اوراق مختارة

أولاد يخافون المدرسة

post-img

ماري الأشقر (جريدة الديار)

ما أكثر الصغار الذين يستيقظون في الصباح بخوف اكثر ظهوراً من الحقيقية، يجعلهم يشتكون من دوار وصداع ومن غثيان منذر بالقيء! وما اكثر الباكين منهم والمتهربين والمعتزلين! ولا يفهمون سبب تصرفهم أكثر من فهم أولياء أمورهم. هؤلاء الصغار يعانون "رهاب المدرسة" وهو تضخيم ما ليس ضخماً والفزع مما لا يفزع فيمتعون ويتوسلون باساليب شتى للتغيب عن المدرسة.

وإقناع الطفل بالذهاب الى المدرسة ضرورة لازمة ولكن المؤسف ان الابوين لضيق وقتهما او لشعورهما بالعجز، يجدان انه من السهل تلبية رغبة ابنهما، ولكن متى كرر الصغير محاولته من التغيب تتعطل مقدرته العلمية وتضام حالته الشخصية فيتراجع ولا يتقدم وينكص ولا يقدم، احيانا يقتلع الطفل بكلام قليل فيذهب الى المدرسة، قد يكون تغيب لوعكة اصابته، ولكنه يمتنع عن العودة الى المدرسة بعد شفائه، احيانا تستمر العوارض فيحتاج الى تقويم نفساني، ورهاب المدرسة في رأي أحد الأطباء عبارة عامة تنطوي على منوعات من التصرفات لها صلة بالممانعة التي يبديها الطفل وتتضمن التصرفات الاربعة التالية. الأول: الصغار المقاسون من رهاب المدرسة يظهرون صعوبة بالغة في الحضور الى المدرسة فيطول غيابهم، وفي حالات كثيرة يختبر  الصغار شعوراً بالرعب من حدوث كارثة عندما يواجهون الأمر الواقع وهو ذهابهم الى المدرسة، يقلقون ويجزعون وكأن أمهم ستكون ضحية مصيبة.

الثاني: يعبر الصغار أحياناً عن اضطراب عاطفي قد يطفو على السطح كخوف ـ وهياج عصبي وادعاء بالمرض صراع أو غثيان، أو دوار، والأطفال عادة يشكون من وعكات كهذه في الصباح قبل ذهابهم الى المدرسة وقد تزداد العوارض في اثناء النهار.

الثالث: عندما يمكث الطفل المصاب برهاب المدرسة في البيت فبقاؤه يكون بمعرفة أبويه ـ هذا الطفل وأمثاله لا يعتبرون متهربين.

الرابع: الطفل المصاب برهاب المدرسة يكون في الغالب تلميذاً ممتازاً متقدماً.

من نحن

موقع اعلامي يهتم بالشؤون السياسية والقضايا الاجتماعية والشؤون الثقافية في لبنان والمنطقة العربية والعالم ويناصر القضايا المحقة للشعوب في مواجهة الاحتلال والاستبداد