بعد اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحافي الفلسطيني أنس الشريف وزملاءه في غزة، نشر عدد من الصحافيين الإسرائيليين المعروفين تقارير عن العملية مُحتفلين بها على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما اكتفى آخرون بتكرار نصوص المتحدث باسم الجيش حرفيًا.
أثارت هذه التغطية غضبًا واسعًا، حتى داخل الأوساط اليهودية نفسها. ونشر موقع جويش إندبندنت الأسترالي، هذا الأسبوع، مقال رأي للصحافية عنات ساراغوستي، استنكرت فيه أن "أيًّا من هؤلاء الصحافيين لم يُشكك في المعلومات التي قدمها مسؤول الجيش الإسرائيلي، أو يتحقق من صحتها، أو يسأل عن سبب مقتل الشريف وعدم محاكمته إن كانت هناك دلائل ضده". وأكدت ساراغوستي أن "الواقعة تُجسّد جميع المعضلات والتناقضات والأخطاء التي ارتكبتها وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية في تغطية حرب غزة"، مشيرة إلى أن الصحافيين "ينقلون تصريحات المتحدث باسم الجيش كما لو كانت حقائق ثابتة، ويتجاهلون الرواية الفلسطينية، ويحتفلون بالنجاحات العسكرية، وينظرون إلى 'الطرف الآخر' من منظور العدو فقط، حتى عندما تكون الضحية امرأة غير متورطة، أو طفلًا، أو صحافيًا. هذا النهج لا يعكس صحافة مهنية".
ما تحدثت عنه ليس سرًا. فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى أسابيع قليلة مضت، نُشرت في وسائل الإعلام الإسرائيلية الرئيسية تقارير قليلة فقط تصوّر الواقع من منظور الفلسطينيين، بالكاد غطّت حجم الأزمة الإنسانية، أو العدد الهائل من الضحايا والمنازل المدمرة. ووفق المقال، "بعدم تقديم الصورة الكاملة، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تخون واجبها"، و"الفجوة بين ما يراه المجتمع الدولي في غزة وما يراه الجمهور الإسرائيلي لم تكن أعمق من أي وقت مضى".
قدّم تسريب حديث من مجموعة "واتساب" مغلقة لكبار المحررين والمراسلين في قناة 12 الإخبارية الإسرائيلية، لمحة من وراء الكواليس حول اتخاذ القرارات التحريرية في تغطية الحرب في غزة. كشفت المراسلات الداخلية عن نقاش حول ما إذا كان ينبغي للبرنامج الأكثر مشاهدة في إسرائيل تغطية الوضع خارج خطوط المعارك، وما إذا كان من واجب الصحافيين تغطية الوضع الإنساني، حتى لو لم يتعاطفوا مع معاناة الفلسطينيين. ورأى معظم كبار المحررين أن من الأفضل عدم تغطية الوضع الإنساني.