اوراق خاصة

للعيون والأيدي التي مسحت على جراح القلوب... وتعافينا

post-img

فادي الحاج حسن/ كاتب لبناني

وتعافينا؛

حين أشرقت شمس جراحكم على ربوع الوطن، كانت عيوننا ترنو إلى الأفق البعيد، حين تلاقت أرواحنا بأرواح أولئك الذين صمدوا.

وتعافينا؛

لا؛ لأن الجراح قد اندملت بلا أثر، بل لأنها تحولت إلى وشوم عزٍّ وافتخار على جبين الزمن.

تلك الجراح التي حملها الأبطال بصبرٍ لا يلين، كانت قناديل تضيء دروب العودة، ومنارات تهدي سفن النصر إلى شواطئ الأمان.

مدينون نحن، لكل قطرة دم سالت، ولكل آهة كتمت، ولكل نبضة قلب خفقت تحت وطأة الألم.

مدينون لجراحكم التي لم تكن مجرد نزيف، هي ينابيع فاضت بالعزم والإباء، وروت أرضنا بماء الكرامة.

لقد صبرتم، وصبرت معكم قلوب الأمهات، وعيون الآباء وأيادي الزوجات وأحلام الأطفال.

صبرٌ كان أشدّ من وقع صوت الغدر واغتيال العيون والأيادي، وأمضى من حدّ السيف، صبرٌ أثمر نصرًا يروي حكايات الأجيال.

وتعافينا؛

بفضل تلك الأيادي التي ما وهنت، وتلك الأعين التي ما غفت، وتلك الأرواح التي ما استسلمت.

وتعافينا؛

لأنكم زرعتم فينا بذور الأمل، وسقيتموها بدمائكم الطاهرة، فأنبتت سنابل العزّة والشموخ.

كل نبضة في هذا الوطن، وكل نسمة هواء تعانق ترابه، وكل حبة رمل تشهد على صمودكم، تهمس باسمكم، وتذكر تضحياتكم.

أنتم قصة هذا التعافي، وأنتم عنوان هذا النصر، وأنتم روح هذا الشعب الذي أبى أن ينحني.

.. فسلامٌ إلى جراحكم التي كانت بداية تعافينا.

سلامٌ إلى صبركم الذي كان مفتاح عزّنا.

سلامٌ إلى أرواحكم التي سكنت فينا، وجعلت كل يوم جديد فصلًا آخر في كتاب النصر والكرامة.

وتعافينا؛

سنبقى مدينين لكم، ما دامت فينا روح، وما دام فينا نبض ينبض مقاومة.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد