية الثقافية الأوروبية الكبيرة.

ألغيت الدعوة، في العام 2024، وكان المسوّغ المُعلن «خوفًا من تحولها إلى تظاهرة سياسية» بعد التطورات الدراماتيكية المتواصلة في العدوان الصهيوني على غزّة. دورة العام الحالي تأرجحت.. ألغيت.. لم تلغ.. ألغيت.. وبعد ضغوط من مئات الشعراء والمثقفين الفرنسيين والأوروبيين والعرب ومن مختلف أنحاء العالم، كان الإعلان «فلسطين ضيفة شرف» سوق الشعر الفرنسي.

إعلان أتى من رئيس الفعالية لهذا العام المؤسس جان ميشال بلاس، والذي أسف «من اعلان متسرّع غير مدروس وغير موفق جعل البعض يعتقد أننا تخلينا عن استضافة الشعر الفلسطيني».

هذه الفعالية الشعرية التي ولدت سنة 1983، والتي تُعقد في كنيسة «سان سولبيس» في باريس تُعد أكبر تظاهرة شعرية في فرنسا، وتشارك فيها عشرات دور النشر، وتستقبل نحو 50 ألف زائر.

كان الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي – مولج بتنظيم استضافة الشعر الفلسطيني – أول من ترجم الشعر الفلسطيني إلى الفرنسية في مختارات بعنوان «أنطولوجيا الشعر الفلسطيني المقاوم» في العام 1970، وأنجز أنطولوجيا ثانية في العام 1998. وكانت المختارات الأخيرة في العام 2022 التي ترجمها اللعبي وقدّم لها الشاعر ياسين عدنان، وصدرت عن دار نشر «بوينتس» الفرنسية بعنوان «مختارات من الشعر الفلسطيني اليوم»، والتي كانت دافعًا لـ»سوق الشعر» الفرنسي لإرسال الدعوة له للاحتفاء بالشعر الفلسطيني الذي ترجمه. إلى الإصدارات الجديدة والتواقيع والنقاشات والحوارات طاولات الحوار المستديرة، وعشرات الأمسيات التي تشارك فيها شاعرات وشعراء، وحضور نقدي من مختلف أرجاء العالم، فهذه الفعالية ستكون هذا العام أمام اختبار قيمي كبير في حلول «فلسطين ضيفة شرف».

من فلسطين المحتلّة ومن غزّة التي تباد على الهواء؛ ثمة شعراء قضوا، وآخرون يداوون جراحهم الجسدية والنفسية. هؤلاء لن يتمكنوا من بلوغ سوق الشعر.. شعرهم سيمثّلهم بصوت آخرين سواء كانوا أحياء أم شهداء، كما الأكاديمي وأستاذ الأدب الإنكليزي الشاعر الشهيد رفعت العرعير صاحب مبادرة «لسنا أرقامًا». ولهؤلاء الغائبين قسرًا مساحة وشعرهم سيحضر بقرءات من آخرين.

الفعاليات المخصصة للاحتفاء بالشعر الفلسطيني لـ«ضيفة شرف» تمتد من 18 يونيو/حزيران إلى 22 منه. وتتضمن حوارات ثنائية يصار فيها لتقديم «الساحة الشعرية الفلسطينية المعاصرة»، وذلك من خلال حوار بين الشاعر والناشر كريستوف دوفان والشاعر عبد اللطيف اللعبي. إلى حوارات ولقاءات مفتوحة. وقراءات شعرية لشعراء فلسطينيين.

خصص مساء الأحد 22 يونيو/حزيران لقراءة ختامية للضيوف جميعهم في بيت الشعر في باريس. وعلى امتداد ثلاثة أيام متتالية من فعالية «سوق الشعر» يوقّع الشاعر الفلسطيني مروان مخول كتابه «أن تخرس الطائرة» المترجم إلى الفرنسية وفق المواعيد التالية: 20 و21 الشهر الساعة 17. و 22 الساعة 18.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد