أوراق ثقافية

سلّم سلاحك..!

post-img

حمزة البشتاوي/ كاتب وإعلامي

- سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن يبقى الاحتلال في أرضك .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن تخون وصايا الشهداء وتضحيات الشعب .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت الركوع والاستسلام، وتسليم رقبتك للذبح .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن تتكرّر مجزرة صبرا وشاتيلا .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن يستمر العدوان ومخططات القتل والتهجير .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن تستمر الاغتيالات والتفجيرات .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن يمرّ التطبيع ويتجول جنود الجيش الإسرائيلي قرب بيتك .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن تنام بين فكّي الوحشين الأميركي والإسرائيلي .. سلّم سلاحك.

- إذا أردت أن تكون كالأيتام على موائد اللئام .. سلّم سلاحك.

واعلم أن ترك السلاح المرتبط بالإرادة يعني الهزيمة وضياع الوطن..

والسلاح ليس كما يقول الأعداء وغيرهم، بخبث شديد، هو مرتبط بالوعي والإدراك والدفاع عن الوطن.

السلاح ليس بندقية أو صاروخ فقط، هو روح مقاومة متجذرة وهوية وإرث نضالي مستمر..

الدعوة لسحب السلاح هي دعوة لتجريد الضحية من حقها بالدفاع عن نفسها، وتركها فريسة للاحتلال والمجازر والحصار..

السلاح ليس خيارًا عابرًا، هو ضرورة مستمرة واستراتيجية راسخة في عقول الناس وقلوبها، في عالم لا يعرف إلا لغة المقاومة التي تحافظ على السلاح ردًا على اختلال موازين القوى، وتؤكد أن السلام لا يمكن أن يبني على الإستسلام.

السلاح مرتبط بالأمل، والتخلي عنه مرتبط بالعجز وفقدان الجاذبية والقدرة على الصمود.

المطلب الإسرائيلي اليوم بنزع سلاح المقاومة سبق أن جربه، في العام 1982، عندما انتهى الحصار الإسرانيلي المفروض على بيروت بعد صمود أسطوري بالتوصل إلى اتفاق تسلّم فيه منظمة التحرير الفلسطينية سلاحها وتغادر العاصمة اللبنانية. ومقابل ذلك تعهدت "إسرائيل" بعدم الاعتداء على المدنيين في لبنان، وعدم المساس بمخيمات اللاجنين، وذلك بضمائة أمريكية مباشرة، وبحضور الوسيط الأمريكي آنذاك فيليب حبيب.

مع ذلك كله؛ ارتكبت قوات الاحتلال الإسرانيلية وعملاؤها أبشع مجزرة في التاريخ، بعد أقل من 48 ساعة على مغادرة المقاتلين الفلسطينيين وتسليم سلاحهم، وهي مجزرة "صبرا وشاتيلا". كما اجتاحت مدينة بيروت، بشطريها الشرقي والغربي، وفعلت فيها ما فعلت قبل أن يعاود اللبنانيون استنئاف المقاومة.

ليس بعيدًا عما حدث في لبئان في العام 1982؛ "إسرائيل" تخرق اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع لبنان يوميًا، على الرغم من عدم تعرضها لأي هجمات منذ شهور عديدة. كما أن قوات العدو الإسرائيلية تستبيح سوريا، أرضًا وجوًا، منذ بداية الحرب على غزة وحتى الآن، وخلافًا للاتفاق الهدنة المبرم سنة 1974، وذلك من دون أن يكون ثمة هجمات مصدرها سوريا، بل لا يوجد أصلًا فى سوريا أي سلاح للمقاومة، ولا أي فصائل تنشط هناك.

في الضفة الغربية؛ ثمة مثال أكثر وضوحًا، إذ تستبيح القوات الإسرائيلية أراضي الضفة منذ العام 2002 عندما حاصرت مقر المقاطعة، وظل الرئيس الراحل ياسر عرفات بداخله حتى استشهد اغتيالًا بالسم الإسرائيلي. والحال ذاته حتى اليوم في الضفة، إذ ليس فيها صواريخ ولا هجمات ولا ما يهدّد الإسرائيليين ومع ذلك العمليات العسكرية هناك مستمرة منذ عدة شهور.

الشواهد التاريخية كثيرة، في هذا المجال، ومن يظن أن استمرار الحرب سببه تمسك المقاومة بسلاحها فهو واهم، إذ في اللحظة التي ستسلم فيها السلاح؛ فإنّ مشهد بيروت العام 1982 سوفٍ يتكرر مرة أخرى.

الحقيقة الماثلة، اليوم، هي أن الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يمتلك أعتى الأسلحة، ويرتكب المجازر بقنابل محرمة دوليًا، ويقصف المدنيين بطائرات F16. وهذا يستدعي أن يطالب العالم أجمع بنزع سلاح الاحتلال الإسرائيلي الذي يشكّل خطرًا حقيقيًا على المنطقة كلها.

أما سلاح المقاومة فهو الأقوى والأبقى، في كل زمان ومكان وميدان، دفاعًا عن الأرض والخيرات والثروات والوجود؛ وذلك انطلاقًا من الواجب الوطني والأخلاقي والديني دفاعًا عن الأرض والشعب.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد