لم يكن الإيراني أو الفارسي يومًا، في تاريخه الذي يمتدّ إلى ألاف السنين، إنسانًا مستسلمًا؛ وهو المعروف بحنكته وصبره وقدرته في الابتكار المتواصل. وحين تحوّل النظام في إيران من نظام استبدادي تابعي للولايات المتحدة الأمريكية إلى جمهورية إسلامية؛ كان الإسلام الأصيل عاملًا قويًا في تعزيز هذه الشخصية التي تتحدى الصعاب مهما كانت. لذلك؛ تلاحظ سرعان ما عيّن الإمام السيد علي الخامنئي خلفاء للقادة الشهداء، وقال: "خلفاؤهم وزملاؤهم سيستأنفون مهامهم فورا". وهذا دليل على غنى الجمهورية الإسلامية بالكوادر والكفاءات العلمية والقيادية.
خاص موقع أوراق ووكالات ومواقع إيرانية
استشهد في هذا العدوان الصهيوني، فجر اليوم 13/ حزيران 2025، مجموعة من القادة الإيرانيين وكبار العلماء في الحقل النووي، وفي سيرة كلّ منهم ستجد تاريخًا حافلًا من الإنجازات التي أرفدت بلادهم بالمزيد من القوة والبنية المقتدرة على تحديًات العالم الغربي الإمبريالي الذي يمنع شعوب منطقتنا من امتلاك أسباب القوة والمعرفة.
في هذه السطور؛ نقدّم تعريفًا بهؤلاء الشهدء القادة:
- اللواء الشهيد حسين سلامي(1960-2025)
مسقط رأسه ضواحي مدينة كلبايكان في محافظة أصفهان، هو مهندس ميكانيكي، انضم إلى الحرس الثوري عقب اندلاع الحرب العراقية- الإيرانية في العام 1980، وسرعان ما برز قائدًا فذًا فتولى قيادة عدد من الفرق والمقرات الجوية والبحرية. أسس اللواء سلامي، في العام 1992، "جامعة القيادة والأركان" لتأهيل كوادر عسكرية متخصصة، ليستلم لاحقًا مهمة رئيس عمليات هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري، حتى العام 2005. في العام ذاته، تقلد قيادة القوة الجوية التابعة للحرس الثوري حتى 2009، ثم أصبح نائبًا للقائد العام للحرس الثوري حتى العام 2019. عيّنه الإمام الخامنئي، في العام نفسه، قائدًا عامًا للحرس الثوري بعد منحه رتبة لواء، وأصبح ثامن مسؤول يتولى قيادة المؤسسة العسكرية الموازية للجيش الإيراني.
- القائد محمد باقري(1958- 2025)
محمد حسين باقري، والمعروف باسم "محمد حسين أفشردي"، هو أحد أبرز العسكريين المشاركين في الحرب العراقية- الإيرانية. وهو الشقيق الأصغر لـــ"حسن باقري" أول رئيس لاستخبارات وعمليات الحرس الثوري. انخرط في صفوف الحرس الثوري الإيراني، في العام 1980، حصّل باقري درجة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "تربية مدرس"، كما درّس في الجامعة العليا للدفاع الوطني. اكتسب خبرة واسعة في المجالات العسكرية والأمنية والاستخباراتية، خلال الحرب العراقية- الإيرانية وقمع التمرد العسكري الكردي شمال غربي البلاد في العام 1979. كما شغل باقري مناصب قيادية متعددة، منها رئاسة استخبارات وعمليات القوات البرية، ورئاسة استخبارات مقري "كربلاء" و"خاتم الأنبياء"، الذراع الهندسية للحرس الثوري. رُقي إلى رتبة لواء في العام 2008. وتولى منصب نائب رئيس قسم الاستخبارات والعمليات في هيئة الأركان العامة في العام 2002 إلى العام 2014، وفي 28 يونيو/حزيران 2016 عيّنه السيد الخامنئي رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة.
- فريدون عباسي دوائي(1958-2025)
هو من مدينة عبادان، حصل على الدكتوراه في الفيزياء من جامعة "الشهيد بهشتي" وأصبح عالما نوويًا ومهندسًا وأستاذًا جامعيًا. بدأ نشاطه العسكري في العام 1978 حين داخل الحرس الثوري الإيراني. تولى منصب نائب مدينة كازرون، في البرلمان الإيراني في الدورة الـ11، ومنصب رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بين عامي 2010 و2014، كما شغل منصب مدير تنفيذي رفيع المستوى ومهندس نووي وقيادي في الحرس الثوري. كما عُيّن عباسي نائبا لرئيس الجمهورية، في عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد، وتولى رئاسة منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، وانتخب في العام 2019 نائبا في البرلمان عن دائرة كازرون وكوهجنالا.
يشهد للعالم والقائد دوائي بدور مهم في برنامج تخصيب اليورانيوم وكان يعرف بأنه أحد أبرز العلماء النوويين في بلاده. وتعرض لأكثر من محاولة اغتيال إسرائيلية، أحدها في العام 2010، حين أصيب ومعه زوجه، وقبل استشهاده كان رئيسًا لقسم الفيزياء في جامعة الإمام الحسين (ع).
- العالم النووي محمد مهدي طهرانجي (1965-2025)
العاصمة طهران هي مسقط رأس الشهيد طهرانجي، حصل على البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الفيزياء من جامعة "الشهيد بهشتي"، والتي تولى فيها منصب نائب رئيس الجامعة ثم رئيسها في العام 2012 إلى العام 2016. نال الدكتوراه من معهد الفيزياء والتكنولوجيا في موسكو، وتابع برنامجا بحثيا في المركز الدولي للفيزياء النظرية في إيطاليا. ويعدّ أحد أبرز النوويين الإيرانيين ومن القيادات الأكاديمية المهمة في المؤسسات الإيرانية،
عمل هذا العالم العبقري مساعدًا للتخطيط والشؤون التنفيذية، في كلية العلوم في أكثر من جامعة في إيران. وبين عامي 1999 و2007، أسهم في تأسيس عدد من الهيئات العلمية في جامعة شهيد بهشتي، من بينها معهد أبحاث الليزر وكلية التقنيات الحديثة. كما أصبح عضوا في مجلس إدارة الجمعية الإيرانية للبصريات والفوتونيك -علم وتكنولوجيا توليد الضوء والتحكم به- بين عامي 2009 و2013. وفي عام 2010، تولى رئاسة اللجنة التخصصية للعلوم الأساسية في المجلس الأعلى للعلوم والبحث والتكنولوجيا في إيران.
عيّن الشهيد عضوًا في مجلس أمناء جامعة آزاد، في العام 2018، ثم ترأسها في العام التالي، وكذلك عين عضوًا في المجلس الأعلى للثورة الثقافية، كما حاز على وسام الدرجة الأولى في العلوم. واختير أستاذًا جامعيًا نموذجيًا على مستوى الجمهورية، وبقي يعمل في المجال الأكاديمي إلى حين اغتياله. وألّف طهرانجي عددًا من المؤلفات العلمية في مجال تخصصه، وله 8 اختراعات وأكثر من 150 مقالة محكمة منشورة في مجلات ودوريات دولية.
- العميد حاجي زاده (1962-2025)
العاصمة طهران هي مسقط رأس الشهيد حاجي زاده، وانضم إلى المؤسسة العسكرية الإيرانية، في العام 1980، في أثناء الحرب العراقية - الإيرانية، وعمل في وحدة القناصة للحرس الثوري وبقي في جبهات القتال حتى نهاية الحرب، وشارك في عمليات عدة منها "كربلاء 5″ و"والفجر 8". في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2009 عُيّن حاجي زاده قائدا للقوة الجوفضائية لحرس الثورة الإسلامية بأمر مباشر من الإمام الخامنئي، وبقي في منصبه حتى استشهاده اليوم. ويذكر أن الشهيد قائد القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري. حاصل على وسام "الفتح من الدرجة الأولى" من الإمام الخامنئي.
- اللواء غلام علي رشيد(1953-2025)
الشهيد رشيد من أبناء الأهواز جنوب غربي إيران؛ وهو حاصل على ماجستير في الجغرافيا السياسية من جامعة طهران ودكتوراه في الجغرافيا السياسية من جامعة "تربيت مدرس". انضم إلى الحرس الثوري بعيد تأسيسه، وعُين نائبا لشؤون المعلومات والعمليات في مسقط رأسه، وشارك في عمليات رئيسية إبان الحرب العراقية- الإيرانية وكان من أبرز القيادة الميدانيين فيها. بعد هذه الحرب تولى رشيد مناصب إستراتيجية رفيعة المستوى، فكان مساعدًا للعمليات في الأركان المشتركة للحرس الثوري (1986-1989)، ومساعدًا للمعلومات والعمليات في الأركان العامة للقوات المسلحة (1989-1999). كما تولى منصب نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة لمدة 17 عامًا (1999-2016)، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي (2016-2025).
- اللواء داوود شيخيان(1955-2025)
ولد شمخاني في مدينة الأهواز، في محافظة خوزستان، لأسرة عربية. ودرس الزراعة ثم نال شهادة ماجستير في الشؤون العسكرية وأخرى في الإدارة. اللواء داوود شيخيان. تذكر الصحافة الإيرانية أنه كان له دور محوري في تطوير أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. كما شارك في تصميم الإستراتيجيات العسكرية لمواجهة التهديدات الجوية، لا سيما عقب استشهاد اللواء قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس. تولى أبان الحرب الإيرانية - العراقية العديد من المناصب العسكرية مثل قائد القوات العسكرية في إقليم خوزستان، وقائد بالإنابة للقوات الإيرانية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الأمن الرقم 598 المتعلق بإنهاء الحرب بين إيران والعراق. كما تولى منصب قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حتى استشهاده.
- عبد الحميد مينوتشهر
كان عبد الحميد مينوتشهر عضوًا في الهيئة التدريسية، في جامعة الشهيد بهشتي ورئيس تحرير "المجلة الفصلية للتكنولوجيا والطاقة النووية". وفي رصيده العلمي أربع أوراق بحثية، قُدمت في مؤتمرات و6 مقالات منشورة في مجلات علمية داخل إيران. تركز مقالاته المنشورة على موضوعات غلاف الوقود، والاختبارات غير الاتلافية والتيارات الدوامية، وقضايا أخرى.
- أحمد رضا ذو الفقاري
أحمد رضا ذو الفقاري كان عضوًا في هيئة التدريس في جامعة الشهيد بهشتي والمدير المسؤول عن "المجلة الفصلية للتكنولوجيا والطاقة النووية". وكان له حضور نشط في المجلات والمؤتمرات المرموقة في إيران.
- أمير حسين فقيهي
أمير حسين فقيهي كان عضوًا في اللجنة التعليمية، في جامعة الشهيد بهشتي ورئيس معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية.