أوراق ثقافية

رسام فلسطيني يتلف لوحاته من أجل إطعام عائلته في غزة

post-img

في مشهد يعكس عمق الأزمة المعيشية والإنسانية التي يواجهها سكان قطاع غزة في ظل حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ قرابة العامين، أقدم الرسام الفلسطيني طه أبو غالي على إتلاف لوحاته الفنية، بهدف استخدام إطاراتها الخشبية لطهو الطعام لعائلته، بحسب مقطع فيديو نشره عبر حسابه على "إنستغرام"، الأربعاء، جراء الانقطاع شبه التام للوقود والغاز.

ظهر طه أبو غالي (42 عامًا) في مقطع الفيديو جالسًا بجانب لوحاته، وهو يتحدث عن الصعوبات المعيشية التي يواجهها مع عائلته في غزة، قائلًا: "في الأزمات الجميلة بتقص شعرها، ونحن في ظل هذه الأزمة مضطرين آسفين أنو ندمر لوحاتنا، عشان ناخد الخشب نطبخ عليها.. لأنو لا في وقود ولا كهربا ولا غاز ولا كاز، ومنيح إذا كنا منلاقي طحين أو أي حاجة نطبخها". ثمّ بدأ بإزالة الرسومات من داخل إطاراتها الخشبية، متابعًا: "زي ما إنتو شايفين أجمل لوحاتي، الأعز على قلبي"، وأضاف في موضع آخر: "الرسم ما بطعميش خبز، لهيك مناخد الخشب منطبخ عليه.. هيك صار الفن بطعمي خبز".

أثار نشر المقطع موجة تعاطف بين المعلقين على "إنستغرام"، الذين عبروا عن أسفهم وحزنهم على تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، مع تعليقات داعمة للرسام ومتعاطفة معه.

كان طه أبو غالي يعمل مدرسًا للفنون في إحدى مدارس القطاع قبل بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو فنان تشكيلي شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج غزة. إضافة إلى عضويته في عددٍ من الجمعيات الخاصة بالفنانين التشكيليين الفلسطينيين.

يعاني الفلسطينيون في غزة من أوضاع كارثية في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، إذ يستمر القصف ورصاص جنود الاحتلال بملاحقة المدنيين واستهدافهم، مع حصار دائم يمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وسط انتشار للمجاعة وارتفاع الوفيات الناجمة عن الجوع.

حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أن جزءًا كبيرًا من سكان غزة "يتضوّرون جوعًا"، متسائلًا: "لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان". في حين أطلقت منظمات وجمعيات فلسطينية وأجنبية نداءات للمطالبة بوقف الحرب وإدخال المساعدات لسكان غزة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد