محمد باقر ياسين/ خاص موقع "أوراق"
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، يواجه التعليم الرسمي تحديات كبيرة نتيجة دمار المدارس والمرافق التعليمية. في هذا السياق، تقود جمعية "وتعاونوا" جهود ترميم المدارس ودعم الطلاب، بينما تواصل وزارة التربية وضع تسهيلات لضمان استمرار العملية التعليمية، وسط تقارير دولية تحذر من حجم الأضرار والخطر الذي يواجه الطلاب في المنطقة الحدودية.
جمعية "وتعاونوا" تقود جهود الترميم والدعم التربوي
في تصريحٍ خاص لموقع "أوراق"؛ قال الأستاذ جمال شعيب مدير العلاقات العامة والأنشطة في "جمعية وتعاونوا" إن الجمعية باشرت أعمال ترميم عدد من المدارس والمرافق العامة التي كانت بحاجة إلى صيانة جزئية، تمهيدًا لاستئناف النشاط التربوي. شملت هذه الأعمال المدارس الابتدائية والمتوسطة في "مجدل السلم" وعدد من المساجد والمكتبات وقاعات الأنشطة في القرى الحدودية.
أضاف شعيب أن الجمعية أطلقت مبادرة الدعم التربوي لتسهيل التحاق الطلاب في القرى الحدودية بمدارسهم، موضحًا أن المبادرة تضمنت: تأمين القرطاسية واللوازم المدرسية، وتغطية جزء من رسوم التسجيل، ودعم المدارس المحتاجة بتجهيزات أو مقاعد وصفوف إضافية.
كما أوضح أن مركز الخدمة الاجتماعية في البلدة أسهم في تأمين 30 بيتًا جاهزًا للعائلات في منطقة ميس الجبل، إلى جانب بناء مبنى إداري كبير بمساحة 18×6 مترًا، وتنفيذ مشروع للطاقة الشمسية في مجمع المدرسة المؤقت، وتركيب العشب الصناعي. مؤكدًا تواصل الجمعية الدائم مع اتحادات البلديات لضمان سد الحاجات الإنسانية والتربوية والاستجابة لأي طارئ ميداني.
تقارير دولية تحذر من آثار العدوان على التعليم
أكد تقرير منظمة اليونيسف أن أكثر من مئة مدرسة، في جنوب لبنان، دُمّرت أو لحقت بها أضرار جسيمة منذ تشرين الأول 2023، خصوصًا في المنطقة الحدودية الممتدة من النقورة إلى شبعا، حيث دُمرت كليًا أكثر من عشر مدارس وثانويات رسمية، إضافة إلى عدد من المعاهد والمدارس المهنية.
ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش المانحين الدوليين ووكالات الإغاثة إلى دعم الحكومة اللبنانية في وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة إعمار وترميم المدارس، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي احتل مدارس عمدًا، وقام بتخريب ممتلكاتها ونهبها، في أعمال تُصنّف على أنها جرائم حرب. وأوضحت المنظمة أن إصلاح الأضرار سيستغرق وقتًا طويلًا، ويتطلب موارد مالية ضخمة.
مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية وغياب خطة رسمية لإعادة الإعمار، اعتمدت وزارة التربية هذا العام آلية "مدارس الاستجابة" ذاتها لتسهيل تسجيل الطلاب النازحين في مناطق وجودهم وضمان استمرار العملية التعليمية بأقل خسائر ممكنة.
وزارة التربية تضع تسهيلات لضمان استمرار التعليم
أكد جورج داوود مدير المدارس الابتدائية في وزارة التربية والتعليم العالي أن الوزارة وضعت عدة تسهيلات لضمان حقوق الطلاب في التسجيل ومتابعة العملية التعليمية، مشيرًا إلى:
- إعطاء الأولوية للتلميذ وأفراد الهيئة التعليمية عند تسجيل الطلاب.
- القدرة على نقل الطلاب إلى المدارس القريبة من محل سكنهم لتسهيل التحاقهم بالدوام.
- توفير خيارات لإدارات المدارس المغلقة لاختيار أبنية جديدة قريبة إذا توفرت.
- توجيه المدارس لمتابعة الطلاب وإرشادهم؛ حتى في حال عدم وجودهم في مدارسهم الأصلية، لضمان استمرار تعليمهم بشكل منتظم.
صمود التعليم في وجه العدوان
في وجه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب، يتجلى أسمى معاني الصمود والتحدي. لم يترك الجنوبيون أراضيهم، بل ظلوا جذورًا راسخة في أرضهم، يواصل الطلاب والمعلمون العملية التعليمية على الرغم من الظروف الصعبة كلها، ويعيدون بناء مدارسهم وبيوتهم كلما دمرها العدوان.
إرادتهم في التعليم والحياة أقوى من محاولات الإيقاف كلها، وستظل المدارس والمجتمع التعليمي في الجنوب رمزًا للمقاومة بالعلم والعزيمة والإيمان.